05

168 6 0
                                    

...

....

استقبلتني رائحة القهوة المحروقة كصديق قديم،
تغلفني بدفء غريب وتعيدني للحياة داخل أروقة المكتب كان يوم الأربعاء، في منتصف الأسبوع؛ يوم مثالي للجلوس في غرفة مكتبي الضيقة والغوص في كتابة الجزءين الأولين من مقالتي الرئيسية.

لكني كنت أعلم، في أعماقي، أن العمل لم يكن السبب الوحيد الذي جعلني أختبئ هنا. ربما كنت أتجنب بوعي خفي ذاك الرجل الذي ترتجف أصابعي كلما فكرت في نظراته الحادة وصوته العميق.

حاولت أن أهرب من هذا الشعور بقدر ما أستطيع. لكن كيف لي أن أتجاهله تمامًا وأنا أكتب مقالاً عنه؟ كلما تذكرت لقاءاتنا، بدا وكأن حضوره الثقيل يملأ الغرفة من حولي، حتى في غيابه.

عند دخولي المكتب، تفاجأت بحركة غير معتادة الجميع كانوا يدورون حول كراسيهم الجديدة بفرح. قبل أن أسأل، سارعت جيلي بإخباري بأن الكراسي وصلت هذا الصباح كهدية من السيد دانتي دي لوكا، تعبيراً عن شكره لجهودنا. كان هناك شعور جديد يسود المكان، خليط من السعادة والفضول.

لم تقتصر المفاجآت على ذلك، إذ اقترب مني دين بابتسامة عريضة، ليهنئني شخصياً ويخبرني كم كان السيد دي لوكا معجبًا بعملي،

حتى ظن أنه يثني علي بوضوح استمعت إلى حديثه، لكن قلبي كان منشغلاً بتلك اللفتة التي لم أتوقعها. دانتي رجل عملي بحت، وتفاصيل صغيرة كهذه جعلتني أتساءل... هل يمكن أن يكون هذا مجرد شكر أم ربما هناك شيء آخر؟

حاولت إبعاد هذه الأفكار بينما أخذت رشفة من الشاي الذي أعدّته جيلي، والتي أصرّت بفرح على مشاركتي تجربتها مع شركتها الخاصة في صنع الشاي وبينما كانت تثرثر بحماسة عن مشروعها الناشئ، وجدت نفسي أعدها بالترويج لعلامتها التجارية على إنستغرام، فقط لكي توقف حديثها المتواصل.

نظرت إلى الساعة، كانت الثانية بعد الظهر، وكنت في استراحة قصيرة. لم يكن لدي أي شيء مهم أفعله، فغادرت المكتب بخفة قبل أن تعود جيلي لتطالبني بمزيد من الدعم لعلامتها.

الشعور بالملل دفعني لتصفح بعض الأخبار على هاتفي، وعندما وقعت عيناي على صورة حديثة لدانتي، توقفت أنفاسي لثوانٍ. كانت هناك، بجواره، شقراء جميلة، متشبثة بذراعه وكأنها جزء منه. شعرت بشيء من الغيرة، شيئاً غير مألوف يشتعل في داخلي ،

" شقراء رائعة أم صديقة جميلة؟ ربما كلاهما اقرأ المزيد لمعرفة التفاصيل "

قرأت التعليق، و شعرت بشيء ثقيل يسقط في معدتي لم يكن دانتي ليسمح بانتشار صورة كهذه. طوال العام الذي مضى ونحن معًا، كان حريصًا جدًا على إبقاء كل شيء بعيدًا عن الأنظار، متجنبًا عدسات المصورين وأسئلتهم الفضولية، وكان هذا جزءًا أساسيًا من اتفاقنا.

•| ✓DANTE'S LOVE✓ |•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن