غيرة .. مثلا؟

11.3K 321 4
                                    


مضت أيام ومهدي غاضب منها يكاد لا يكلمها أبدا .. يعاملها ببرود وتجاهل يتسفزها، لم ينظر اليها أبدا، أو يوجه لها أي سؤال مستفز كما كان يفعل ..
كان يوزع اهتمامه وابتساماته على طلبته الا هي، لايلتفت حيث تكون، وكان هذا أمر يغضبها جدا ..
ترددت طويلا وهي تنظر له واقفا بجانب مكتبه يجمع أوراقه بهدوء .. كانت ستذهب اليه لتكلمه عندما رأت الأستاذة مروى تستأذن ثم تدخل اليه ..
نظر لها بابتسامة "استاذة .. كيف حالك؟"
"بخير .. وأنت؟"
"في أحسن حال .. الحمد لله .. "
نظر ارضا باحراج ثم التفت ليرى ملك تراقبهما من بعيد، وما ان رأته حتى ادارت وجهها ..
" امم كنت أريد أن أدعوك لنشرب معا شيئا ما .. لكنني خشيت أن لا تقبل "
"اوه في الواقع أنا مشغول قليلا .. أكيد سيكون شرف لي ربما في ما بعد !"
"اوه فعلا .. شكرا لك "
"من دواعي سروري " ثم التفت "ملك !"
كانت تمر بجانبه مغادرة، وما ان سمعت اسمها التفتت "نعم ؟!"
"أستأذن أنا .. يوما طيبا لكما "
التفت بلامبالاة ينظر لملك "انتظري قليلا "
أخرج شيئا ما من حقيبته قدمه اليها "تفضلي هذا من أماني .. "
أخذت الورقة منه وهي تنظر له بدهشة "لي أنا؟"
خلل شعره بيده وهو ينظر أرضا "حسنا انه رسم غبي، أرادتني أن أعطيك اياه ولا أدري لم .. ألحت كثيرا لأعدها بأن أوصلها اليك .. تستطيعين التخلص منها اذا أردت "
تأملت الورقة باعجاب "أهذا أنت؟ رسمتك أنت ؟"
نظرت للورقة بابتسامة لقد كان رسما يشبه مهدي بتقطيبته .. بعينيه، بملامحه .. نظرت له "رسمة جميلة .. اشكرها نيابة عني .. "
كان ينظر أرضا "طبعا .. سيصل .. "
هم بالذهاب قبل أن تناديه "في الواقع أنا .. "
توقف ينظر لها "نعم؟"
" كنت أريد أن أعتذر .. منك، كنت فضة قليلا آخر مرة تكلمنا "
نظر لها بابتسامة باردة "لا عليك .. لا مشكلة "
عضت شفتها بتوتر " شكرا .. أنا ، هل ستقبل دعوة الأستاذة مروى؟"
كان ينظر نحوه بلا مبالاة، ثم التفت لها بدهشة ! "ماذا؟" نظر لها بتساؤل "وهل لديك مانع ؟"
نظرت حولها بتردد "لا فقط .. انت لا تعرفها .. "
ابتسم وهو يتأملها باهتمام، ويراقب ملامحها، ثم وضع يديه بجيبيه وتقدم خطوة اليها " اممم لنقل أنها فرصة للتعرف عليها أكثر .. "
تراجعت للوراء وهي تمسك بالورقة بين يديها بتوتر "و .. ولكنها .. انها ليست من نوعك "
استمر يتقدم نحوها وهي تتراجع للوراء ، "اوه فعلا ! تعلمين حتى أي نوع من البنات أفضل؟ هذا أمر مثير !"
أخرج يديه من جيبيه ليعقدهما أمام صدره وهو ينظر لها بتساؤل "ألا تلاحظين أنك تتدخلين الآن بحياتي الشخصية مثلا؟"
نظرت له بدهشة "هاه ؟ .. " ثم التفتت حولها باحراج "لا .. أنا "
بقي يتأملها بابتسامة وهو مستمتع بارتباكها "هل أسمي هذا اهتماما؟ " " انه أمر عادي، أن أهتم فأنت أستاذي وساعدتني يومها عندما .. كنت مريضة .. ف"
قاطعها "دعيني اتذكر، عندما اهتممت أنا ماذا سميته؟ شفقة ! .. لماذا لا نسمي هذا فضولا مثلا؟"
لمعت عيناها غضبا وهي تلتفت اليه " أنت محق .. أتدري ماذا اذهب الى الجحيم .. " همت بالذهاب ليوقفها سماع اسمها "ملك .. " التفتت اليه "لماذا لا نكمل نقاشنا حول ما يسمى اهتمامنا في كافتيريا الكلية .. أنا متأكد سنجد حلا وسطا .. " ابتسم وبقيت هي تحملق به .. لأول مرة تنظر له وهو يبتسم، لتكتشف أن ابتسامته جميلة !
فكرت قليلا قبل أن تبتسم باستفزاز "لا تحلم كثيرا .. فلا يوجد شيئ اسمه "اهتمامنا" آسفة على سؤالي .. والآن اعذرني"
همس لها وهي تغادر "لن تفلتي بها يا ملك "

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن