أنا لا أخسر

15.3K 417 5
                                    

قطبت وهي ترى أخاها واقفا مجددا بباب الكلية ينتظرها ويديه في جيبيه، يبحث عنها بعينيه بين البنات، لكنه لا يفوت فرصة الابتسام لهذه، والاعجاب بالأخرى .. "أوه كلا "
وصلت أمامه وهي تنظر بملل "بربك يا أنس، هل بعمري سنتين لتأتي لتوصلني من المدرسة؟"
ضحك بمرح وهو يرى تقطيبتها، "كم مرة يجب أن أقولها لك ؟ أنت لن تكبري أبدا بالنسبة لي وستبقين دوما أختي الصغيرة وابنتي التي أخاف عليها .. ثم "
نظرت بجانبها بضيق "نعم .. ثم، ثم انك تأتي لتمتع عيناك بمشاهدة الفتيات الجميلات يغادرن ... "
داعب خدها وهو يضحك "ذكية يا أختاه !"
دفعت يده عنها "أوف .. انس"
ابتسم أخيرا وهو يراها تفقد صبرها "حسنا هيا بنا .. أصلا أنت الأجمل بينهن "
نظرت له بضيق "أنا أمزح .. "

رمى حقيبته بغضب على مكتبه، وهو يزفر غيضا .. "فتاة صغيرة مثلها تحاول فعل هذا بي أنا؟"
"مهدي "
أطل وجه أخته الصغير بجانب بابه، فالتفت لها بنفاذ صبر "ماذا تريدين؟"
قطبت حاجبيها الصغيرين وهي تقول "لا شيئ"
"أماني" جلس على أريكته وهو يتنهد "همم "
"تعالي هنا "
اقتربت منه بلطف "نعم "
"خذي .. هاهي علبة الشكولاة التي طلبتها مني "
"واااو شكرا ، حسبتك نسيتها "
"أنا لا أنسى شيئا يا صغيرتي، والآن اذهبي"

صباحا كانت ملك تمشي حاملة كتابها بين يديها شاردة الذهن ، تعثرت حتى كادت أن تقع لكن فقط كان كتابها ما وقع منها،.. "اوه .. " رأت شخصا ينحني ليأخذ الكتاب بين يديه، رفعت وجهها تتأمل الشخص الذي أمامها.
كان مهدي ينظر لها بتقطيبة، "تفضلي"
نظرت له بدهشة "شكرا "
ندت منه نظرة ليديها كأنه يبحث عن شيئ بينهما "امازلت لا تصافحين؟" ضحك باستهزاء كأنه يقول نكتة لا معنى لها.
نظرت له بتسائل :"عن ماذا تتكلم؟"
تقدم نحوها وهو ينظر لها باستصغار "أنت لن تدعي الطهر والبرائة الآن .. هذا اللباس الذي ترتدينه لن يخدعني، وقولك لا أصافح هو صراحة نكتة ليست مضحكة كثيرا .. خصوصا بعد أن رأيت البارحة رجلا يداعب وجهك .." تأملها طويلا وهو ينظر لها بطريقة مستفزة من أخمص قدمها لوجهها، ثم لعيناها السوداوين، الكثيفتي الرموش، ثم اكمل " من هو؟ خطيبك؟ ام حبيبك؟ .. كدت أحترمك صدقيني " بقيت تنظر له بغباء وصدمة، عن ماذا يتحدث؟ وقف طويلا ينتظر جوابها وهو ينظر لها باشمئزاز.
لكنها ابتسمت بلطف وهي تتصنع الدهشة ، "يبدو أنك كشفتني .. أحسنت!" ثم التفتت وهي تضحك، لتمضي غير عابئة لا به، ولا بوجوده، ولا باستنتاجاته التي لا معنى لها.
جلست بمكانها وهي لا تستطيع الكف عن الضحك، وصديقتها تسألها "ما الأمر؟"
"ذاك الغبي .. " كانت صديقتها تنظر اليها وهي تبتسم، ثم لاحظت اختفاء بسمتها وهي تنظر أمامها بصدمة وضيق ولا تصديق "ما الذي يفعله هذا هنا؟"
التفتت صديقتها "اوه مهدي؟"
دخل يمشي ببطئ وابتسامة ساخرة تعلو محياه، التفت للجميع حتى استقرت عينه على ملك ثم استدار عنها "لدي لكم خبر سار .. "
عم بعض الضجيج القسم الكل يتسائل ما الأمر.
"الأستاذ علي، سيذهب للحج، تقبل الله منه، وطلب مني أن أدرسكم مكانه لحين عودته .. "
فغرت فاها دهشة "ما هذا ال .. "
اخذ في توزيع بعض الأوراق عليهم وقد ساد استحسان بين الطلبة ..
ما ان وصل الى جانبها حتى قطب واقترب منها ليهمس بهدوء "بالمناسبة، أريد أن أذكرك أنه لا يوجد مبرمج ناجح، الا ويضع على الأقل نسختين من البرنامج الذي يصنعه، خاصة قبل أن يعطيه لفتاة غبية مثلك .. لذلك لا تفرحي كثيرا، فبرنامجي مازال يعمل"
أكمل التوزيع بابتسامة، وبقيت هي تنظر بدهشة أمامها "ماذا؟"

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن