جميلة .. لكنها مندفعة قليلا

9.9K 299 8
                                    


وقفت منار مصدومة وقد غابت بسمتها وأنس يغالب ابتسامته وقد وضع يديه بجيبه "أظن هذا !"
توترت وتلعثمت واحمرت وجنتاها .. "أ .. أنا "
قبل أن تخفض رأسها باحراج، ثم تستدير مغادرة بسرعة، فكل ما تريده الآن أن لا تقع أنظارهم عليها، خصوصا نظرة ذاك الشاب الساخرة ..
استدارت وهي تلعن غبائها، لكن قاطعها تعثرها بالكرسي الذي لم تلق له بالا وكان أمامها، كادت أن تسقط لولا أنها استعادة توازنها في آخر لحظة ..
كتم أنس ضحكته قبل أن يقول لها بنبرة ساخرة "احذري"
أكملت مسيرها وهي تغمض عينيها وتضغط على يدها من شدة الغضب، والتور، والحرج "تبا لك".
أقفلت الباب من ورائها بعنف وهي تهرب، ليلتفت أنس بعدها ينظر لملك باستمتاع وابتسامته معلقة بجانب فمه "لا بأس بها جميلة.. لكنها "مندفعة" قليلا.. "
كانت ملك تنظر أرضا وهي تكتم بسمتها ..
اقترب منها وهو ينظر لها برضى قبل أن يضع يده على ذقنها لتنظر اليه "ما اسم حارستك الشخصية الجديدة؟"
التفتت عنه "اسمها منار .. انها لطيفة جدا"
ادخل يديه بجيبيه قبل أن يتمتم "همم أستطيع أن أرى "
ألقى نظرة سريعة على ساعته، قبل أن ينحني قليلا ليقبل رأسها "أراكِ في البيت يا ملك "
ضمت يديها بتوتر قبل أن تشير له برأسها أن نعم ..
تنهد "جيد .." ثم استدار مغادرا، فرفعت عيناها تراقبه يمضي بخطوات متأنية قبل أن يفتح باب المكتب ثم يختفي من ورائه ..
خرجت ملك تتجول في رواق الشركة .. ترى الناس منشغلين يروحون ويجيؤون مسرعي الخطى بجوارها كل هائم في عالمه .. لترى مكتب أول شخص تكلمت معه عندما دخلت الشركة ليحني لها رأسه محييا مبتسما ويشير اليها بالاقتراب ..
"أهلا بك آنسة ملك .. هل وجدت الجناح الذي قلت لك عنه؟"
اشارت برأسها ايجابا "نعم شكرا لك"
"جميل، أخبريني اذا احتجت لأي شيئ أو شخص ما .. اذن كيف كان اول يوم لك في التدريب؟"
ابتسمت بخجل وهي تنظر ارضا "جيد .. الحمد لله"
نظر امامه لبرهة ثم التفت اليها كأنه اكتشف أمرا .. "هناك متدربين آخرين من نفس مدرستك، لكنهم بالجناح الثاني لفرع المعلوميات هنا، تستطيعين التنسيق معهما لتعملون معا، او تعينو بعضكم، اذا اردت يمكنني أن آخذك اليهم !"
ترددت قليلا وهي تنظر ارضا ثم التفتت اليه " حسنا، لم لا؟"
فوقف مشيرا اليها بان تتبعه .. ففعلت.
ألقى أنس بنفسه بتعب على كرسي مكتبه وهو ينهد .. ثم نظر الى ساعة يده.. لتقاطعه مساعدته "أنس!"
التفت اليها متسائلا.. ليراها تنظر له بخجل "هناك شخص ما يريد مقابلتك! "
ابتسم لها وهو يقول "دعيه يدخل"
غابت بسمته وهو يرى مريم تدخل اليه .. ليلتفت يبتسم لمساعدته أميمة "تستطيعين الذهاب"
بادلته الابتسام قبل أن تنصرف بهدوء وتقفل الباب ورائها ..
نظر أنس للفتاة الواقفة أمامه بوجوم وهو يدخل يديه بجيبيه "بماذا أساعدك؟"
"أنس!"
التفت اليها ينظر لها بلا مبالاة ليقول لها بجفاء "لماذا لا تجلسين؟ تفضلي .. "
جلس في مكانه وهو يشير اليها ان تجلس ففعلت ..
فضم يديه اليه ينظر لها ببرود "والآن ما الأمر ؟ هل أنت مريضة؟"
ظرت له برجاء وهي تعلم أنه عندما يقسو أنس فهو لن يلين بسهولة أبدا!
همست باسمه "أنس .. لا تعاملني هكذا!"
رفع بصره ينظر لها بعينين أخذ الغضب يتسلل اليهما وهو يزفر بسخرية "عن ماذا تتحدثين؟ كيف تريدين ان أحادثك آنستي؟ .. اوه نسيت، من الممكن أنك تريدينني أن أجذبك من ذراعك، وألقي بك خارجا كما فعلت بأختي عندما أتت اليك ؟"
ثم زفر بنفاذ صبر وهو يحرك كرسيه بتوتر "والآن لم لا نتكلم في المهم .. ماذا تريدين؟"
بدى التوتر على وجهها وهي تنظر له باحراج .. "أنا .. ف"
قاطعها بجفاء "أسرعي رجاء .. لا وقت لدي"
"سامحني يا أنس أنا آسفة .. لم أقصد.."
وقف بغيظ وهو يدفع كرسيه، ثم نظر اليها "لو فقط كنت أنا من أهنت لما انزعجت أبدا، لكن أنت واجهت أختي وألقيت عليها بكلماتك، وصببت عليها غضبك هي .. لن أسامحك على ما فعلته بها أبدا، والآن اعذريني .. انتهى دوامي"
ثم توجه نحو الباب بخطوات غاضبة، ثم اختفى من ورائه ..
كانت ملك جالسة وراء مكتب مهدي منشغلة تحاول ما طلبه منها مهدي، ليفتح الباب ، ويطل من ورائه وجه منار، وهي تبحث في الغرفة بعينيها "هل خرج؟"
ابتسمت ملك وهي تنظر اليها "نعم .."
تنهدت منار بارتياح "يا للاحراج، لم أمر بحياتي بموقف مشابه، لم لم تقولي لي ان لك اخا متغطرسا كهذا!"
"متغطرس؟ من؟ أنس؟"
"نعم .. يبدو شديد الثقة بنفسه، بوقفته، ونظراته الهادئة، وصوته المستفز اوه يا الهي"
نظرت لها ملك بدهشة "غير معقول .. اول مرة فتاة لا تعجب بأخي .. عادة هو محبوب الجماهير ويعجب الجميع "
نظرت لها منار بضيق "فعلا .. ما علينا .. هل انجزت ما طالبك به مهدي؟ انت لا تعرفينه ذاك المعقد، يثور غضبا ك.."
فتح باب المكتب ليدخل مهدي مسرعا .. ليلقي على المكتب بحقيبته، ثم يلقي بنفسه على الكرسي بتعب وهو ينظر لمنار "الم اقل لك ان لا تزعجيها؟ تبا لك يا منار اخرجي من مكتبي"

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن