𝐏𝐀𝐑𝐓 𝟐𝟓

72 3 3
                                    

وقفت أمام الشرفة وفتحتها، تناظر الحي. هبطت عينيها على السيارات السوداء المصفوفة، فبان لها ثلاثة رجال مألوفين يدخلو.

بعد فترة، سمعت دق على بابها. أغلقت الشرفة، بعدها  جلست على سريرها، نادت تسمح للطارق بالدخول انفتح الباب وكان زائرها جوزيف.

طلب الإذن بصوت هادئ"نقدر ندخل؟"

ردت عليه بلا اهتمام "ادخل عادي."

دلف مبتسم و جلس بجانبها. كانت ما زالها  زعفانة، وعينيها توحيان بأنها كانت تبكي . وجهها كان ذابل يشبه الوردة في فصل الخريف.

قال "حبيت نسقسيك على حالك، لكن يبانلي السؤال غبي، حالتك واضحة."

سكتت و ما جاوبتش ، فحالها فعلاً كان واضح ، حتى وزنها نقص. تنهد جوزيف وبدا يتكلم ، يحاول  أنو يواسيها "مش عارف أي كلام نقدر نقوله باش نريحك ، علبالي الأمور مخلطة في عقلك من كل الجهات، لكن اللي نقدر نقوله هو : الإنسان مهما هرب من حقيقتو، راح تلاحقه. و مهما بعد، هو ما اختارهاش، لكن هي اللي اختارتو "

قالت "معنى إني أنتمي ليكم، أنتم اللي تقتلو وتتقتلو. نسقسيك، لما اختاروك او بالأحرى كي لقيت نفسك مجبر ، كنت راضي؟"

أجاب جوزيف"بالتأكيد لا. سهرت ليالي نخمم على السبب، ومرت فترة ضياع. لكن في الأخير، هذا هو انتمائي. مهما نكرته يبقى أصلي. كيما الوالدين، ما نختارهمش، وأنتِ هنا مش باختيارك."

قالت"وإذا كان عندك فرصة باش تهرب، كنت تستغلها؟"

أجاب "أكيد، لكن الآن خلاص."

ابتلعت ريقها. في الأخير، ظهر حتى هو مكانش راضي. كانت ترغب في سؤاله المزيد، لتوضيح الأمور أكثر، لكنها ماكنتش  واثقة من نفسها إذا كانت قادرة على تقبل الشي اللي راح يقولو . رأت كتابها الذي كان موضوعًا أمامها، فوقه قلم. قال "تحبي تكتبي، أنوشكا؟"

أخفضت رأسها "إيه، لما يكون في قلبي مشاعر ما نقدرش نخرجها، نحطها هنا."

قال مبتسمًا  "على أي حال، وجدي روحك باش نرجعوا للدار."

كان على وشك الخروج، لكنها أمسكت بيدو وسألتو "و... وهؤلاء الناس اللي هجموكم، عرفتوا شكونهم؟ وحكمتوهم؟"

أجاب نافي وهو يسمح على يدها  "إحنا عارفينهم وش حابين، بصح  ما حكمناهمش .وإذا لقاوهم، ما نعرفش، لأن بابا كلف دانيال وديفيد."

رفع يدو مرة أخرى ومسح على خدها "الأهم أنو تبقي في مأمن، أنوشكا بعيدة عليهم لو تقارني بيننا وبينهم، إحنا سيئين  لكن هما أسوأ. على الأقل نمشو  وفق وصية باباك ، وفيه ناس تستناك  كاين  عالم كبير تحت يدك. حنا راح نحموك ونحققوا طموحات باباك ، و ما راحش  نفرضو عليك أي شيء . وتاكدي أنو لو ما يحبش الخير لوالديك عمرو لا راح يحبلك الخير ليك ، حتى لو بين لك العكس."

البراتفيا-الوريثة الضائعة (باللهجة الجزائرية) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن