«اقدارنا مكتوبة بكل لحظة نعيشها نرى قدرنا في ذلك. هناك من كتب له ان يعيش القدر المناسب الذي يريده وهناك من كتب له العذاب في حياته من ولد باسم الشر سيلاحقه حتى الممات لا مهرب من ذلك ف لا يوجد خيار له سوى تقبل الامر وتوكيل المسؤولية لقدره .»
....لم اكن مرتاحة حقا كنت اشعر بان شيئا سيحدث ولا اعلم ماهو ...
الالم يزداد اكثر اشعر بان امعائي تتقطع جلست على الاريكة لاتمالك نفسي قليلا وانا انتظر جدي ياتي بكعكة الميلاد ...اثناء ذلك وبصوت مرعب هز ارجاء المنزل كانه زلزالا ...
في هذا الوقت تعودنا على اصوات الانفجارات ولكن هذا الصوت كان قريبا جدا شعرت بالقلق لان جدي بالخارج ..ما جنت اكدر اطلع بسبب الالم لحظات تمر عليه مثل المر جدي تاخر فتحت التلفزيون على امل اشوف اي خبر عن هذا الصوت وفعلا ..
عاجل;
'انفجار سيارة مفخخة في الحلة قرب مخابز مهند في بداية الحي العسكري ادى الى مصرع تسع اشخاص من بينهم رجل مسن واصابة اربعة عشر اخرين تم نقلهم الى المستشفى والشرطة في ظل التحقيق 'بصدمة واني ما مصدكة الي ديصير .. لا لا لا.. مستحيل مستحيل لا جدو راح يرجع اكيد ويجيب الكيكة اكيد ما راح يجيبها من هذا المكان ... واني اسولف وي نفسي وحاطة ايدي على بطني واتالم
.. حاولت اقاوم الوجع بكد ما اكدر فتحت باب الشارع وطلعت امشي واركض واني اصارع اريد اوصل لمكان الانفجار ..بعد دقايق من المشي والتعب وصلت ...
مكان متدمر ناس متصابة واغلبهم الي كاعد بالكاع ...سالت شخص واكف وي المصابين ..
''عفوا هذوله كل المصابين مو؟ ماكو ضحايا يعني ''بصوت يرجف
''مع الاسف تسع جثث ونقلوهم للمستشفى ''
... ضلت شفايفي ترجف وعيوني تذب دموع واني ماعرف شسوي .. رحت عالشارع بيدي الي ترجف اشرت لابو تكسي حتى ياخذني للمستشفى الي كالي عليها الولد .
__________يجلس على مكتبه امامه اوراق القضية " ماعرفتوا هويات الضحايا " سأل احد الضباط في المكتب
" كدرنا نحدد هوية خمسة منهم من ضمنهم واحد جبير بالعمر ... "
.. دخلت مثل المجنونة واني اسال اي شخص اشوفه كدامي وين الجثث وين حطوهن .. رد عليه واحد لابس بدلة مبين ضابط وكلي
'' اذا انت وحده من الي فقدوا اهلهم تعالي نروح لثلاجة حتى نتعرف عالجثة بس انطينا مواصفات الشخص المفقود ..''
.. حجيت واني دموعي ما وكفت وارجف '' رجال جبير بالعمر '' سكتت واني اشهك وخايفة لا يطلع هو ..
'' صحيح وحدة من الجثث الي تعرفنا عليها رجال جبير بالعمر '' يحجي ويباوع الي بنظرة حزن واسف
'' تفضلي من هذا الطريق''
.. اسير بخطوات متثاقلة والذكريات تمر امامي كل لحظة سعيدة كل ما عشته اراه امامي بدموع حارة تشرح المي خائفة من الوحدة لا اريد عيشها مجددا حقا لا اريدها هذه المرة ..
جدي اتمنى انك قد عدت لبيتنا و لست هنا في هذا المكان ، لن تتركني وحيدة لن اقاوم هذا العالم البشع وحدي لا تتركني ارجوك ..دموعي الحارة لا تتوقف تنزل كالشلال وكانها مختبئة تحمل كل اوجاع السنين السابقة ومرها ...
'' تفضلي من هذا الباب '' حجه بصوته الهادئ يأشر لي على احد الغرفة
دخلت واني اتمنى انو يطلع كابوس من الكوابيس الي عشتها انو هذا كذب ومن اكعد ارجع لحياتي الطبيعية دخلت واني شايلة اوجاعي وجروحي الي مستحيل تتعافى وكل مرة تفتح نفسها من جديدالغرفة مليانة دواليب الي يسموها ثلاجة الاموات ، أشرلي على واحد من الدواليب وفتحه الي شفت شخص مغطى كامل جسمه بالابيض مديت ايدي كشفت الغطا ببطئ ..
وجهه الابيض وعيونه مسدودة ملامحه الحنينة كانه ملاك متمدد .. بس شفته شهكت بحركه وصرخت صرخه رجت المستشفى كلها ....
لاااا ..جدو لا لا ..حاضنته وابجي واصيح ليش ..
..جرح اكبر من جرح كل واحد اله الم خاص بيه وقت خاص هم بس بهاي اللحظة كل جروحي نفتحت سوا لحظة خسرت بيها كل شي اثمن ما املك واغلى ما املك بهاي اللحظة خسرته .....[[لاول مرة في حياتي ارى الظلام .. اشعر به ..لم يكن عليه الرحيل لكنه يوم مشؤوم الشر الذي ولدت لاجله قد لاحقه كانت لدي شكوك بان هناك من ياخذ مني ما احب وما احتاج حتى هذه اللحظة قد تيقنت .. كنت صغيرة على ما يحدث لي كل ما حدث اكبر مني حقا قاومت الكثير اخمد النار التي بداخلي اضمد جروحي التي لا تلتئم لم يكن لدي الكثير لم اكن محظوظة بما فيه الكفاية لاملك عائلة لم اكن بذلك القدر المميز لاعيش كباقي اقراني وبالرغم من ذلك كان لدي من العوض قدرا قد خسرته في تلك اللحظة وها انا الان وحدي من جديد ..وحدي مرة اخرى ليس لدي ما اخسره لا يوجد شيء مهم في حياتي لا طعم لها لا معنى لها حقا .. كل ما تعلمته انني احترقت كثيرا تالمت كثيرا تمزقت بشدة لن ارى اصعب من ذلك ولا يوجد جرح اشد من ما لدي ... انه القدر مرة اخرى اتسائل لماذا انا لماذا اختارني كي اواجه كل هذا. كل مرة اقول انها الاخيرة لكنه يلاحقني انا مرة اخرى ولكن بعد كل ما حدث لن اكون انا...لن اكون مجددا... ]]
يتبع ...
أنت تقرأ
النار والطين
Acción" عِندما تَشن الحَرب بين النَّار والطِين ، الجَميع يعَلم بأنَ النَّار ستأكُل الطِين ، إذآ لمَاذا هَذا العِند يا بَني آدم ، تَعلم تمامآ أنك مَغلوب ، ومعَ ذلك تتَحدى فِي المعصية أبليس ! ". للكاتبتان" ايسر محمد" و" طيبة جبار "