الفصل الخامس والستون | ما به غريب؟

1K 90 37
                                    

Juliet's P.O.V.

مرّت عِدة أيام هادئة منذ أن أتى هاري إلى هنا، تحسنت صحة هاري، و أشعر بالراحة الشديدة فقط لكوننا سويًا، لكن بالطبع التوتر لن يتكرني وشأني.

زين يتصرف وكأنه لم يحدث أي شيء، أحيانًا يتصل بي فقط ليلقي التحية على هاري وهذا مريب، لكن لا بأس سيظهر كل شيء على حقيقته حالما أحضر العائلة بأكملها إلى هنا.

"چولي .." همس هاري بأذني بصوتٍ رقيق، بينما كنت أنا شاردة تمامًا.

بالطبع، فنحن جالسين على الأريكة المجاورة للنافذة بالصالة الكبيرة، كلانا ينظر خلال النافذة للخارج، لطالما أحببت كون هذا الحي من أكثر الأحياء هدوءًا هنا.

كنت أستند برأسي على صدره الدافيء الذي يعلو ويهبط بهدوء، تمكنت من سماع صوت دقات قلبهِ، تلك التي بدت لي كأغنية، أجمل أغنية، أود سماعها للأبد ولا أمل من سماعها البتة ..

أنفاسه الدافئة تصطدم بفروة رأسي بخفة، ما أجمله.

"عزيزتي؟" قال بتساؤل، مسح على شعري، مما جعلني أعتدل بجلستي وأنصت إليه.

"ما بكِ هادئة هكذا؟ أين چوليت الثرثارة؟" نقر أنفي بإصبع السبابة خاصته بخفة، لأضحك ويضحك هو كذلك حتى تظهر غمازتيه.

"كنت شاردة بك وبتفاصيلك الصغيرة تلك التي لا تُعد!" أخبرته ببعض العفوية وأنا أطيل النظر والتحديق بعينيه.

"لا أظن بأنني أملك تفاصيل صغيرة، أعني أنا عادي لدرجة كبيرة جدًا حتى أنني أجد نفسي مقرف أحيانًا" تحدث ببعض الضيق وهو ينظر لخارج النافذة متفاديًا نظراتي.

"ما بك؟!" إقتربت منه أكثر، مسحت على شعره وهو مازال ينظر بعيدًا.

لم يُجبني، ظللت أراقب عينيه، بدت لي وكأنه يتذكر شيء ما ضايقه لهذا الحد.

"كنت أظن أنني أعرف كل شيء عنك، لكن يبدو أن هذه هي البداية فقط" قلت بصوتٍ منخفض مهزوز، أزحت يدي بعيدًا عن شعره بخيبة أمل.

إلتفت إليّ فورًا بنظرة غريبة قليلًا، "إطلاقًا، أنا فقط أهذي" حاول أن يجعل الأجواء مرحة.

"لا أعرف .." قلت بعدم تأكد، "لكنك بدوت جديّاً!"

تحمحم، "لا يهم، ما يهم أننا سويًا لكن هناك شيء يقلقني بشأن زين هذا" غيّر الموضوع وكأنه يتهرب.

لكن ما الذي يجبره على فِعل ذلك؟ ربما هو كان يمزح لا أكثر.

"أنا كذلك .. قد أخبرني أنه يجب أن أتحدث معه يومًا و..." توقفت عن الحديث لأبتلع تلك الغصة التي تكونت بحلقي.

A Hideaway | ملاذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن