الفصل الرابع والأربعون | تصادُم.

1.1K 131 49
                                    

متنسوش الفوت و الكومنت ..

__________________

Harry's POV.

"أهلًا سيدي" قُلت عبر الهاتف للسيد سيزار، زميل والدي في العمل ومن أعز أصدقائه.

"أهلًا هاري، كيف حالك؟"

"بخير .. كنت أتساءل إذا أمكنك المجئ معي للحصول على وظيفة بلندن ومكان للإقامة" قُلت وأنا أجلس على حافة سريري، أقضم أظافري بتوتر.

"بالطبع، بُني، أخبرني فقط متى تريد القيام بذلك وسأكون مستعدًا"

"اليوم بالفجر، ربما؟" أبعدت أصابعي عن فمي وتوقفت عن قضم أظافري.

"لا بأس، أقابلك عند المنزل القديم؟"

"حسنًا، في الثالثةِ فجرًا سأكون هناك"

"إتفقنا، الوداع الآن"

"الوداع، أراكَ لاحقًا" وبهذا أغلقت الهاتف ووضعته على تلك الطاولة الصغيرة بجانب السرير.

أفتقدها بشدة .. أعلم أنه مرّ الكثير من الوقت على آخر يومٍ كانت معي به، لم أكن أتوقع أنها ستظل عالقة بذهني طوال تلك الفترة، فأنا أتذكرها يوميًا، أراها بخيالي وهي ترتدي ملابس النوم القصيرة، أتخيل ملامحها، فهي بالتأكيد تغيرت كثيرًا.

وهي السبب الرئيسي في إنتقالي للمدينة، أريد أن أنظر لعيناها مجددًا، أرى ضحكاتها وإبتساماتها، ذلك البريق الذي لم يفارق عيناها إلا عندما أخبرتها بوفاة أسرتها.

لا أعرف ما الذي سيحدث إذا رأيتها مجددًا، أعني أنني سأقوم بالبُكاء، ما مررت به لم يكُن سهلًا على الإطلاق، هذا بجانب ما مررت به في مراهقتي.

كل شيء يدفع للبكاء حالما أتذكر الماضي، أريدها أن تكون بجانبي لتخفف هذا الألم، أنا متأكد بأن مشاعرها تجاهي تغيّرت، لكن أقسم إذا رأيتها لن أفلتها، سألازمها حتى تفهم أنني بالفعل أحبها.

قاطع تفكيري طرق على الباب، فصِحت قائلًا: "تفضل"

وفُتِح الباب لتدخل عمتي، وبيدها صينية بها بعض الحساء والخبز، وكانت تبتسم بدفئ كالعادة.

جلست بجانبي ووضعت الصينية على ركبتيها وبدأت بالتحدث: "لاحظت أنك لم تتناول غدائك بعدما غادر الضيوف، لذا فأتيت به لأطعمه لك بنفسي"

وضعت الملعقة بصحن الحساء ثم وجهتها لفمي، وضعت راحة يدي أمام الملعقة لتنظر لي عمتي بتساؤل قائلة: "لا يجب أن تجلس هكذا دون تناول أي طعام!"

A Hideaway | ملاذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن