الجزء العاشر

11.2K 323 5
                                    


ضرب قلبه بعنف حتى كاد يحس به يخرج من يصدره .. حملق بها بعجز "ملك .. اهدئي، أنا .. "
ابتسمت وهي تمسك بذراعها بشدة "أنا هادئة، أنت من يجب أن يهدأ ! ... أين أنس؟"
ارتعشت يده وهو يحمل هاتفه ينتظر أن يجيب أنس .. تنهد وهو يسمع صوته يجيب "ألو أنس .. أنا ، في الواقع نحن ، ملك لا أدري ما بها انها تبدو متعبة جدا، أظن أنه يجب أن تأتي الى هنا، نحن في كافتيريا الكلية .. نعم أنا معها الآن .. سننتظر "
أقفل الخط وهو يتنهد ويراقبها بقلق "ملك ، بماذا تحسين؟ هل تشربين دواء عادة ؟"
كانت تتنفس بصعوبة وهي تحاول أن تهدأ .. بقي يمشي ويرجع بتوتر وهو يخلل شعره بيده، حتى رأى أنس قادما نحوهم يركض ..
"ملك " خرج اسمها من فمه بهلع وهو واقف يتأملها منقطع الأنفاس .. كان يحمل بيده كيسا به قنينة ماء ودواء .. بيدين مرتعشتين قدم لها كبسولة ثم أعطاها لتشرب بعض الماء ..
جثى أرضا بجانبها وهو ما يزال ينظر لها بخوف وفزع "ملك !"
بدأ يهدأ ألمها كما خفت قبضتها على يدها "أنا بخير .. أنا "
وقف أنس وهو يصرخ "أتريدين أن تصيبينني بالجنون؟ لماذا لم تشربي دوائك ؟ ألم أضعه لك فوق المائدة؟ لماذا كل هذا الاهمال ؟ الا تعلمين ماذا سيحل بي اذا أصابك مكروه؟" ابيض فمه وغاب الدم من وجهه وهو يرتعش ويراقبها .. "آسفة .. لقد نسيت "
جثى بجانبها مجددا ليأخذها بين ذراعيه "حسنا لابأس .. لا مشكلة، آسف لأنني كلمتك بهذه الطريقة، لكنك تعلمين كم أحبك ! " ربت على ظهرها بلطف، ثم نظر اليها "هل أنت أفضل الآن ؟"
كان مهدي واقفا ينظر لهما بذهول .. ولا يعلم ماذا يقول أو ماذا يفعل .. حانت منه نظرة الى أماني، فوجدها تنظر هي الأخرى لهم ..
التفت أنس لمهدي، "اوه أهلا، أنا لم أعد أحس بشيئ عندما أخبرتني بمرض ملك، لا أدري كيف وصلت الى هنا .. شكرا لك " مد يده ليصافحه .. فأخذها مهدي بابتسامة " اهلا انس .. هل ملك مريضة ؟"
أجابت ملك " ما اسمك يا جميلة ؟"
كانت ملك تنظر لأماني بابتسامة رقيقة وهي تشير لها بأن تقترب "أنا .. " ثم التفتت لمهدي "اسمي أماني "
أحاطت ملك وجه اماني بيديها وهي تنظر لها باعجاب "اسمك جميل جد ، وأنت رائعة جدا .. "
انحنى أنس بقربها وهو يبتسم لها أيضا "اوه كيف حالك يا أماني؟" ابتسمت اماني وهي تنظر لأنس بخجل "أنا بخير .. " ثم التفت انس لمهدي " هل هي ابنتك؟"
غابت بسمة مهدي وهو يدخل يده بجيبه "لا .. انها .. في الواقع .. انها أختي "
صفر أنس بمرح "اوه فعلا .. " أخذ يدي اماني بين يديه " حبيبتي لي طلب منك ، هل تقبلين ؟"
نظرت الى مهدي بخجل ثم التفتت الى انس تشير له برأسها أن نعم .. "هل تتزوجينني؟ يا الهي أنت رائعة الجمال !"
انفجر مهدي وملك بالضحك وهما يراقبانهما من بعيد .. "أنس " نادته ملك ، ليلتفت لها أنس وهو ينظر ببرائة "ماذا؟ لقد اعجبتك اليس كذلك؟ على الأقل ستحبينها أكثر من مريم "
ثم التفت الى أماني "أجيبيني .. " فأشارت له برأسها أن لا " لا تقوليها ! لقد وقعت بحبك .. " ضحكت أماني بمرح ومهدي يراقبها، مر زمن منذ رآها تضحك بشدة هكذا ..
"لا تريدين ؟" فاشارت مجددا برأسها أن لا "حسنا أنت من سيخسر " ثم هز كتفيه باستسلام ..
ثم التفت الى ملك ينظر لها باهتمام "هل أنت أفضل الآن ؟ تستطيعين المشي؟" فأشارت له برأسها أن نعم وهي تبتسم .. مد لها يده يساعدها على النهوض ..
اقترب منها مهدي وهو يحاول ان يكلمها "ملك .. أنا "
نظرت لأماني بابتسامة "تشرفت بمعرفتك أماني .. " ثم تغيرت نبرتها وهي تقول لمهدي بدون أن تنظر اليه "اعتني بها جيدا "
...
أكمل حصته بهدوء وهو ما يزال يتجاهلها، وما ان انتهت الحصة وهمت بالخروج حتى ناداها "ملك "
وقفت تنظر أرضا، ثم وقف هو مقابلا لها ينظر لوجهها باهتمام "هل أنت بخير اليوم؟"
نظرت له بضيق "نعم أنا بخير .. " ثم عضت شفتها بغضب ثم تتابع "اسمع .. لا تنظر لي هكذا ! أنا لا أحتاج الشفقة، وأنا لست مريضة ، وحتى ان كنت كذلك فهو ليس من شأنك !"
أدخل يده بجيبه ببرود "جيد .. أتمنى هذا " أخرج هاتفها من جيبه ثم وضعه على مكتبه بلا مبالاة "هاتفك .. نسيته عندي البارحة " نظرت بدهشة وكأنها تذكرت الأمر للتو "آه .. شكرا "
همت بالذهاب، ثم التفتت اليه "بالنسبة لأماني .."
أجابها بلامبالاة "هذا ليس شأنك أيضا .. شكرا على وقتك " دخلت القاعة فتاة رائعة الجمال، بقوام ممشوق وشعر طويل تتمايل بمشيتها الى أن وصلت بجانب مهدي "أهلا بك .. أنت الأستاذ الجديد؟"
نظر مهدي بقلق ليدها الممدودة ثم حانت منه التفاتة لوجهها .. بقيت ملك واقفة تنظر لهما ..
تعالى صوتها الأنثوي مجددا "أستاذ مهدي؟!"
فأجاب كأنه تذكر وجودها للتو "أوه نعم .. " بقيت يداه بجيبه وهو يردد بابتسامة لبقة "لا أصافح !"
نظرت له ملك بذهول .. ألم يمد يده ليصافحها تلك المرة ؟
فضحكت الفتاة بدلال وهي تقول "لا عليك، أنا مروى أستاذة اللغة الفرنسية .. كنت أريد أن أطلب منك شيئا "
التفت مهدي الى ملك "أي أوامر أخرى آنستي؟"

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن