انا لا اصدق ان الظروف يمكن ان تدفعنا الى فعل ينافي ضمائرنا , ولا اؤمن بالحتمية , فالله حينما يسوقنا الى قدر , هو في الحقيقة يسوقنا الى نفوسنا .
ربما النفس هى التى تجعلنا نعيش فى عالم الخيال و تصوره لنا على أنه الواقع , لأنه فى الغالب تكون جميع الأمور واضحة كـالشمس
لكننا فقط نرى ما نريد رؤيته .
إستيقظت بالخامسة صباحاً بالطبع فـأنا قد نمت مبكراً للغاية و بمجرد أن رأيت معطف ليام أمامى عادت إلى كل أحداث الامس لتزيد من ثقل قلبي
حاولت تجاهل الامر و قررت ان آخذ حماماً دافئاً لاحظت ان يدي قد أصبحت أفضل الان , جففت شعرى و ارتديت ملابسي أخذت الكمان و تركت الغرفة
أخذت المصعد إلى أخر دور بالفندق ثم إستعملت السلالم لكي أصل إلى السطح
وقفت أتامل مدينة الضباب و كان المنظر خلاب للغاية من هذا الارتفاع , رفعت الكمان إلى كتفى و أخذت أعزف عليه بعشوائية
كنت أحاول أن أصفى ذهنى من أفكارى المشتتة أخرج غضبي بالعزف أستطيع الشعور بأن صوت الكمان أصبح حاد و مزعج للغاية
لكن بطريقة ما أشعر بالراحة .
لا أعلم كم إستمر الوضع لكن كتفى أصبح يؤلمنى و يدي أيضاً و بمجرد أن توقفت عن العزف سمعت أحدهم يتنهد بالخلف
استدرت سريعاً وجدت شاباً ما يمسك بكوب قهوة بـيد و اليد الأخرى قطعت توست لم أستطيع رؤية وجهه جيداً بالبداية
تقدم ذلك الشاب و ظهرت ملامحه لقد كان أشقر بعيون زرقاء مشعة وقف و نظر إلى و ضيق عينه بينما نظرت إليه بتعجب
" لقد رأيتك من قبل , لكن لا أذكر أين " قال الشاب ثم فرقع إصبعيه كأنه تذكر
" أنتى مع الفرقة التي يعزف بها ليام ؟ " سأل , شعرت بغصة بحلقى بمجرد أن سمعت إسمه
" أجل " أجبت
" لا أقصد إهانة لكنك تعزفين بطريقة بشعة لقد كدت أصاب بالصمم " قال الشاب بدأ يقهقه
" بالحقيقة أنا أعزف بطريقة جيدة للغاية " قلت بضيق من ذلك الشاب الذي يقلل من مهاراتى
" أجل واضح للغاية " قال بين ضحكاته
نظرت إليه بغضب ثم رفعت الكمان مرة أخرى و عزفت إيقاع أغنية حزينه بالكمان فقط , توقف الشاب عن الضحك ثم نظر إلى بإهتمام
و إبتسمت لنفسي داخلياً عندما تحولت نظرات الشاب إلى إعجاب لما يسمع و حينما إنتهيت نظرت إليه بثقة
" وااو انتى محترفة " قال ثم أخذ قطعه من التوست بفمه " آسف لن اعرض عليكى الطعام " قال بجدية
" و انا لم اطلب منك ! " هذا الشاب مجنون بحق
" اذا لما انتى حزينة و متوترة هكذا " سأل و نظرت اليه بتعجب فأكمل الشاب