الموسيقى هي فن مؤلف من الأصوات والسكوت عبر فترة زمنية هي معشوقتي التي تمنحني الهواء الذي استنشقه و تمنحني الغذاء الذي يمكِّنني
من التواصل و الاتساق الروحاني مع نفسي , تملأ الحياة بالحبّ والحنان حتى لو كان هذا الحب غائباً في حياتك
اعزفى و كأنك فى حفلك الخاص , أغمضي عينك و كأن الموسيقي تتماشي مع دقات قلبك , كان هذا ما يخبرني به أبي
أحمل الكمان و أبدأ بـ عزف بعض النوتات عليه و أحاول ألا أخطأ , أريد أن يأخذ عنى صديق المايسترو إنطباع جيد عنى فى أول لقاء
من بعد أن رأيت رسالة منه يخبرنى فيها عن الموعد الذى سنلتقي به و أنا أتدرب حتى لا أخيب ظن المايسترو
أرسلت رسالة إلى هارى أسأله إن كان متفرغ و إنتظرت رده , عندها رن هاتفى معلن عن مكالمة من هارى
" مرحباً " أجبت
" مرحباً أليكس , كيف الحال ؟ " سأل و يبدو أنه خارج المنزل لأن الأصوات حوله عالية
" بخير , ماذا عنك ؟ " سألته فى المقابل
" بخير " أجاب
" هارى , أحتاج أن أذهب إلى مكاناً ما غداً . هل يمكنك إيصالى ؟ " سألته بأدب
" أجل بالطبع " أجاب و أستطيع الشعور به يبتسم
" حسنا إذا , شكراً لك " قلت
" على الرحب "
أغلقت مع هارى المكالمة و أكملت العزف لا أعلم كم ساعة تدربت حتى قاطعنى صوت أمى " أليكسندرا " كانت بالأسفل
وضعت الكمان بحرص و نزلت إلى الأسفل كانت أمى تبتسم قامت من مكانها و عانقتنى , لا أعرف لما يحدث معها لكنى عانقتها بالمقابل
" لقد حصلت على عمل بمشفى قريب من هنا " قالت أمى بسعادة عانقتها مرة أخرى
" تهانيا أمى " قلت مع إبتسامة
" حسنا لنحتفل "
" أمى ليس هناك داعى لذلك , لنحتفل بعد أول راتب لكِ حسناً " قلت لانى أعلم أن أمى أحياناً تفكر مثل الأطفال
" لا بل اليوم و يمكننا الاحتفال مرة أخرى بعد أول راتب , أتعلمين شيئاً هيا استعدي لنذهب الآن " قالت بحماس
" أمى أرجوكِ ليس معنا الكثير من المال " قلت لكنها لم تستمع إلي بل ذهبت إلي غرفتها لتبدل ملابسها
تنهدت ثم صعدت إلى غرفتى لأبدل ملابسي إلى فستان أبيض قصير فوق الركبة بأكمام طويلة و تركت شعرى منسدلا لم أستغرق الكثير من الوقت
أنتظرت أمى قليلاً بما أن أمى إمرأة أنيقة للغاية إذا أنها تستغرق الكثير من الوقت فى الحقيقة أمى جميلة للغاية من يراها يظن أنها فتاة بالعشرين
