" أوليڤيا .. أوليڤيا " ديانا همست عبر الهاتف ، " لم تستيقظي بعد بحق الإله " قهقهت لصوتها الناعس و من ثم أغلقت المهاتفه يقيناً بأنها ستعتبرها ضمن فعاليات أحلامها الغريبه .
روتين يومي مُمتع كون أنني من موهوسين النظام و الروتين و كل تلك الأشياء المُمله التي يهرب منها من هُم بنفس عمري ، و لكن لنكن واقعيين! مُحبين الروتين كأمثالي هم من يكتنزون فرصه المِهن المثاليه .
كليه الٱثار ليست بكليه هيِنه و دراستي العمليه كانت الأفضل علي الإطلاق بالنسبه لحياتي الفارغه نوعاً ما ، فالبرغم من كوني أمتلك أصدقاء إلا أن لا أحد منهم يُصنف بالمقرب كوني شخص غير إجتماعي بذلك القدر .
ديانا بالطبع لم تُسجل ضمن الحاضرين بمحاضرات الصف الأول و لكنني أحسدها ، فهي تعتبر الشهر الأول من الدراسه ضمن الإجازة و لكنها تحصل علي نفس علاماتي المرتفعه دون بذل نصف مجهودي ، إن أردت أن أفعل المثل لن أختلف شيئاً عنها و لكنني لست من مُحبي الصخب أيضاً ، دراستي هي الشغف الوحيد الذي أمتلكه للأسف و هذا وحده يُصنفني كا شخصٍ ملول .
كُنت ضِمن المُجتمعين حول طاوله الكافتيريا ، أحتسي قهوتي الداكنه و أشارك ديانا و بقيه الجالسين بإبتسامه و إهتمام مُزيف لِما يتشاركونه من محادثات حول الفتيان و عروض الأزياء بـ باريس و كيف حصلت كيم كارداشيان علي عمليه تجميل جديدة لتظهر كأكثر إمرأه مثاليه لذلك العام حتي قاطعت ديانا الحديث " أرأيتم إعلان الكُليه؟! .. رحله التخييم تِلك؟! " .
" نعم نعم .. يبدو الأمر مشوقاً كونها من المناطق الأثرية علي حدود نيويورك الجبليه " سام تحدثت بتفاصيل أكثر ترفع نظراتها عن جسر أنفها كلما إنزلقت قليلاً لتبدو لطيفه لأبتسم بهدوء بينما أرتشف من قهوتي ، " سأذهب " قالتها كاتي كمشاركه " نعم و أنا أيضاً " أردفت سام .
" يبدو الأمر مُمتع أوليڤيا .. ما رأيك؟! " ديانا نظرت لي تلتهم شطيرتها و أومئت " مُمتع لما لا تنضمي إليهم؟! " تسائلت و أنهيت قهوتي " لِما لا تنضمين أنتي إلينا؟! " ديانا قالت بتحاذق و إبتسمت بوجههي حينما حصلت عن نفس تعبير وجههي المُماثل ، " بحقكك الأمر بعيد تمام البُعد عن الصخب و الحفلات و غيرها من الفعاليات الصاخبه لكِ .. إنها منطقه أثريه جديدة لم نسمع بها طوال تلك السنوات بالدراسه .. كما أنني أظن أنها ماده جيدة لتكون مشروع سنه التخرج لذا فكري بالأمر " هي قالت و كعاده ديانا أن تكون مُقنعه .
نظرت حولي بتفكير حتي تلاقت عيناي بـ لوك الجالس بالطاوله المُقابله بنفس إبتسامته المُستفزه يُطالعني ، زفرت بيأس منه ، لأربع سنوات هو لم يفقد أملاً بمضايقتي " لن أذهب " قلت لأنني أعلم أن لوك ضمن الطُلاب الأساسيين بأي رحله للكليه لذا تجنُبي له طوال السنوات الفائته سيذهب كالرمال بالرياح إن غامرت بوجود كلينا بنفس المُحيط.
من لوك؟ لوك هو ذلك الفتي الأشهر بأي مكان يتواجد به ، جسد مثالي و رئيس فريق كره السله كأي شاب وسيم لعين ، نموذج مُتكرر قد تجده بين (جيرانك ، أصدقاء أصدقائك ، منازل الأخويه ، متنمرين الكليه ، إلخ...) ، هو من يكسر قلب الفتيات بكل روايه سخيفه تعتمد علي جذب هرمونات المراهقات و تعليم الفتيان المراهقين كيف يتفننون بكونهم (مُسممين) ، من يأخذ مُبتغاه من الفتاه ليتكرها بعدها بقلبٍ مُحطم و يُضم إسمها بـ كُتيب إنجازاته فتظل هي كالجريحه و تُتقن دور الدراما خاصتها مُعتقده أنها تلك المُميزه له و لكونه يتظاهر بالقسوه فهو إبتعد كي لا يؤذيها أكثر و لكنه بالخفاء مُتيم بها كما تعتقد ، لما يمقُتني لوك و يظل يتفنن بمضايقتي؟! ، لأنني رفضت أن يُكتب إسمي ضمن قائمته لثلاث سنوات مُتتاليه .
" إن كنتِ ستظلين تكترثي لأمر لوك فلن تحصلي علي أي متعه حتي ما تفضلينه .. إن حاول ذاك العاهر الإقتراب منك سأتكفل بإبعاده " ديانا قالت و أنا قهقهت ، " صديق العاهر المقرب هو حبيبك داي " قلتها و هي إبتسمت بفخر مومئه " و تلك نقطه لصالحنا " هي ردت .
" لأكون صريحه أنا أؤيد ديانا بأمر لوك .. أعني ببعض الأحيان إجتناب المشاكل ليس الحل الأمثل أوليٌ " سام قالت و كاتي أومئت
" حسنا .. سأفكر " تنهدت حينما نظرت ديانا لي بمعني 'أيتها الكاذبه تلك طريقه أخري لقول لا' ، قلبت عيناي عليها " حسنا سٱتي " قلت و ديانا ، سام و كاتي إبتسمو لي .
حمام دافئ كان ممتاز بوصولي للمنزل ، كوب قهوه و بعضاً من البحث عن حلول لفروض صف المصريات و من ثم خلدت للنوم .
أنت تقرأ
TOUCH || H.S
Horror" من أنت؟! " بهمس تسائلت ، نظراتها تحاوط ملامح وجهه بخوف " أتريدين معرفه من أنا؟ " رد علي السؤال بأخر عيناه تواجه الأرض الصلبه بينما يقترب خُطوه لتبتعد قدمِيها أخري ، جسدها إنتهي للحائط و يداه صنعت سجناً لها و بأنفاس ثقيله إقترب لأذنها كأنما يعلم كم...