طريق مسدود

الفصل 5

"تهانينا الحارة لك، أنا متأكد من أن ناثان سيكون سعيدًا" قال يوتو بإبتسامة محببة وهو يصفق على كتف بوب ويلر العظمي.

"شكرًا لك، يوتو، لولا نصيحة ناثان لما تمكنت من الخروج بشروط، هل ستخبره أنني شكرته؟"

أخرج ويلر صورة من جيب صدره وأظهرها بسعادة ليوتو، كانت في الصورة زوجة ويلر الممتلئة وإبنيه المشاغبين، كان يوتو على دراية بالصورة الآن لدرجة أنه شعر أنه يمكنه التعرف عليهم إذا رآهم قادمين في الشارع. شعر وكأنه سيقول لهم على الأرجح."مرحبًا، كيف حالكم؟" دون حتى التفكير.

"هذا جيسي، وهذا ستيفن."

"أعلم ذلك، وزوجتك آنا، أليس كذلك؟"

"نعم، هذه آنا، سأتمكن أخيرًا من العودة إلى منزلي وعائلتي، لا أطيق الانتظار لتذوق طعام زوجتي مرة أخرى."

حسنًا، لن تنتظر طويلاً، سأذهب في طريقي إذن، سأسلم الأوراق إلى ناثان.

"شكرًا لك، يوتو، سأقوم بإبلاغ ناثان تحياتي في المرة القادمة."

إبتسم يوتو وهو يغادر زنزانة ويلر، ولكن بمجرد أن وضع قدميه خارج الممر، تصلبت ملامحه وخرجت تنهيدة ثقيلة من شفتيه.

ولم يكن بوب ويلر من فصيلة كورفوس أيضاً، بل كان رجلاً عادياً قد تجده في أي مكان آخر، فقد عمل بجد من أجل أسرته حتى طُرد ذات يوم فجأة من وظيفته في مصنع لقطع غيار السيارات، فذهب إلى مدير المصنع يتوسل إليه لإعادة النظر في قراره، ولكن المدير قوبل بالرفض القاسي، فسمح ويلر لغضبه بالتغلب عليه، فأخذ مفتاح ربط قريباً منه وضرب مديره حتى الموت، ورغم أنه كان مذنباً بجريمته، فإنه لم يكن رجلاً شريراً.

كان ويلر، أحد الأسماء المدرجة في قائمة المشتبه بهم، قد جاء إلى ناثان يطلب النصيحة بشأن ما يجب أن يقوله لمجلس الإفراج المشروط عندما يتم إستدعاؤه للمقابلة، إستغل يوتو منصبه كمساعد لناثان ليقترب من ويلر عدة مرات، منذ البداية كان لديه شعور بأن ويلر ربما ليس كورفوس، وفي النهاية، ذهب عمله الشاق سدى.

مرت الأيام دون أي دليل مهم في بحثه عن كورفوس، كان يوتو يشعر بإحساس بالذعر يتسلل إلى نفسه، لكنه واصل بجد التحقيق في المشتبه بهم، وعلى الرغم من أنه إستخدم كل حيلة في كتابه للاقتراب منهم، على أمل إلقاء نظرة خاطفة على هويتهم الحقيقية، فقد كان من الصعب عليه إصدار حكم بناءً على ما يمكن أن يستنتجه من محادثة عادية.

وعلى الرغم من أن حواس يوتو كانت حادة بما يكفي لكشف تاجر مخدرات ببعض الملاحظة، أو زعيم إرهابي - لم يكن الأمر بهذه السهولة، كان كورفوس من النوع الماكر الذي لم يكشف حتى عن نفسه لمجموعته الخاصة، لم يستطع أحد حتى تسمية الإيديولوجية أو الموقف الذي يدعم تحريض كورفوس على أعمال الإرهاب.