الفصل الثامن عشر | أرواح.

2.3K 188 13
                                    

Writer's P.O.V

ظلّا جاسلان يُحدقان بالنيران، ثم إلتفتت إليه، "هاري .." إلتفت إليها سريعًا حالما بدأت بنُطق أول حرف من إسمه ..

"نعم، عزيزتي؟" تقابلت عيناه الخضراء الزمردية مع عيناها البنيتان المائلتان إلى اللون الأسود .. كانت تتحدث بصوت خافت، كأنها تخاف أن يسمعها أحد!

"أشعر بشئ غريب بداخلي .. هل يُمكنك مُعانقتي؟!" إتسعت عينا هاري بعض الشئ، هي لم تطلب هذا من قبل .. هي تريد معانقته وبإرادتها!

"بالطبع عزيزتي!" إقترب منها بلهفة شديدة وعانقها .. شعر بها تضع رأسها ببطئ شديد على ذراعه، وهو يحتويها بالعناق الصغير هذا .. هو يُلقي بكُل مشاعره داخل هذا العناق، ليُشعرها بالدفئ ..

وهي تشعر بحُرقة، ألم، وفراغ داخلها. لا شئ يُضاهي هذا الشعور .. إستطاع سماعها تبكي، هو فقط من لديها الآن .. هذه فرصته ليُبرهن لها كيف أنه سيفعل أي شئ للبقاء معها ..

بالرغم من أن يوم مولده يقترب .. مما يعني أن يوم موته يقترب، هو سعيد لأنه قضى أجمل الأيام معها، مع روحها التي لم يجد لها مثيل، هي مثالية حرفيًا بالنسبة له!

إنه العشق، الشغف، والجنون.

لاحظ هاري أنها لا تبكِ على الإطلاق، إبتعد ببطئ وحرك يديه من على ظهرها إلى وجهها .. حدقّ بها ولاحظ أنها نائمة والدموع جفت على وجنتيها.

كانت غارقة في نومها، لذلك حملها هاري بين ذراعيه وذهب إلى الشرفة .. رأى أن الشمس بدأت بالغروب، لابد من أنها السابعة!

إلتفت هاري ومشى تجاه غرفته، بينما هو ينظر إلى عيناها المُغلقتان .. يرى كيف هي تنام بسلام، ولكن الألم يتخلل روحها.

ذهب إلى غرفته، مددها على السرير وتمدد هو بجانبها، هو لا يريد أذيتها .. هو يريد أن يكون معها ويشعر بدفئها.

إقترب هاري منها، شعر بها تتنفس ببطئ شديد .. شفتاها الورديتان تجذبه كثيرًا، إقترب أكثر .. كان على وشك تقبيلها لكنه لم يُرد أن يتسبب في غضبها.

تذكر هاري جيما! لا يمكن أن يتركها وحيدة ..

قام هاري من على السرير وقال بصوت خافت، "سأعود مُجددًا، عزيزتي."

خرج من الغرفة ذاهبًا إلى القبو ليرى كيف حالها .. لماذا هو هزيل هكذا؟ يمشي ببطئ كأنه قد شرب كأسًا من النبيذ للتو.

هو فقط يُفكر بها وكيف سيكون حالها بدون أسرتها، لقد فقد والدته عندما كان في السابعة عشر من عمره وكان لديه والده ..

الأمر مختلف تمامًا معها، أسرتها بأكملها ذهبت .. وهو لا يعلم ماذا عن باقي عائلتها، عماتها أو أعمامها ..

A Hideaway | ملاذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن