غيرة

9.1K 270 3
                                    

انتهت الحصة، فهمت ملك بالتوجه نحو باب الفصل، أحست بشخص ما يقف أمامها، فرفعت عينيها تنظر أمامها لتجد آدم، واقفا يبتسم "كيف حالكِ؟"
نظرت أرضا، ثم التفتت تنظر حولها "امم بخير الحمد لله .. "
"ملك "
ناداها صوت مهدي من بعيد، فالتفتت تنظر له، لتجده يراقبها بعينين غاضبين، وقد وقف بجانبهما، ضاما ذراعيه اليه، "ملك تعالي معي .. "
قالها، ثم استدار يمضي، "ألا ترى أنني أكلمها؟"
التفت نحو آدم الذي كان ينظر له بغضب، "نعم، أستطيع أن أرى ذلك، وماذا بعد؟"
بدت نبرة مهدي باردة مستفزة، ونظرته الساخرة، التي يرمق بها آدم باستهزاء زادت من غضب آدم الذي يراقبه بصمت ..
" يعني أن تنتظر أن أنهي كلامي أنا معها، ثم يمكنها الذهاب معك "
ندت ضحكة باردة عن مهدي، وهو يدخل يديه بجيبه " اوه فعلا ؟ .. لماذا تتكلم معك أنت أصلا؟ من تكون ؟"
بادله آدم الابتسام " لنقل زميلتي .. "
نظر له مهدي بتفكير، وهو يتصنع الاندهاش "اوه فعلا .. لكنني لا أريدها أن تتكلم معك، فهو أمر لا يروقني "
" لا يروقك ! لم ؟ من تكون أنت ؟"
بدت نظرة الاستمتاع بعين مهدي، وهو يداعب ذقنه بيده "هذا ليس من شأنك"
لمع خاتم الخطبة بيد مهدي أمام عيني آدم، مما جعله يلتفت بدون تفكير طويل يحملق بالخاتم الصغير الذي كان يزين أصبع ملك،
اتسعت عيناي آدم ، ثم تلعثم وهو يحاول أن يقول شيئا، لكن الكلمات بدت تهرب من بين شفتيه من الصدمة "أ .. أنا، لم أكن أعلم، مبروك لكما، اعذراني "
بقي مهدي واقفا، ينظر لآدم باستمتاع وهو يمضي محرجا، ثم التفت لملك " هل نمضي؟ "
رفعت ملك عيناها تنظر اليه مندهشة "ألا تظن أنك بالغت قليلا ؟"
أدخل يده بجيبه وهو ينظر حوله " سأبالغ قليلا، اذا رأيت شابا آخر يكلمك بعدها، .. هيا بنا "
"الى أين؟"
بقيت ملك واقفة مكانها، وقد ضمت ذراعيها اليها بعناد، فاستدار يواجهها بابتسامة " أريد أن أكلم خطيبتي قليلا، هل لديكِ مانع؟"
رن هاتفه ليخرجه من حديثه الممتع، فأخرجه من جيبه، ثم نظر لاسم المصل، ليقطب قبل أن يجيب " نعم ؟"
سمع صوت مروى، الذي يبدو مرتبكا مترددا "آسفة اذا كنت أزعجك يا مهدي، أحتاج مساعدتك، اذا استطعت، لا أدري ما الذي أصاب حاسوبي، كنت أريد أن أرسل ملفا مهما لعميد الكلية، لكن يبدو أنني لا أستطيع أن أفعل، لطفا ساعدني .. لدي فقط ساعة واحدة كحد أقصى "
تنهد مهدي ، ثم التفت ينظر لملك، وهو يبعد هاتفه عنه قليلا، "يبدو أنكِ ستتخلصين مني الآن .. لكنك لن تهربي مني طويلا يا ملك .. اعذريني الآن "
زفرت ملك بضيق، ثم استدارت تمضي غاضبة "هل طردني الآن مثلا ؟ تبا "
" اهدئي آنسة مروى، أين أنتِ الآن ؟"
" أنا قد تعرضت لحادثة، فكسرت رجلي، وأنا الآن بالبيت، أنت لم تسأل عني حتى "
قطب " اوه فعلا ؟ لم أكن أعلم، شفاك الله، لكن آسف لن أستطيع المجيئ لبيتك .. "
" أرجوك، فقط ثلاث دقائق، يبدو أن الملف قد أتلف، أنا لن أنسى معروفك معي هذا أبدا "
زفر بضيق "جيد، أعطني العنوان "
طرق باب البيت الذي أمامه، وهو ما يزال مقطبا، وينظر لساعته بين الفينة والأخرى، ففتحت له الباب مروى وقد كانت محيطة رجلها بضماد ..
ابتسمت لمهدي "آسفة لتحميلك تعب المجيئ الى هنا !"
اغتصب ابتسامة باردة " لا بأس، ماذا عن حاسوبكِ؟"
انزاحت تفسح له المجال ليدخل "تفضل "
زفر وهو ينظر للحاسوب أمامه، ثم قطب وهو يرى أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء .. فكان يكفي أن تعيد تشغيل الحاسوب "
أنهى ارسال الملف، ثم تفقد الحاسوب فوجد أن كل شيئ على ما يرام .. فالتفت لها " هل هناك أمر آخر؟"
ابتسمت له ممتنة " لا ، شكرا جزيلا لك.. اسمحلي أن أحظر لك فنجان قهوة "
"لا شكرا " بدت نبرته جافة وهو يبتسم ببرود مؤدب لها "يجب أن أغادر حالا، اعذريني "

زفر مهدي بضيق "أماني، ابتعدي من أمامي "
كانت أماني واقفة أمام مهدي، وقد فتحت ذراعيها مانعة مهدي من المرور، "لا، لن أتحرك من هنا، أريد أن أرى ملك، خذني معك "
نظر لساعته بغيظ "لا وقت لدي، ثم انني ذاهب لعملي، ليس لموعد غرامي، فيما بعد سآخذك معي .. "
أشارت برأسها رافضة "ستأخذني معك اليوم "
تنهد بنفاذ صبر " حسنا ، هيا بنا "
ولجا باب الكلية، ومهدي ممسك بيد أماني بحزم، وهو مقطب، وأماني تبتسم سعيدة، وتبحث عن ملك بين الوجوه .. "ملااااااك "
التفتت ملك تنظر حيث كانت أماني واقفة بجانب مهدي، فتحت ذراعيها وهي تنظر لأماني التي تركض اليها، ..
"أهلا بكِ حبيبتي "
مر مهدي بجانبهما، وهو يمضي بغيظ "أسرعا بالدخول "
أمضيا الحصة وهما يجلسان معا جنبا الى جنب، يبتسمان، ويتكلمان أحيانا، لكنهما تلوذان بالصمت ما ان ينظر لهما مهدي مقطبا،..
توجها بعد انتهاء الحصة، الى كافتيريا الكلية، جلست ملك وأماني جنبا لجنب، بينما جلس مهدي مقابلا لهما ..
"مهدي "
التفت مهدي لوجهة الصوت، فوجد الأستاذة مروى واقفة بجانب طاولتهم "كيف حالك ؟"
نظرت لها ملك بضيق، ثم التفتت تبتسم لأماني ..
"بخير الحمد لله .. " ثم التفت الى قدمها " وكيف حالك أنت؟"
"الآن أحسن شكرا لك ، عندما عرفت أمي أنك أتيت للبيت وهي لم تكن انزعجت قليلا، فهي كانت تريد رؤيتك، لأنني كلمتها عنك طويلا، لكنني وعدتها أنني سأطلب منك المجيئ فيما بعد ، لتتعرف عليك "
نظر لها بابتسامة مؤدبة "ان شاء الله، شكرا لك "
وقفت ملك تنظر لمهدي بلا تصديق، بعد أن غادرت مروى "يعني أنت ذهبت لبيت مروى؟"
تنهد بضيق "نعم يا ملك ! ما المشكل بهذا؟ تعلمين أنني لم أذهب اليها لأحتسي معها القهوة !"
حملت ملك حقيبتها مغادرة، فناداها مهدي "ملك "
تجاهلته، ومضت .. فزفر بلا تصديق، ثم وقف يتبعها
"ملك عندما أكلمك التفتي الي ! ، "
استدارت تنظر له مقطبة "يعني؟"
"يعني أنه لا وقت لصبيانيتك الآن، وأظن أنه موقف تافه، أن تمضي أنتِ هكذا وألحقك أنا، والناس ينظرون لنا !"

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن