النار والطين

" شَطَ الحِلَّة "

' مَقتَل شَيخ في شقته بطريقة بشعة وبعد سيل من التعذيب الوحشي لم يكتفي القاتل بذلك بل حرق جثة المقتول وبالكاد تم التعرف على الملامح ، وأكد مفتِشوا الآدلة الجنائية لا وجود لبصمات القاتل ولا اي دلائل تركها خلفه ، من احترافه في اخفاء هذه الادلة نؤكد لكم خطورة هذا القاتل والأسوء الشرطة لم تعثر عليه الى الأن من المرجح ان يكون قاتل متسلسل ، فيرجى اخذ الحذر وكافة الاحتياطات '

قلب في صفحات القضية ودعك صدغ جبينه ، جرائم القتل تكثر في بابل والشعب في ذعر وخوف والأسوء لم يتم الأمساك بأي قاتل

طرق باب مكتبه قطع حبل افكاره " تحياتي سيدي " دخل احد الضباط والقى التحية على رئيسه ،
" ماكو اي اخبار على اخر قضية ؟ " تحدث ملتقط علبة سكائره واضع واحدة في فمه وأشعلها يستنشق عبق دخانها
" للأسف سيدي ، بس مستمرين بلكي نلگه الي يوصلنه لراس خيط "
" عندي شعور اخر كم جريمة سببها قاتل واحد " اردف مدلك جبينه الصداع لا يحل عن رأسه
سكت ثواني واكمل " كلهن ... الجامعة الي انقتل بيها 9اشخاص وهذا الشيخ ".
اومئ الضابط الآخر بتفهم وساد الصمت بينهم ، كسره العقيد الذي اردف " ماكو كاميرات مراقبة يم شقة هذا الشيخ ؟ "
هز الاخر رأسه بحسرة واردف " لا ماكو اصلا المنطقة شبه معزولة ومابيها بس كم شقة وكلهم ماعدهم كاميرات "
زفر العقيد انفاسه بغضب استنشق اخر انفاس السيجارة ورماها ،
" بلغ عميد الجامعة الي صارت بيها مجزرة ال 9اشخاص باجر حنسوي تحقيق ويه شعبة قسم الاثار "
استغرب الضابط من أوامر العقيد ، برر العقيد بسرعة " شمدريك يمكن ابعد الخيوط توصلنه لأقرب خيط "
اومئ الاخر بطاعة ونهض مؤدي التحية " حاضر سيدي ".
__________________________________
اليوم التالي ... دوريات الشرطة تارسة الجامعة مجان محضر تحقيق رسمي. جان مجرد تفتيش واستجواب بعض الطلبة عسى ولعل يلكون بعض الادلة او يمكن حلقات مفقودة ؟
نِيبال ... دامشي بسرعة تأخرت علجامعة كعدت متأخر وضاعت علي اول محاضرة واخيرآ وصلت ، استغربت من سيارات الشرطة
المالية المكان دخلت وگبالي درزن ضباط حرفيآ ، وبينهم واحد جان مبين هو قائدهم من بنية جسده واحترامهم اله باوعت على جتفه
نسرين وتلث نجمات ، اها يعني عقيد حاولت اسرع خطواتي واطب لشعبتي ، بس وكفني صوت
" ليش متأخرة ؟ " التفت ولگيته ديسألني استغربت هو شعليه !
" وانتَ شعليك ! " رفع حاجبه وابتسم خنزرت بوجهه وكملت طريقي
" يا قسم انتِ ؟ " رجع سأل ووكفت زفرت بعصبية وانداريت " قسم الاثار " حجيت وبس ردته يعوفني راح انطرد من المحاضرة الثانية هم !
" تعاي هنا ". بلهجة أمر حجه واندار يصرف الضباط الي ظلوا يباعون علي ثواني وراحوا بقى بس هو
غلست على كلمته ومشيت وخلسني لمن عاط " تعاييي داكول ! "
كشرت ملامحي وضغطت على اعصابي وانداريت رحتله وكفت متخوصرة وخنزرت عليه ، الفرق بالطول بينه يضحك
" باوع ، اذا انطردت من المحاضرة هاي متلوم الا نفسك " حجيت بتهديد
" التهديد مو الي يحلوة ، بعدين لو حريصة جان اجيتي من وكت " ربع ايده وانتجه علسيارة مال شرطة الي وراه وحجه باستفزاز
" احجي اريد اروح " حاولت اتمالك اعصابي وماانفجر بوجهه
لحظات مرت وهو بس صافن بوجهي وبأبتسامة هبلة على وجهه ، رفع ضغطي راح ادفره
" شلهعيون الصفرا مشايف مثلها قبل ابد " حجه بهيام وصوت هادء
صفنت بوجهه و هو كمل " هاي صدك عود اكو هيج عيون حلوة بالدنيا ! "
اها هذا مخبل ، " ضباط اخر وكت يتغزلون بالطالبات والله فشلتونه "
اتذكرت المحاضرة وعفته ورحت وهو ظل يدردم وراي متوترة وعلى اعصابي خايفة اتفشل وانطرد كدام الطلاب
ركضت لحد ما وصلت للقاعة تنفست بصعوبة هواي ركضت طبيت لكيت بس كم طالب وجانوا يسولفون
سألت " شنو اشو ماكو دكتور النصوص الاثرية ؟ "
رد واحد من الطلاب " لغوا المحاضرات اكو تحقيق بشعبتنه "
شكد چلب خلاني اركض ومالحك على روحي وتالي لاغين المحاضرات .
مشيت وردت اطلع من الكلية اريد ارجع للبيت مزاجي تعكر ، باوعت لكيته بعده بمكانه وعلى نفس وكفته مريت من يمه داطلع
وحچه بأستفزاز " يا نسيت اكلج ماكو محاضرات اليوم " ردت اصبعله من كل گلبي واطلع بس لزمت روحي .
" شنو اسمج ؟ " التفتت وردت استفزه " تاج راسك وراس اهلك ، نِيبال "
رد " عَقيدج إيهَاب " .
____________________________
فِي مكان آخر ... او بالاحرى عالم آخر
" لقد تَمرد يا سيدي ! "
" لا اعلم كيف قائد مثله يصبح بهذا الإهمال ! "
" لم نعد نريده ، لا نريد قائد مثله سيدي "
في مكان تَحت الارض يصعب الوصول اليه تتجمع مجموعة شياطين حول شعلة نار ، يشكَون قائدهم لشيخ عشيرة الجان عن كم اهماله بأفراد قبيلته ، وغيابه الطويل عن عالم الجان ، فهو اصبح يتخذ عالم البشر مسكن له
بدا الجميع يتذمر ذكور وإناث والشيخ يستمع بهدوء ...
حاساموت ... لطالما كان القائد الاكثر تمردآ في عالم الجان ،
" ليس هذا فحسب يا سيدي ، هو اتخذ إبنة له من إنسية ! " تكلم احدهم ، تعجبت جميع الشياطين وازدادوا غضبآ وسخطآ من قائدهم ،
" لقد خالف أحكام عشيرتنا يا سيدي ! "
" إن لم تفعل شيء سنشن حربآ ضده لم نعد نحتمل افعاله ! "
وافق الجميع على كلام الأخير وبدأوا يهتفون ويصفقون بحرارة ، " سندمره ! " هتف الجميع بها ، ماعدا إحداهن التي كانت صامتة لم تشارك بالهتافات ، كانت تتوهج نيرانها ، كانت غاضبة وتستعر نارآ
" إصمتوا !! ". أخيرا ، بصوت جهوري قوي رج قلوب الحاضرين تحدث أكبرهم .
سكت الجميع في انتظار حديثه ،
" خِنزَّب ، سيكون قائدكم الجديد وسيكون مساعد ناصور في كل شيء"
نظر الجميع الى أخ حاساموت الذي تولى منصب أخيه ...
" ولكن يا سيدي لا اعتقد ان حاساموت سيعجبه ذلك ". تحدثت لاقيس بسرعة ، الشيطانة الأعلى على نساء إبليس ، والبعض يقول بأنها عشيقة حاساموت ، تحبه وتدافع عنه بآستمرار بين ابناء العشيرة لكن هذا الحب للأسف من طرفها فقط .
الجميع يعلم عن العداوة الشديدة بين هذين الأخين حاساموت وخِنزَّب ،
تجاهل الأكبر كلام لاقيس واردف " هيا الجميع يسجد للقائد الجديد "
وهكذا سجد الجميع بأستثناء لاقيس التي نظرت بحقد لخِنزَّب بادلها الاخير بنظرات تحدي
سمعت صوت كبيرهم وهو يأمرها بالسجود ، طاعت الاوامر و سجدت .
_________________________________
طبيت للصيدلية اشتري كم شغلة جان اكو زبون قبلي فانتظرت دوري تمشيت اشوي بالصيدلية اخذت مانع تعرق ومرطب ووكفت انتظر دوري ، لمن وصل دوري وقبل مااحجي ويه الصيدلاني اجاه تلفون وراح وبهل أثناء دخل واحد ثاني للصيدلية وكف بصفي
باوعت عليه تفاجأت لگيته نفسه الضابط الي حجيت وياه الصبح ، " يا هلا " ابتسملي ووكف ينتظر دوره
مرديت عليه ، كشرت ملامحي وباوعت صفح ، تنهدت بأنزعاج اشو هذا اللاخ هم اتأخر
دقايق واجه الصيدلاني ... باوعلي بأستفهاء " نعم اختي تفضلي " انطيته الغراض الي بيدي
دكهن بالحاسبة وحطهن بعلاگة ، شافني بعدني واكفة " بعد محتاجه شي اختي ؟ " توترت اشوية شون اطلبهن منه وهذا الغراب واكف بصفي ، صفنوا اثنينهم علي والوضع صار محرج كلش
استجمعت قواي وحجيت " اريد فوط صحية. " حجيت بسرعة
راح الصيدلاني يجيب الي ردته باوعت بصفي لگيته ديضحك وحاط ايده على خده
استفزني كلش وضجت ، من بعيد صاح الصيدلاني " شكد عدد اختي " هسه وكتك انت هم دحط اي صخام وفضها
" اربعة ... ". رديت
" مو هواي ؟ " حچه إيهاب بأستفزاز
سكتت ومرديت اجه الصيدلاني وبيده شغلاتي ، حطهن بعلاكة
"حسابج 14 الف اختي "
طلعت فلوسي من جنطتي وانطتهياه التفت على إيهاب وطلعت وحدة من الفوط وحطيتها گباله
"هاك يمكن تحتاجها ". حجيتها بأبتسامة و عفتهم اثنيهن فاكين حلگهم صافنين
وطلعت .
________________________________
ماريد ارجع للبيت اريد اروح لشط الحلة ماعرف ليش ، اريد هوا نقي بارد، صدري حار
بالتكسي اخذ 40 دقيقة تقريبا ووصلت ، متلهفة ماعرف ليش
الدنيا صارت مغرب وماكو ناس حرفيا جان فارغ بس اني ، اخذتلي مكان قريب وكعدت ، الشط گبالي وهوا الشط يكفخ بوجهي
استنشقت هوا الشط وارتاحيت ، زفرت ببطئ وظليت اباوع للشط ، المي تلمع وضوا السما خافت
احس كل افكار براسي هدت ، وارتاحت روحي من اشتميت هوا الشط
شكد حلو لو هيج حياتي هادئة ومابيها تفكير ؟ شكد حلو لو امي هسه وياي وكاعدين سوا هنا
احط راسي على حضنها وهي تمسح على خصلاتي ، هللحظة ادفعلها عمري كله
اريد امي .
سمعت صوت طفلة يجي من بعيد ... جانت تمشي هي وامها
" ماما اشتريلي لعبةةةة " حجت بدلع
" من نرجع اشتريلج " گالت ونزلت تكرص خدودها والطفلة ضحكت ،
شكد حلو ... لو امي يمي تسويلي هيج ؟
اني هم اريد لعبة.

يتبع ...