" إسْوَارَة "

4 2 0
                                    

شكُوك داخِلك تُحاول قدر الأمكان ان تَخفيها ، لا تَظهرها حتى لنَفسك ، تَخشى ان تصبح حقيقة ، ستنكَسر حينها كل قيود أمانَك
وانتَ بالتأكيد لن تَرضى بِذلك ، الحَل الوحيد هُو التَجاهُل ، تَجاهلْ كل ما يجعلك حزين ، والقدر بالتأكيد سيظره لك يومآ ما لكن
سيؤذيك حينها أضعاف مضاعفة ، فلك الأختيار هُنا ، سَحق عيونَ الحقيقة والسير لظلام مجهول ، او ان تفتح مصرعيك وتواجه
كل شي بنفسك ، الألم مهما اختفى سيظهر لا مُحال ، لكن تأخيره يجعل النَدب صعب الشفاء ".
_______________________________
" أول مرة اشوفها هاي ضابط يقتحم بيت بنية بحجة تحقيق ! " حجيت بملل ووكفت خوصرت ايدي كدامه
" مراح تضيفينه شي ؟ " حجه بأستفزاز متجاهل كلامي
" تحب سم الفيران ؟ "
تحمحم معدل گعدته وأشرلي أكعد بقيت واكفة مو علمود شي بس حابة اعاند وياه اكثر حابة استفزه واطلّع روحه
" لتظلين واكفة راح اتعبين "
" ممكن تحجي وتفضها لان اريد اروح انام " نترت بيه وحجيت بأنزعاج واضح
" انتِ عايشة وحدج ؟ "
" اي " رديت
" ماكو احد من عائلتج عايش ؟ ! " حجه بتعجب
" كلهم ميتين " حجيت وزحت عيني منه باوعت گبالي ،
" ليش دائما وحيدة ومطايقة احد ؟ "
" بلا زحمة هاي الاسألة ضمن التحقيق الغبي مالتك ! "
" بالتحقيق مالتي كلشي يحقلي اسأل حتى على رقم تلفونج "
رفعت حاجبي ومعاجبني الحجي اضطريت ارد اريد بس اخلص من هاليلة البشعة
" احب ابقى وحيدة مالي خلگ الناس وغبائهم "
همهم بتفهم وكمل " اكو شكوك عليج بالجامعة " حجه بكل صراحة ، حاولت اخفي توتري متوقعت يحجي هيج
" اكو دليل مادي لو بس حتضيعون وقتي ؟ " حجيت بنبرة حاولت اخليها واثقة ، بالفعل ماكو اي دليل من شنو خايفة ؟
" لا ماكو . " حجه وبقى صافن على ايدي ، تحديدآ على اسوارتي الحمرا ، عبارة عن خيط صوف أحمر وبيه خرزة حمرة ناعمة
هلاسوار عندياه من طفولتي مرة ابوية اشتراها الي واحتفظت بيها
ثواني بقة ساكت وعلى وضعيته وبعدها تحمحم وگام على حيله " شكرآ تعبتج وياي اترخص " مرديت عليه ، انطاني ظهره ومشى
طلع وسديت الباب وراه ، استندت علباب وغطيت وجهي ، تنهدت بقوة الوضع مو مريح ابد ! وخاصة الشكوك الي بدت تصير علي !
______________________________
تَمشي بتغنج ودلع في اروقة القصر الأسود ، شعل النيران على كلا الجانبين كل من يراها في طريقه ينحني لها احترامآ او خوفآ ؟
فمن ذا الذي لا يَهاب أكبر نِساء إبليس ... لاقيس ؟
شاهدت الذي اعترض طريقها عكرت صفو ملامحها فورآ ، تبادلوا نظرات غريبة للحظات ، عيناها حادتان مع عيناه اللعوب
تواصل بصري لن ترغب المشاركة فيه او حتى النظر اليهم في هذا الوضع ، ستشاهد نيرانهُم تحترق مع سواد تلك النظرات
" أهلا يا جميلة بنات إبليس " تحدث بإبتسامة
" أهلا يامن تتقزز روحي عند لقياه " ابتسم المقصود واردف " لماذا لا نتحد ؟ " بدون مقدمات اخرج ما بجوفه
" علامَ نتحد ؟ " استفسرت قائلة
" على نِيبال " تحدث بصراحة ، نظرت ْ اليه ثواني تستشفي دواخله وصدق كلماته الواضحة ، بقيت صامته وهو اكمل ...
" انا اريد الانتقام منها وانتِ كذلك ، أنا اريد تدمير أخي عن طريقها ، وانتِ تريدين تَدميرها من اجل اخي ، هدفنا واحد " .
" انتَ تريد تدميرها هي فقط ؟ " تحدثت بعدم تصديق
" حسنآ هو اخي قبل ان يكون عشيقك يا لاقيس ، انا فقط ارغب بجعله يتألم قليلا "
نظرت اليه بنظرات شكوك ، اكمل ... " سيصبح حاساموت لكِ فقط " هو يعلم جيدآ كيفية اغرائها بخطته
" ماهي الخطة ؟ " تحدثت
" مبدئيا دعينها نجعلها تعاني فقط ، سنستمتع قليلا لا آكثر ". تحدث بخبث
ابتسمت هي الأخرى ، " حسنا يا خِنزِّب ".
اقتربت منه وبحركة عجيبة اخترقته مكملة طريقها الى حجرتها وكأنه هواء او شي شفاف ومرت خلاله !
_______________________________
مَرت أيام ...
" مستعدة ؟ " صوت اجه من وراها گلبت عيونها بملل مصارت تنصدم من طلعاته الغريبة ولا ظهوره المفاجئ
" لشنو ؟ " حجت ودعكت صدغها
" الجريمة الرابعة ناري ، شنو نسيتي؟ " زفرت انفاسها بخنق وغطت وجها
" وين هلمرة ؟ "
" بحضارة اجدادج ... الجنائن المعلقة " سكتت وعافته يكمل كلامه
" ساعة 10 اليوم ، هذا المي اول متشوفيه ذبيه بوجهه راح يتخدر، ويصير عجينة بيدج ، اريد عيونه الاثنين مقلوعات ولسانه مكصوص و اذاناته واصابع السبابة لايديه اليمنه واليسرى كلهن تبتريهن ، تخلصين شغلج وترجعين للبيت مشي لتاخذين تكسي ابد "
" تعبت ارحموني "
" خلصنه ".
" اذا نحبست راح اطلعني ؟ "
" لتشغلين بالج ، هذا الضابط ميكدر يسوي شي طول ما عينج براسج " حجه جملته واختفى ...
اتأكدت انو بقت وحدها گبل طلعت الكاميرا الي جانت ناصبتها من الصبح تنتظره يظهر بأي لحظة
فتحت التسجيل وبداخلها اكو امل ، لكن هذا الامل لثواني اختفى لمن شافت نفسها تحجي ويه روحها وماكو احد وياها بالغرفة
بس هي ... بس صوتها ... بس صورتها ... هذا خبال ! منو راح يصدگني اذا انطيته هلتسجيل !
مخبلة تحجي ويه روحها وادگول للعالم اكو مشعوذ يظهرلي بغرفتي هو الي يأمرني اسوي هلجرائم كلها !
حطت ايدها على عينها وابتسمت بسخرية من روحها ،
10:45 مساءآ ، المكان : الجنائن المعلقة ، مع جثة أخرى ... لقت حتفها مساء هذا اليوم ، الصحافة في كل مكان والجميع مصدوم من بشاعة المنظر امامه ، اعضاء الجثة مبعثرة بالارض والدماء منتشرة
إيهاب عاف الجثة وتحرك يتفحص المكان باوع بتقزز لعيون الجثة المشمورة بالگاع ،
الكل ملتهي يصور وياخذ ادله والضباط ملتهين ، راح تمشى وهلمرة قرر يبتعد على الجثة بلكي يلكة اي دليل واكع من القاتل
باوع حولين المكان ، ماكو شي طلع جكارته وورثها ، اخذ انفاسها وباوع كدامه يتأمل جمال المكان بليل
الجنائن المعلقة ، احد عجائب الدنيا السبعة ، جمالها طاغي اكثر بليل ، الهوا البارد امتزج ويه دخان الجكاير
اندار وقرر يرجع الهم وكف لمن سمع صوت سحق شي صلب جوة رجله ، نزل لمستوى رجله ...
دك گلبه بعنف ... حملها بسرعة وضمها بجيبه ، اضطرب تنفسه وكام على حيله يلگط انفاسه الي اضطربت لمن حس بصوت يقترب
" شعندك هنا ؟ متدري العميد يوهوس تعال لتبقى وحدك هنا ! " حجه خالد واندار ، راح وراه إيهاب وكلشي بملامح وجهه مترعبل
حسس على جيبه يتأكد من وجودها غمض عيونه بعنف وتحرك وره خالد راجعين لمكانهم .
___________________________

يد سوداء ضخمه لا ترى من صاحبها شيء !
تتحرك اصابعها بعشوائية .. فم اسود عريض لبشرة سوداء لم ترى سوادها من قبل !
يحيط بالفم لحية سوداء كثيفة شعرها مجعد تقبحت بخصل حمراء قاتمه ،
تأتي فتاة يافعه ذات جسد ممشوق القوام تحب النظر لمفاتنه كثيرآ ،
تحركت اليد ، سقطت الفتاة ارضآ تجعدت ملامحها ، ارتفعت اليد للأعلى ، انكمشت الفتاة
واصبحت تتلوى بجسدها تصرخ بألم ، تشعر بوجع، تتعذب ،
سكنت اليد ، تشنجت كل عضله بجسد الفتاه وجمدت حركته ، سكن كل شيء
لحظات لتعود حركه اليد ، تحركت السبابه ، انطوت الفتاة على جنبها تأن المآ ،
بشكل دوامات تتحرك السبابه راسمه دوائر وهميه بالهواء ، ابيضت عين الفتاة
لم تحتمل اكثر ، فالانسان كائن ضعيف ، تمركزت السبابه حول نقطه معينه بالهواء ،
الكل يترقب ، جنودهُ وجنودها ! قاومت لكنها لم تصمد !
نظرت بحقد وغل ، ابتسم ابتسامه صفراء كاشف بشاعه وقذارة اسنانه ،
خرج سائل اسود كثيف اللزوجة من فم الفتاه . استمرت بطرح هذا السائل وكأنها تتقيئ
اخرجت كل مافي جوفها ،، وارتمى جسدها مرتخي لاهثه انفاسها الاخيره ،
تصفيق حار تردد صداه داخل حجرة
وصراخ هستيري ، اشبه بصراخ وهتاف شياطين ! لن تحب سماعه ابدآ .
" انها البداية فقط ، نيبال "

_________________________________

دخل مكتبه و سد الباب وراه حط ايده بجيبه وطلعها ...
بقى يتأمل بيها ثواني ، نفس الاسوارة الحمرا الي جانت بيديها لمن راح لشقتها ...
گلبه كام يدك بسرعة ، راسه صار حار ، معقولة ؟
لا لا مستحيل مو هي ! هاي يمكن صدفة
اي صدفة ،هي اساور ويمكن تكون متشابهه مو اكثر
طلع جيس اسود وحط الاسوارة بداخلها ، حيضمها ... مستحيل يسلم هيج شي
ممكن بصماتها تكون عليها ... !
قرر يسد الموضوع ويتكتم عليه الى ان يلگون همه بنفسهم دليل ثاني ، غير هذا الي عنده .
وكل داخله يدعي ويگول ... يارب ميلگون .

يتبع ...

النار والطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن