[الجزء الثاني والثلاثون]

1K 27 2
                                    


قامت وتر :هاتيها عنك هاتيها
اخذت جودي وهي تتدخل الغرفه، دخلت وراها بيادر، قفلت الباب وجلست قدامها : وتر ترا ملامحك واضح ذبلانه
رفعت وتر عيونها للسقف، زفرت انفاسها ورجعت تناظر بـ بيادر : وش تبيني اسوي؟!،اذبح نفسي؟ وش اسوي يعني، ترا تعبت قسم بالله تعبت
رفعت يدها وبدات تمسح دموعها بعشوائية :ترا يحرقني قسم بالله يحرقنييي ولله يحرقني
قامت بيادر وهي تجلس بجانبها : طيب شوفي ما ابي ازيد عليك الحرق حرقين عارفه انك مقهوره ومتضايقه
التفتت وتر : محد بيفهم شعوري، انا حبيت تخيلي بيادر ١٢ سنه قسم بالله ١٢ سنه
تنهدت وهي تمسك كفوف وتر : طيب متى حسيتي انك حبيتيه؟
ابتسمت وسط دموعها وهي تتذكر كل التفاصيل : اذكر مره ميراف تعبت كنا بالديره وهم بأبها بسبب شغل عمي جبر، طلعوا من المستشفى وعلى طول جو الديره، قبلها انا وهتان كنا معنا بالونات طلعنا وصرنا ننفخها ونعلقها على الباب من برا ومن جوه، فأنتظرنا يومها لـ ١٢ الليل وتأخروا كثير بسبب الطريق، دخل رعد اول واحد كان لابس برتقالي وشعره كان كثيف ماشاءالله وكثيرر، ابتسم وقال" هابي بيرث داي" ، وقتها لما شفته حسيت بشعور غريب بقلبي حتى ضليت مده اناظر فيه، مااعرف ليش حبيته مافي سبب، كل ما ادور سبب ما الاقي، من بعدها صرنا لما نلعب سوا ومعنا الباقي كنت دايم احب افوزه، واذا هاوش عيال الحاره كنت اخاف من عصبيته بس كان يجيني شعور يقول لي يلا ياوتر قومي شوفي له، كان عندي شنطه حمرا خذيتها عذر مره كان مهاوش واحد بالحي وكان معصب دخلت عنده وقلت له " رعد شفت شنطتي الحمرا؟" رغم اني اعرف مكان الشنطه الا كنت ابي اشوف وضعه وش يبي وش فيه، كان اكثر شخص ينظلم فينا وينجلد من خالتي الله يسامحها، احلى لحظات حياتي لما كنت اقدر اتكلم واشوفه
ابتسمت بيادر لا شعوريا وهي تسمع كلام وتر :تدرين ياوتر شي؟
رفعت وتر عيونها :وش؟
ابتسمت بيادر وهي تسحب يدها :انتي حبيتي حب طاهر وصادق،حبك شريف وحلو نادر يلي بهالايام يحبون مثلك
تنهدت وتر : مابعمري اعترفت لأحد بحبي له، يعني لاتقولين له خليك ولا كأنك سمعتي ولا شفتي ولا قلتي شي، وانا بأظل احبه لأخر لحظه بعمري، اعرف انه غلط بس مو بيدي ما اقدر امسك قلبي واقول له حب هذا واكره هذا مو بيدي لاتلوموني
ابتسمت بيادر بتفهم : ابشري ما بيعرف، بس اسمعي هالكلمه زين ربي ما يعلق قلب شخص بشخص ثاني عبث، ماتدرين وش بيصير، خلي املك بربي كبير
ابتسمت وتر وهي تقوم وترفع جودي من الارض : خلينا نطلع لا ينشك بوضعنا، وين بنان؟
رفعت بيادر لعبه جودي : تركتها بالمطبخ تفطر اضن انها هناك
تنهدت وطلعت من الغرفه متجهه للمطبخ بحيث كانت بنان جالسه على الارض وبيدها دفتر الرسم وتحاول ترسم
ابتسمت وتر وهي تجلس بجانبها :وش تسوين؟
رفعت راسها بنان بأنتباه : صباح الخير، قاعده احاول ارسم بس ما عرفت
ابتسمت وتر وهي تجلس قدامها :وش تبين ترسمين؟
مدت بنان القلم لوتر : اي شي المهم درجاتي لا تروح بكرا الاستاذه بتشوف لها
تربعت وتر وهي تسند راسها على دولاب المطبخ واخذت الدفتر وبدات ترسم بكل دقه وتركيز، بين الخطوط والتظليل يلي زاد من جمال الرسمه، عجوز جالس على كرسي بأحد الحدائق بجانبه ورد كثيرر من كل الانواع، ما نست ترسم ابتسامته يلي زادت الرسمه جمال، تنهدت بأرتياح وهي تنزل الدفتر بذهول قدامهم تربعت بيادر : اما رجعتي للرسم
ضحكت وتر : من زمان ارسم ما قطعته عشان ارجع له
ضحكت بنان بأرتياح : تجنن وتررر ماشاءالله تسلم يداتك وش هالجمال
ابتسمت وتر بأرتياح : حلو انها عجبتك بس يبي لها شويه تظليل اصابعي صارت سودا ابي مناديل او لون ابيض عشان اكمل لو كملت بأصابعي بأحوس الرسمه، وين محمد؟
تنهدت بنان : ماعليك المناديل فوق الطاوله، بيادر مدي يدك وجيبيه
رفعت بيادر حواجبها بسخريه : لا ياحبيبتي!
ضحكت وتر : تكفون بدون هواش انا بأخذه وين جوال جدتي ابي اتصل على خالتي وصايف تجي هي وميراف نسولف
وقفت بنان : انا باروح اكلمها، خليك. مع الرسمه، شغلك فنان يا جعلني فداك
رجعت وتر وتربعت على الارض والدفتر بيدها واستمرت بالتظليل..

"بعدك يجرحني وقربك يشفي لي جروحي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن