مفاجأة!

9.7K 276 3
                                    

نظرت منار لمهدي بضيق، ثم التفتت تبتسم لملك "حسنا حبيبتي، يجب أن أغادر الآن، فالمثل يقول اذا حظرت الشياطين غابت الملائكة .. " 
ثم التفتت لمهدي تنظر له باستفزاز، بينما هو كان يحمل هاتفه يلعب به بلا مبالاة .. ثم زفر عند سماعها جملتها ثم تجاهلها وهو يبتسم .. 
خرجت منار ثم أقفلت الباب ورائها .. ليلتفت هو ينظر الى ملك "اذن؟ كيف كان أول يوم لكِ بالتدريب؟" 
تلعثمت وقد توردت وجنتاها، فهي لم تعتد أن يكلمها بلطف، وهو ينظر لها .. نظرت ليديها وهي تلعب بالقلم بينهما "أ .. أنا" 
رن هاتفه، ليقطب وهو يرى اسم المتصل، قبل أن يأخذه الى أذنه ويقول لها "اعذريني .. " 
نظرت له وهو يمضي مبتعدا، وكلامه يبدو كالهمس، ثم رأته يبتسم .. قطبت وهي تحس بقلبها يتقلص، ثم التفتت تنظر لساعتها "لقد حان وقت راحتي .. " 
نظرت لمهدي من بعيد لتجده مازال منشغلا بالكلام في هاتفه .. يكاد لا يحس بشيئ أبدا ! 
خرجت ملك من المكتب .. تتأمل المبنى والمكاتب .. تمضي وتراقب بصمت، وتحاول البحث عن منار .. 
اصطدمت بشخص ما مجددا .. ثم ابتعدت بسرعة لتسمع صوتا مألوفا "أنا آسف .. أنتِ؟" 
نظرت مندهشة الى آدم الذي كان ماثلا أمامها "آدم .. ماذا تفعل هنا؟" 
كان يبدو مستاءا لكنه يحاول الابتسام وهو ينظر اليها "لا شيئ .. جئت لأرى أبي .. انه صاحب هذه الشركة، ثم انني أتدرب هنا بين الفينة والأخرى .. وأنتِ؟" 
"أنا أتدرب أيضا هنا .. " 
ابتسم "أمر جميل .. اذن كيف تجدين التدريب؟" 
فكرت "لا بأس، أنا أحاول .. كنت أتجول وأحاول استكشاف المكان هنا .. " 
"اوه فعلا؟ .. تعالي معي سأريك كل شيئ هنا " 
نظرت له وهو يمضي أمامها، لأول مرة تراه لا يضحك كثيرا، بل يبدو جديا قليلا وهذا حيرها، ولأول مرة أيضا تنتبه لأنه يعرج قليلا باحدى رجليه، رغم ان هذا الأمر يكاد لا يظهر لمن لا يلاحظ كثيرا .. "هل تؤلمك رجلك؟" 
سألته وهي تنظر له بتساؤل ليلتفت اليها .. وقد غابت ابتسامته وحل محلها نظرة قلقة متوترة "لا .. انها لا تؤلمني " 
كانا يمضيان معا في الرواق وهو يمرر يده على شعره الطويل قليلا بتوتر .. "هل كانت حادثة؟" 
نظرة التردد بعينيه جعلتها تقول بابتسامة محرجة "حسنا .. اذا لم تكن تريد الكلام عن الأمر فلا بأس " 
ابتسم بأدب وهو يقول لها "لا .. لاعليك .. تعالي معي" 
كان يمضي بجانبها بأدب، يشرح لها طريقة عمل الشركة، وعدد الأجنحة، وتخصص كل قسم .. 
ثم التفت اليها ينظر لها بابتسامة "ربما أصبتك بالملل .. فلا أحد يهتم لمثل هذه الأمور " 
نظرت أرضا بابتسامة "لا أبدا، من المثير معرفة كل هذه الأمور " 
"اوه انه هنا .. " وقف ثم أشار لها بيده ، فالتفتت تنظر "هنا أتدرب أنا، هل تدخلين ؟" 
نظرت لساعتها بتوتر "لا أظن أنني يجب أن أعود الآن فربما تأخرت" 
نظر لها بدهشة كأنه الآن فقط انتبه للوقت "اوه فعلا، هيا بنا سأوصلك لجناحك .. أين يوجد؟" 
فكرت قليلا "أنا لا أذكر الاسم جيدا لكنني أظن أنني أذكر أين يوجد" 
ابتسم "جيد هيا بنا! .. " 
وصلا أمام القسم الذي تقوم فيه بالتدريب، فالتفتت تنظر له لتجده يحملق بالباب بدهشة "لا تقوليها! هل المشرف عنك هو السيد "غبي"؟ " 
ابتسمت وهي تشير برأسها أن نعم، "اوه ، انك فعلا لا حظ لك .. " 
ضحكت، ليفتح باب المكتب بعدها، ثم يطل من ورائه مهدي بقامته الطويلة، مقطبا .. ليجدهما كانا يضحكان معا .. "هل أزعجكما؟" 
التفت له آدم "أهلا سيد مهدي، سرتني رؤيتك، في الواقع لي عمل يجب أن أكمله .. هل أحد ما يناديني؟ اعذراني" 
ثم مضى يحاول كبت ابتسامته، وملك واقفة تنظر أرضا..
رفعت رأسها تنظر اليه، فوجدته يراقبها بنظرة غاضبة .. هربت منها بالدخول الى المكتب بهدوء متجاهلة وجوده .. 
"ما الذي تظنين أنك تفعلين؟" 
التفتت له مندهشة من نبرته الجافة "نعم؟" 
"ماذا كنتِ تفعلين مع هذا ال .. " 
تنهد وهو يحاول كبت جماح غضبه " هل أتيت لهذه الشركة للتدريب؟ أم للتسكع مع أصدقائك فيها والضحك معهم؟ .. " 
نظرت له بلا تصديق "ولكن .. ؟!" 
تجاهل محاولتها الجواب مكملا كلامه "أنت هنا تحت اشرافي، والمكان المخصص لكِ هنا، وهذه آخر مرة يحصل فيها أمر كهذا!" 
" من تحسب نفسك لتكلمني هكذا؟ " قاطعه سؤالها بحدة "أنت ليس لك الحق لتعاتبني على أي شيئ .. وهذا أمر خارج نطاق اشرافك، أنا لست عاملة عندك لتخاطبني هكذا، واذا كان التدريب يكون بهذا الشكل، فأنا يسعدني أن أقول لك أن لا رغبة لي في اكماله أبدا ولا برؤيتك .. ثم لماذا تسألني؟ " 
كان واقفا عاقدا ذراعيه ينظر لها ببرود، "هل سألتك أنا أين وصلت مع الأستاذة مروى؟ هل سألتك من الذي كلمك قبل قليل؟ ولماذا بدوت متوترا وتهمس وتخلل شعرك بيدك؟" 
كان ينظر لها مندهشا .. ثم ندت عنه ابتسامة وهو يرى غضبها .. "ومن قال لكِ لا تسألي؟ " تقدم نحوها وهو لا يزال يغالب ابتسامته "اسأليني وسأجيبك!" 
تراجعت للوراء وهي تنظر أرضا وتتلعثم "ماذا تقصد ؟" 
"لقد كان أخوكِ أنس .. كنت اتصلت به من قبل، ولم يجبني، وعندما وجد اتصالي ، كلمني " 
نظرت له بلا تصديق "أخي؟ ولم اتصلت به؟" 
وقف أمامها بابتسامة "امم لنقل أنه لشيئ يخصك " 

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن