15

95 2 0
                                    


....

....

كانت اهتزازات الطائرة الخفيفة كفيلة بإغراقي في نوم هادئ لقد ساعدني طاقم الطائرة بتحويل مقعدي إلى سرير فردي مريح،

وأطفأوا أضواء الطائرة تدريجيًا، تاركين الجو هادئًا ومهيئًا للراحة. ومع ذلك، بقي الضوء الشخصي لدانتي مشتعلاً، بينما كان منشغلاً بالكتابة على جهاز الكمبيوتر المحمول.

هذا الرجل لا يعرف الراحة، يبدو كمدمن عمل !

لففت الغطاء بإحكام حولي، محاوِلة خلق مسافة ولو بسيطة بيني وبينه. أغمضت عيني، لكنني لم أستطع منع نفسي من سماع صوت تنهده، قبل أن يغلق جهازه ويضعه جانبًا.

شعرت به يتحرك بجانبي، ثم يميل بمقعده للخلف فجأة، انتصب شعر مؤخرة رقبتي عندما شعرت بثقل نظراته تخترقني، تتبع كل تفاصيل جسدي من رأسي إلى أخمص قدمي بينما انا حاولت أن أتظاهر بالنوم،

لكني كنت أعلم أن حركات جفوني الصغيرة قد فضحتني. شعرت بلمسته الخفيفة وهو يداعب خصلة من شعري، يدسها برفق خلف أذني حبست أنفاسي محاوِلة أن أظل ساكنة قدر المستطاع.

" بيرسيفوني..."

كان صوته منخفضًا ومليئًا بالدفء، وكأنه يهمس للحظات نفسها كي تتوقف. ومع ذلك، لم يفعل دانتي شيئًا آخر. تركني أغوص ببطء في عالم اللاوعي، حيث ابتلعني النوم أخيرًا.

_________

استيقظت عندما شعرت بعجلات الطائرة تلامس أرض إيطاليا كان رأسي مشوشًا بأحلام غريبة؛ مرج مليء بالزهور الملونة يطاردني كذكرى ضبابية. هل كان السبب هو الشاي الذي أعدته لي جيلي؟ لم أستطع التوقف عن التفكير في تلك الصور العشوائية التي استحوذت على عقلي.

تأوهت بخفوت عندما اخترق الضوء الساطع القادم من الخارج ظلام الطائرة. التفت لأجد دانتي يرتدي بدلة أرماني أنيقة، وكأنه خرج للتو من غلاف مجلة.

حاولت كتم صدمتي وأنا أنظر إلى حالتي كان شعري مبعثرًا، وملابسي تبدو غير مرتبة. تذرعت بحجة الذهاب إلى الحمام، متحاشية نظراته بينما أسرعت لإعادة ترتيب نفسي.

في المرآة، واجهت مظهري الشاحب صففت شعري بأسرع ما يمكن، وأضفت بعض أحمر الخدود ليعيد الحياة إلى وجنتيّ. تأملت نفسي للحظات، وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن أخرج وأعود إلى دانتي.

كان ينتظرني بصبر، دون أن ينطق بكلمة ساد الصمت بيننا بينما تحركت السيارة التي أقلتنا مسرعة نحو اجتماع عمله.

•| ✓DANTE'S LOVE✓ |•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن