.....
تحولت الأمطار الغزيرة في الخارج إلى قطرات رقيقة متقطعة، وكان صوتها الهادئ يبعث في نفسي شعورًا بالراحة، كأنها لحن يهيئني للنوم. لكن فجأة، قطع ذلك الصفاء صوت سقوط كومة أوراق على الطاولة أمامي. رفعت نظري مذعورة، لأجد دانتي يرمقني بابتسامة مشاغبة يحاول إخفاءها خلف سعال متعمد.
كنا محصورين معًا في غرفة صغيرة حولها موظفو الفندق بلطف إلى مساحة مخصصة للدراسة. الجو كان مشحونًا، وأنا بالكاد أحتمل وجوده.
" مرهقة؟ "
قال بصوت يحمل بعض السخرية.
عبستُ في وجهه، متجاهلة تعليقاته، كما لو أنني أُذكّره بأنه هو من أبقاني مستيقظة طوال الليل بسبب عملنا المكثف.
رغم ذلك، شعرت ببعض الرضا. أخيرًا نجحنا في دمج العينة الثانية من القصة. أرسلت العينة الأولى بسرعة عبر البريد الإلكتروني إلى دين، وأنا على يقين أنه سيكون سعيدًا بمراجعتها.
" لكن لماذا قمنا بعمل عيّنتين إذا كنت ستقدمين واحدة فقط؟ "
سأل، و صوته مليء بالفضول وهو ينحني ليلقي نظرة على شاشة الكمبيوتر المحمول الخاص بي ترددت قبل أن أجيبه،
" أنا فقط حذرة أعرض خياراتي "
رفع حاجبيه بابتسامة طفيفة وقال،
" أنت خائفة، أليس كذلك؟ "
كلماته اخترقتني كالحقيقة التي كنت أحاول إنكارها. أومأت برأسي ببطء. كان الخوف من الرفض شعورًا مألوفًا لي، لكنه كان يؤلمني بطرق لم أستطع تفسيرها لقد علمني الناس أن الرفض لا ينبغي أن يؤذيني، لكن ذلك لم يكن حقيقيًا.
كان الأمر أشبه بضغط ثقيل يُلقي بي أرضًا، يجعلني غير قادرة على النهوض. كنت أتمنى لو أستطيع أن أتعامل مع الرفض بسهولة، لكنني لم أستطع.
دانتي لم يضغط عليّ أكثر، وكأنه أدرك عدم ارتياحي. أكملنا العمل معًا بانسجام غريب، ولم أستطع إنكار أنه أعطاني منظورًا جديدًا للقصة. انتهينا أسرع مما كنت أتوقع، ودقت الساعة السادسة. افترقنا على عجل لنستعد لعشاء عمل كان مقررًا لنا.
رغم ذلك، لم أستطع التخلص من الأسئلة التي تلاحقني. كنت أعلم أن خوفي من الرفض قد بنى بداخلي جدرانًا عالية، جدرانًا تمنع أي شيء من اختراقها، لكنها أيضًا تمنعني من الشعور بأي شيء. الرفض لا يؤلم إذا لم تسمح لنفسك بالاهتمام منذ البداية.
أنت تقرأ
•| ✓DANTE'S LOVE✓ |•
Roman d'amour{ ✓ مكتمـلة ✓ } +18 رواية ناضجة، حيث يقع رجل قوي جدًا في حب فتاة وديعة بشكل خطير ! +18 ❗❗❗ اقرأ على مسؤوليتك الخاصة عزيزي القارئ، المحتوى ناضج! ....... " تعالي الى هنا " كان هناك تحذير قاسي واضح في صوته، وقفت، ووجنتي احمرتا من المشهد الذي رأيته أما...