خطيبتي السابقة

9.3K 269 0
                                    

أقفل مهدي باب بيته، وهو يتنهد، ثم ألقى بمفاتيحه بأول مكان رآه ..
نظر لوالدته التي كانت جالسة بهدوء تشاهد التلفاز، لكنها تبدو شاردة، فاقترب منها "أمي "
رفعت بصرها اليه، تنظر له بابتسامة "مهدي، أتيت حبيبي، تعال، اجلس بجانبي قليلا "
ألقى بنفسه بجانبها، ثم انحنى يقبل يدها "هل أنت جائع؟ سأحظر لك شيئا "
همت بالوقوف، فمنعتها يد مهدي التي استقرت بذراعها "لست جائعا أمي .. فقط اجلسي بجانبي "
ألقى برأسه على ركبتها بارهاق، ثم وضع يدها على رأسه كعادته، يطلب منها أن تلعب بشعره، فهي عادته منذ أن كان صغيرا، فلطالما كان تربيتها على شعره كافيا لأن يجعله يغفو مهما كان قلقا، أو متوترا ..
ابتسمت وهي تنظر ليدها التي تخلل بها شعره، ثم تأملت وجهه وقد اغمض عينيه "اذن وجدت عروسك التي طالما بحثت عنها ؟ "
ندت عنه ابتسامة " أمي .. "
"هل هي جميلة؟ كيف تبدو؟ "
"انها جميلة .. جميلة جدا "
قطبت والدته، وهي ترى ابتسامته، هو يعلم أنه أثار فضولها جدا عندما حكى لها عنها باقتضاب، وتركها تتسائل، ولم يكلف نفسه عناء اجابتها بوضوح يشفي فضولها ..
توقفت عن تربيت شعره، ففتح عينيه ينظر لها بعتاب "أمي .."
ابتسمت وهي تنظر اليه "أنا لن أربت على شعرك، مادمت تجيب على أسئلتي بهذا الاقتضاب "
تنهد بغيظ "أمي .. جيد سأجيبك على كل ما تريدين فقط لا تتوقفي "
"جيد "
وضعت يدها على شعره مجددا "هل تحبها ؟"
رفع بصره اليها، فأشارت له أنها ستبعد يدها، فأجاب مسرعا "نعم .. أمي لم تفعلين هذا ؟"
"لابد أنها جميلة اذن .. لأن ابني الوسيم يحبها، أسعدني أنك أخيرا قررت أن تتزوج يا مهدي "
خيم الصمت عليهما، ولم يجب "مهدي؟"
كان قد نام، فهي ما ان تضع يدها على شعره حتى يغفو، فابتسمت، لأنها تعلم أنه سيكون مرهقا ..
__________
كانت ملك تجلس بالمكتب، وتحاول أن تنهي ما كان قد طلبه منها مهدي، وهي تدعو بين الحين والآخر أن لا يأتي الى المكتب اليوم، فهي تحس بالاحراج، ومازال قلبها ينبض بعنف كلما تذكرت يوم أمس وما سمعته فيه ..
نظرت لساعتها، ثم التفتت مجددا نحو الباب، هي لا تريده أن يأتي لم لا تستطيع أن تكف اذن عن النظر نحو الباب تنتظر قدومه .. تأخر كثيرا يبدو أنه لن يأتي اليوم ..
فتحت منار باب المكتب، ودخلت كعادتها مثيرة ضجة، فقد كانت أن تتعثر بالسجادة "ملك "
رفعت ملك بصرها اليها تنظر لها بتساؤل .. كانت تبدو مستعجلة، وهي تحمل حقيبتها بين يديها "يجب أن أخرج الآن .. اذا سأل عني مهدي، فقولي له أنه كان هناك أمر مستعجل يجب أن أقوم به، فهمت حبيبتي؟ أراك لاحقا "
كانت ملك ستجيبها عندما غادرت هي المكتب مغلقة الباب من ورائها، "حسنا " ثم بقيت تنظر حيث كانت بذهول متعجبة من سرعتها بالكلام ..
_______________
كان أنس مستندا على سيارته، ينظر بين الفينة والأخرى الى ساعته، يبدو على وجهه الانزعاج ..
"أنا هناااااا "
رفع بصره حيث مصدر الصوت، ثم عقد ذراعيه أمامه "أظنكِ قلت 5 دقائق وستكونين عندي هنا !"
أطلقت منار ضحكتها الرنانة، وهي تنظر لأنس بمرح "يبدو أنك لا تعلم أن 5 قائق، عند النساء هي على الأقل ساعة، وأنا تأخرت فقط ربع ساعة .. "
"اوه فعلا؟ يالحظي! .. "
"كلمني بلطف .. فأنت من يحتاج مساعدتي الآن، ومن حقي التدلل عليك "
" اه فعلا .. "
تقدم يفتح لها باب سيارته لتجلس بالمقعد الأمامي، "تفضلي آنستي "
وبعد أن أغلق باب السيارة، توجه مسرعا الى مقعده حيث جلس، وانطلقا ..
نظرت منار حولها تكتشف السيارة، وتلاحظ تفاصيلها "سيارة جميلة !"
ابتسم أنس "شكرا .. أريد أن أشتري ورودا لملك، فهل نذهب لمحل الورود أولا؟"
كان أنس مضطربا، ولا يعلم من أين يبدأ الترتيبات للتحظير لخطبة أخته، وبما أن آخر شيئ من الممكن أن يقوم به هو أن يطلب المساعدة من خالته التي لا يطيقها، كلم منار من هاتف ملك يطلب مساعدتها، فوافقت بدون تردد ..
كانا يسيران معا نحو محل أنيق يبيع الورود، عندما استوقفهما سماع اسم "انس!؟"
التفت أنس بلا مبالاة بعد أن كان يبتسم لمنار، ليجد مريم تقف بجانبه، وقد وضعت يدها على خصرها تنظر لهما مقطبة .. ثم وجهت نظرها نحو منار، تتأملها باحتقار "اذن لأجل هذه لا تجيب على مكالماتي؟"
نظرت لها منار بلا تصديق، بدون أن تفهم شيئا .. ثم التفتت هي الأخرى تنظر لأنس ..
" اوه آنسة مريم، كيف حالك؟"
علق ابتسامة باردة على محياه، وهو يتأمل مريم بلا مبالاة "لا تقولي لي أنك تريدين شراء الورود أنت أيضا؟!"
لمعت عيناها غضبا "أنس .. من هذه؟"
كان ما يزال يبتسم،حين إدخل يديه بجيبيه " هذا ليس من شأنكِ .. والآن اعذرينا، فلا وقت لدي"
التفتت لمنار مجددا " ذوقك أصبح مترديا لهذه الدرجة !" ندت عنه ضحكة "لنقل إنه أصبح أرقى الآن "
ثم التفت لمنار " هيا بنا .. يا منار "
أمسك بيد منار يجذبها، نحو المحل متجاهلا نظرة الحقد بعين مريم ..
ما ان دخلا المحل، حتى أبعد يده عنها ثم قال "اذا كنت مهتمة بمعرفة من تكون تلك الانسانة، فهي خطيبتي السابقة "

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن