لعبة القط والفأر

13.9K 372 4
                                    

أكمل توزيع الأوراق، وهو يلقي عليها بين الحين والآخر نظرة متشككة، وهي تبتسم لا مبالية به، ولا بورقته التي وضعها بجانبها ..
" احم الأوراق التي وزعتها عليكم قبل قليل، هي أوراق اختبار، لأرى مستوى كل شخص فيكم، وكذا طريقته في البرمجة .. الخ ، من فضلكم ابدأو .. "
نظرت لورقتها بذهول "اهذا كله اختبار مستوى ؟ لو كان امتحان اجتياز المدرسة العليا للمهندسين لربما كان أسهل " ، نظرت لصديقتها بتساؤل فوجدتها مصدومة هي أيضا.
حملت قلمها بين يديها تحاول كتب أي شيئ، وهي تحس بنظراته الساخرة تقع عليها بين الحين والآخر .. "حسنا انتهى الوقت " كادت أن تصرخ غضبا "ماذا؟"
"نصف ساعة هي مدة كافية لأرى مدى ذكاء كل شخص فيكم والآن، اعطوني الأوراق "
كان يراقبها من بعيد بضيق، "لماذا تبتسم ؟ لماذا لم تحاول أن تدافع عن نفسها او تنفي الأمر؟" لاحظ بضيق بعض الشباب وهم يتنحون عن طريقها باحترام ليفرغو لها الطريق فزفر بسخرية "هراء .. " مد يده ليأخذ منها ورقتها لكنها تجاوزته مقطبة لتضع الورقة على مكتبه ثم ترجع مكانها بهدوء مستفز.
تجاهل الأمر، وحاول تجاهلها أيضا، فهي لا تستحق أن يضيع وقته في في أمرها.
مضى وقت وبدى هو مستمتعا بالكلام مع الشباب، يمازح بعضهم، ويسأل البعض الآخر .. حتى البنات كانو يسألونه أحيانا فيجيبهم بابتسامة لبقة .. بدى وكأنه يعرفهم منذ زمن ..
كتب لهم بريده الالكتروني على اللوحة وهو يقول "حسنا .. ليبعث لي كل واحد رسالة من بريده الالكتروني لي ، لكي ارسل لكم تمرينا .. من لم يكمل انجازه، فلا يتعب نفسه بالمجيئ لأنني لن أسمح له بالدخول .. انتهت الحصة "
دخل غرفته وهو غاضب جدا مجددا ، كيف تستطيع أن تستفز أعصابه هكذا؟ لقد كان يلاحظ كل حركة تقوم بها وكل ضحكة استهزاء تصدرها، لكن كان يقابلها بلا مبالاة وتجاهل تام.
القى بنفسه على أريكته وهو يتنهد، ثم أغمض عينيه يريد أن يرتاح قليلا ..
طرق الباب بلطف، "ادخل"
دخلت اماني وهي تحمل كتابا صغيرا بين يديها "مهدي .. أريدك أن تحل معي مسألة في الرياضيات"
أجاب وهو ما يزال مغمض العينين "اذهبي الى أمي، فأنا متعب الآن "
"أمي مشغولة أيضا وأنا .. "
"لا تزيدي من صداع رأسي رجاء، اخرجي من غرفتي حالا، ولا تعودي لها أبدا، "
"ولكن يا مهدي "
زفر بضيق وغضب "الا تسمعين؟ فقط اخرجي !!"
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تنظر له بألم "حسنا "
"جيد .. أقفلي الباب ورائك "
خرجت مسرعة تركض من الغرفة "تبا ستذهب لتبكي على أمي الآن"
فتحت والدته باب غرفته بغضب "مهدي "
مرر يده على وجهه بنفاذ صبر "نعم يا أمي .. "
"كيف تجرأ أن تكلم أماني بهذه الطريقة؟"
وقف أمام والدته، وهو ينظر لها بضيق " أمي "
نظرت له بعتاب "من أين تأتي بكل هذه القسوة أنا لا أعلم، كيف تقسو على أختك الصغيرة هكذا؟"
نظر لوالدته بقسوة وعيناه محمرتان غضبا "بربك يا أمي انها ليست أختي .. انها ابنة زوجك فقط!"
نظرت له والدته بصدمة "مهدي؟ كيف تجرأ؟ انه والدك !"
استدار ينظر لخزانته بألم والغضب قد أخذ منه كل مأخذ، وهو يحاول ظبط اعصابه امام والدته "ذاك الرجل ليس أبي .. ولا أعرفه أبدا "

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن