A Hideaway | ملاذ

مُقدِمة.

التغييرُ الذي طرأ على حياتها لم يكُن بالمُتوقع أبدًا .. تغيّر مجرى حياتها بأكملها بالمعنى الحرفي.

الحب هو الشيء الوحيد الذي كانت تبحث هي عنه، ترى أنه لا مغزى من الحياة بدون حب.

بينما كان هو فاقدًا للأمل تمامًا، ماضيه مُلبَّد بالغيوم، مُستقبلهُ كان مجهولًا إلى أبعد الحدود.

كان هو بعالمهِ مُستكينًا للألم ولنهايتهُ المعروفة، بينما هي كانت مُستكينة لروتينها وتصرفات أسرتها المُشينة.

تشاءُ الأقدارُ أن تجمع بينهما بأبشع الطُرق، ليطرأ ذلك التغيير على حياةِ كُلًا منهما.

تطورت الأمور بينهما إلى حدٍ لا يُعقَل وعلى نحوٍ لم يتوقعهُ أيًا منهما.

تلاعبت بهما الأقدار كيفما شائت، غير مُبالية لمشاعرهما.

هنا، بعالمهما، ستعرفون قيمة الإيمان بأن كُل شيء مُخَطَط وله توقيتهُ المُعيَّن، ستعرفون أنه لا داعي للتعَجُل، ستعرفون أن كُل شيء يحدث لسبب ولا شيء يحدث عبثًا أبدًا.

ستعرفون أن كلمة "مُستحيل" تتواجد فقط بقاموسِ البائسين الميؤوسين منهم.

رحلتُهما وسنواتهما سويًا حملت بين ثناياها الكثيرُ من المتاعب والإختبارات، تلك التي كادت أن تقضي عليهما.

فلتعلموا دائمًا أنه إذا كان شخصٌ ما مُقدر لكم، حتى إذا أنقلبت الدُنيا رأسًا على عقب، إذا وقف العالم أجمع ضدكما، إذا نبذكما الجميع وحاولوا تفريقكما، فأعلموا أنكما ستكونا سويًا لا محالة.

فالحُب هو أقوى رابطة تجمع بين بني البشر قط.

____________________________________

"إخترت من جعلت عالمي أجمل مما كان مسبقًا، لم أهتم لأي شيء سوى أنها بجانبي، لم أكن سعيدًا هكذا بحياتي أبدًا، مُمتن جدًا لوجودها ولكونها فقط هي .. فكانت ملاذًا آمنًا لي."

قرأت هي آخر الكلمات التي سطّرها بدفتره، دفتره الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ منها، حَفِظَت كُل حرف به، إنسابت دموعها على وجنتيها لتبتسم بألم، لتتذكر تلك اللحظات التي جمعتهما سويًا، المذكورة بدفتره.

كم أنه جميل، كم أنه جعلها تشعر بجمال وألم الحب بالوقت ذاته .. لكنها لم تندم أبدًا على حُبها له.

____________________________________

كانت تشعُر أنه يُخفي شيئًا، وهو لم يتمكن من السيطرة على ذلك الشعور الجاري مجرى الدمِ بعروقه.

"وجد هو بها ملاذهُ الآمِن وموطنهُ الوحيد، لتجد هي به العالم الأكثر دفئًا وحنانًا لتحتمي به وتلجأ إليه كُلما أحست ببرودةِ وقساوةِ العالم الخارجي، وبسبب الذكريات الأليمة التي بقيَت تطارده لسنوات لم يستطع هو السيطرة عليها، لتأتي الأقدار بما لا تشتهيه الأنفُس.."