طريق مسدود

الفصل 10

بعد الإنتهاء من تناول وجبة الإفطار في المستوصف، جمع يوتو ما تبقى لديه من أغراض شخصية قليلة.

قميص إضافي، ومنشفة، وفرشاة أسنانه، ومجلة أحضرها له ميكي - ألقاها كلها في كيس بلاستيكي، وجلس على حافة سريره، وزفر.

لم ينم ولو للحظة واحدة الليلة الماضية، فقد كان في حالة من الذهول منذ أن رأى ندبة الحروق التي أصيب بها ديك أثناء الإستحمام، لقد صُدم وخاب أمله لأن ديك كان يطابق كل خصائص كورفوس، لكن ما أزعجه أكثر هو أن ديك لم يظهر على الإطلاق في قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي.

في البداية، إعتقد يوتو أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ربما تجاهله، ولكن من المفترض أنهم فحصوا تاريخ جميع السجناء وخصائصهم الجسدية، لماذا تم تجاهل ديك كمشتبه به؟

وبينما كان ينتظر في مزاج كئيب حتى يأتي سبنسر في جولته، سمع ضجة في غرفة الفحص.

فإنفتح الباب ليكشف عن راسل، الممرض.

"لقد أصيب شخص ما في المبنى D في الجناح الغربي"، قال "من الواضح أنه ليس في حالة تسمح لهم بنقله، أنا والطبيب سنذهب إلى هناك، سيأتي لرؤيتكم لاحقًا".

أبدى السجناء في الغرفة فضولهم.

"من أصيب؟"

هل كانت معركة بين السود والتشيكانو؟

"لا أعلم ذلك حقًا" صرخ راسل بفارغ الصبر.

ظهر سبنسر خلف الرجل "سأخبركم بمجرد عودتنا، أتوقع منكم أن تكونوا في أفضل سلوك، سيصل ديك قريبًا."

بعد أن غادر سبنسر وراسل، بدأ السجناء على الفور في التكهن بأن الحرب بين الجنود السود ولوكوس هيرمانوس قد بدأت بالفعل، ولأنه لم يكن في مزاج يسمح له بالانضمام إلى محادثتهم، غادر يوتو الغرفة بهدوء، وجلس على المقعد في غرفة الإنتظار، غارقًا في التفكير.

بمجرد زرع بذرة الشك، لم يستطع إلا أن يعتقد أن كل شيء غامض حول ديك مرتبط بطريقة ما بكورفوس، مثل وجهي العملة، أظهر ديك وجهًا حجريًا في لحظة، ثم إبتسامة لطيفة في اللحظة التالية، لم يهتم بأي منهما كان وجه ديك الحقيقي.

كانت المشكلة أنه بمجرد أن إعترف بتناقضات ديك، إكتشف أنه لم يعد بإمكانه أن يصدق هذا الرجل من كل قلبه.

كان ديك مختلفًا، لم يكن من النوع الذي يشارك في عمل إرهابي جبان، كان يوتو يتجول في الغرفة، وقد إمتلأ بالانزعاج.

"عليك اللعنة…!"

من شدة الغضب، ضرب باب غرفة الفحص بقبضته، وتسببت القوة في فتح الباب، ويبدو أن سبنسر وراسل قد نسيا قفل الباب في عجلة من أمرهما.

أدرك يوتو حقيقة ما حدث عندما أدرك الفرصة المتاحة له، فتسلل إلى غرفة الفحص، حيث كانت توجد خزانة كبيرة خلف مكتب سبنسر في مؤخرة الغرفة، ومن المفترض أن هذه الخزانة كانت تحتوي على السجلات الصحية لكل سجين، ففتح يوتو الأدراج عشوائيًا وفتّش في الأوراق الموجودة بداخلها.