أنا عائلتكِ

8.6K 271 4
                                    

وقفت منار تنظر أمامها، ويديها على خصرها، تتأمل هل ينقص شيئ ما، ثم التفتت لأنس تنظر له بابتسامة "أظن أن كل شيئ على ما يرام الآن "
رفع أنس اليها عينيه ينظر لها بامتنان "شكرا لك .. فعلا "
ثم التفت ينظر حوله، "ما رأيك أن نشرب شيئا معا؟ لنرتاح قليلا، ولأعبر عن شكري لك "
فتحت عيناها دهشة وهي تحملق به "أنس كم الساعة ؟"
رفع يده ينظر لساعته اليدوية "انها الثالثة والنصف .. لم ؟"
"هاه !" وضعت يدها على فمها مندهشة، ثم التفتت الى أنس الذي كان ينظر لها بتساؤل "سيقتلني مهدي ! انه سيقتلني .. تأخرت كثيرا .. "
ابتسم أنس وهو يتأملها بمرح "أوه فعلا؟ .. هيا بنا سأوصلكِ، اذا أردت يمكنني أن أتكلم مع مهدي .. "
"اوه كلا .. هيا بنا، هيا الآن لنذهب .. "
أوقف أنس سيارته أمام باب الشركة، ثم التفت ينظر لمنار التي فتحت الباب السيارة، "على مهلكِ "
كادت أن تتعثر وهي تخرج، "آسفة .. آسفة، يجب أن أذهب .. "
ضحك أنس "ربما يجب أن أعيد النظر، في الموافقة عن خطبته لأختي، فأنا لا أريد أن تصاب بهذا الذعر .. "
التفتت وهي تمضي مسرعة "لا عليك .. ملك قوية ستروض هذا الأسد كن مطمئنا .. آه "
اصطدمت بباب الشركة، فأغمضت عيناها غيظا، ولم تجرؤ على أن تلتفت بعد سماعها ضحكة أنس .. دفعت الباب بغضب، ثم دخلت وهي تردد "تبا لك يا مهدي "
____________
جالسة ملك على سريرها، وقد ضمت اليها ركبتيها، تحدق أمامها بشرود، لا تدري هل تصدق أم لا، هل هي في حلم ربما؟ اليوم خطبتها، اليوم ستصير خطيبة مهدي ..
زفرت وهي تحاول تنظيم نفسها الذي يتسارع كلما تذكرته " اه منك يا مهدي "
طرق باب غرفتها، ثم أطل وجه أنس مبتسما، "ملك هل استيقظت ؟"
ابتسمت وهي تشير اليه مجيبة برأسها ..
خطى نحوها، ثم اتخذ مكانا بجانبها، "كيف حالك اليوم؟"
كانت تنظر خجلة ليديها، فامتدت يده يرفع ذقنها اليه، لتنظر اليه، فأجابته " أ .. أنا بخير، الحمد لله "
تنهد برضى " اذن هيا بنا حبيبتي، الفطور جاهز .. يجب أن تجهزي نفسكِ .. "
"حسنا .. " نظرت له بتردد "امم أنس "
نظر لها " نعم ؟"
" خالتي .. "
قطب، وهو يقف، ثم أدخل يديه بجيبيه "ملك، لا تتأخري، انظري الي "
رفعت نظرها اليه، " أنا فقط هو عائلتك، وأنت عائلتي، ولا مكان لشخص آخر بيننا، أتمنى أن تفهمي هذا "
أدار لها ظهره، ثم مضى، ليغلق الباب ورائه.
تنهدت بضيق، كانت تود أن تكون خالتها معها بهذا اليوم، أو أي شخص من عائلتها تتقاسم معه فرحتها، ألقت برأسها بين ذراعيها، وهي تحاول تذكر، ضباب ما بقي بذاكرتها عن والدتها، ثم همست "ليتك كنت معي يا أمي " ..
_____________
كانت ملك جاهزة تنظر لنفسها بالمرآة، وهي ترتدي فستانها الطويل الوردي الذي أهداها اياه أنس، حجابها الأسود الأنيق الذي يحيط بوجهها، القليل من الكحل حول عينيها، بدت رائعة بأناقتها البسيطة التي تأخذ الأنفاس ..
التفت حول نفسها وهي تبتسم، ثم استوقفتها رؤية أنس واقفا وقد استند على الحائط، ضاما ذراعيه بين يديه، ينظر لها مبتسما ..
"أنس ! "
غطت وجهها بيديها خجلة " ماذا تفعل هنا "
"أنظر لأختي الجميلة .. ، منذ متى أصبحت عروسة رائعة هكذا ؟"

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن