أنا أحبكِ

10.2K 283 7
                                    


"مفاجئة ؟ لي أنا؟"
ابتسم وهو يشير برأسه مجيبا ..
"لكنني لن أقولها لكِ حتى تشربي الحليب !"
نظرت له بضيق "مهدي .. بربك !"
ابتسم وهو يرفع حاجبيه باستمتاع "انه شرطي الوحيد، هيا اشربي .. "
فكرت قليلا وهي تنظر له بغضب، ثم نظرت للكأس الخليب بضق، قبل أن تعقد ذراعيها أمامها "لن أشربه .. "
رفع كتفيه بلامبالاة .. "حسنا لا تفعلي .. أنتِ الخاسرة "
لمعت عيناها غضبا "أ .. أنت فعلا شخص لا يطاق "
حملت الكأس بغضب بين يديها، ثم أخذته الى فمها تحاول أن تكمل شربه في رشفة .. فسال منه القليل على فمها ..
ضحك وهو يقدم لها منديلا "ألم أقل لك طفلة؟"
فتجاهلت يده الممدودة نحوها، ثم مسحت بيدها القليل من الحليب على فمها، ثم نظرت اليه وهي ما تزال مقطبة " والآن ؟ ما المفاجئة؟"
فكر قليلا وهو يتأملها "كنت سأقول لكِ أنني حددت موعدا مع أخيكِ لنأتي لنطلب يدكِ .. لي، لكن بعد ما رأيت الآن، أظن أنني سأغير رأيي "
نظرت له مصدومة تكاد لا تعي ماذا قال، "ماذا قلت؟"
اقترب منها قليلا، وهو ينظر لعينيها بطريقة جعلتها تبعد عينيها عنه بعيدا ..
"أنا أحبكِ يا ملك "
"هاه " التفتت اليه تكاد تضحك، هي لن تستطيع تحمل كل هذه الصدمات بيوم واحد ..
وقفت وهو ينظر لها ويراقب اضطرابها، "اعذرني "
مشت مسرعة مغادرة المطعم تكاد تركض، لا تدري لم تحس فقط أنها بحاجة أن تهرب، قبل أن يفعل ذلك قلبها الذي تحس به ينبض بعنف بصدرها، "هو يحبها؟ هل هذا معقول ؟"
بقيت تتردد بداخلها حد الهذيان، "هل هو جدي؟ انا لا أصدق "
دخلت من باب الشركة، تكاد لا ترى شيئا أمامها، فقط هي هاربة ربما من مشاعرها، ربما من تأثير مهدي وما يستطيع أن يفعله بها .. الى أن أحست بشخص يمسك بذراعها، ويديرها عنده ..
"منار !"
راقبتها منار بقلق، وهي ترى اضطرابها، وشرودها "ما بكِ؟"
عانقتها ملك، بدون أن تقول شيئا، فقط ألقت بنفسها عليها وقد ظهرت ابتسامتها على شفتيها "أنا سعيدة جدا "
ربتت منار على ظهر ملك وهي تضحك، وبعينيها تساؤل " هذا جيد، وهل يمكنني أن أعرف ما السبب؟ حسنا لا تتكلمي الآن .. "
ابتعدت عنها ملك بلطف وهي تتنهد تحاول تنظيم تنفسها المضطرب، "أنا آسفة .. "
ضحكت منار بمرح "لا حبيبتي، لا داع للأسف، هيا بنا بعيدا عن هذا المكان .. "
أخذت بيدها تجرها جرا، وملك تتبعها بابتسامة ..
دخلتا المكتب، فجلست منار وأجلستها بجانبها، "اذن احكي لي ما الأمر ؟ هل له علاقة بالرئيس؟"
ثم ابتسمت لها، وهي تغمزها ..
حكت لها ملك ما وقع، ففغرت منار فاها بملك صدمة وهي تكاد لا تصدق .. "أمتأكدة أنه كان مهدي؟"
صرخت منار فرحا حتى قفزت ملك فزعا، وهي تحضنها بين يديها "أنا سعيدة لك جداا "
طرق الباب، ليدخل بعدها مهدي المكتب، وهو يبدو محرجا يتحاشى النظر لهما، .. "نسيت مفاتيحي "
حانت منه التفاتة لملك، ليجدها تراقبه من بعيد، ثم نظر بعدها لمنار "هل أنهيتِ الأوراق التي طلبتها منكِ؟"
"نعم .. انها على مكتبك " كانت تغالب ابتسامتها، وهي تنظر له بمرح، فقطب وهو يعقد ذراعيه أمامه "ما المضحك ؟"
وضعت يدها على فمها تحاول كبح ضحكتها، وعندما لم تستطع ركضت نحو باب المكتب تفتحه، ثم تذهب خارجا ..
زفر مهدي بضيق "غبية "
كانت ملك واقفة بدون حراك، وحتى لو حاولت لن تستطيع، فهي لا تعلم ماذا تقول ، ولا ماذا تفعل، التفت لها "ملك ! تستطيعين الذهاب .. انتهى دوام اليوم "
تلعثمت وهي تحاول أن تقول شيئا .. "اه حسنا .. أ .. أنا "
حملت حقيبتها، ثم التفتت اليه تحاول أن تقول شيئا، لكن ما ان رفع رأسه ينظر اليها حتى اضطربت مجددا، ثم قالت له "الى اللقاء "
ابتسم "اهتمي بنفسك جيدا "
لم تعلم كيف ولا متى وصلت لبيتها، لتلقي بنفسها على الأريكة وهي تتنهد، وكلمة "أحبك يا ملك" ما تزال تتردد بذهنها، وهي تبتسم ..
"حبيبتي .. "
فتحت عيناها بفزع، فهي كانت تحسب أنها وحدها بالبيت، لترى انس واقفا امامها عاقدا ذراعيه، يبتسم "كيف حالك اليوم؟"
تلعثمت وهي تخفض عيناها تنظر أرضا باحراج " الحمد لله بخير .. "
اقترب منها يتخذ مكانا بجانبها، "أنتِ لن تبتعدي عني أليس كذلك؟"
نظرت له مندهشة لتجد بأنه جدي، ينظر لها بتساؤل وينتظر جوابها ..
"أنس ! .. إنت تعلم أنني لن أفعل "
أخذها بين يديه، وقد وضع ذقنه على كتفها "لكن هناك من يريد سرقتك مني "
"أنس .. سامحيني يا ملك ما كان يجب أن أكلمك بتلك الطريقة، ولا أن أزعجك، أنا آسف"
ربتت بيدها على ظهر أخيها "لا بأس يا أنس، سامحتك منذ زمن "
ابتعد عنها قليلا يتأمل وجهها "كبرت يا ملك، وصار الناس يكلمونني يريدون خطبتك مني "
نظرت له مندهشة، فأكل وهو يبتسم، "بعد ثلاثة أيام، سيأتي مهدي، لخطبتك، هل توافقين؟"
تلعثمت وقد احمرت وجنتاها " أ .. أنا "
ضحك بعمق، وهو يأخذ يده لوجهها، يجذب خدها بلطف "وصلني الجواب .. "

لأنكِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن