{30}

5K 250 204
                                    




-Mafia hideout-





كانت الأجواء السائدة بهذه البقعة من الأرض الغير معروفة, يحيطها صمت و برود قارس بعد الأحداث الأخيرة
كأنهم لم يخسروا عضو و نائب مهم من صفوفهم, طالما الزعيم أمر بإقصائه من المافيا و الحياة, لن يجرؤ أي ثغر على نطق كلمة معارضة
مهما كان الشخص مهماً بنظرهم و مفيد لمصالحهم, بعد أوامر الزعيم لا يأتِ سوا الطاعة العمياء و الخالية من التردد للنخاع
طرق ذاك الباب العاجي طرقات هادئة ثم دخل منه أليكزاندر برزانة و ذقن مرفوع بكبرياء روسي
توجه بثبات ناحية المكتب الذي يجلس خلفه زعيمه بعدما طلبه للحضور
تحدث بعمق و يديه قد دسها داخل جيب بنطاله
-لم أتوقع أن تنهي حياته بهذه السهولة أيها الزعيم المبجل, أصبح لدينا مكان شاغر
ارتشف أندريه الجالس على مقعده الجلدي من نبيذه اللاذع ليجيب بصوت أجش
-لم يعد يلزمني, من يعبث دون هوادة و ليس كفؤ لتنفيذ أوامري, أرسله أعمق منطقة في الجحيم
قام برفع كتفيه المشدودين بلا مبالاة ثم أردف بعد تقطيبه لحواجبه
-ماذا عن الفتاة ؟, هل أحضرها لك؟
انفرجت شفتاه بغموض فيما عيناه تلمع باستمتاع متصلب
-لا دعها, لم أعد أرغب بها الأن, عندما يحين الوقت ساحضرها بنفسي
استغرب كلمات زعيمه المريبة, فهو لم يهتم يوماً بأي شخص أو صرح بأنه سيهتم بأمره شخصياً
فأندريه رغم كونه الزعيم إلا أنه لم يقم بتوسيخ يديه بجريمة حتى هذه اللحظة بشكل مباشر
صمت أليكزاندر بتعابير متجهمة فيما إلتف الجالس نحوه بجذعه بطريقة تنم عن الجبروت و الكبرياء العالي
قال بتقطيبة بينما يحدق نحو الشيطان بثبات
-هناك أمر أخر أرغب منك بفعله يا أليكزاندر, لهذا لا تخيب ظني
افترش إبتسامة مائلة مشبعة بالخبث و الحدة
-و هل جاء يوم خيبتُ فيه ظنك أيها الزعيم!, أنا طوع أوامرك دائماً
هز أندريه رأسه ببرود ثم قام بوضع كأسه جانباً حيث وقف على ساقيه بعظمة و رزانة
أردف بعد لحظات بقسوة و هو يخرج صورة  من درج المكتب و يمدها أمامه
-رافاييل تحداني و بدوري يجب أن أحطم له رأسه, حذرته مائة مرة من إغضابي فأخذ دور الأصم, لـ يحتمل العواقب إذن
تمتم مكملاً بحده غليظة بلغته الروسية
-إفعل ما يتوجب عليك يا أليكزاندر
جذب الصورتين و بدأ يتأمل فيها بسكون قاتم, إبتسم بعدها ابتسامة صفراء لعينة و شيطانية
رد بطاعة
-اعتبر الأمر قد إنتهى, ستكون ضربة ساحقة لدرجة سيرتعب كلما سمع إسم المافيا أمامه, ربما يتعلم ألا يحشر أنفه في قضيتنا حتى الممات
عاد للجلوس ثم مال بظهره للخلف باسترخاء تام
همهم بشفته ببرود, ليخرج سيجارة مصنوعة يدوياً و هي من النوعي الكوبي ذات شكل فاخر
قام بإشعالها ينفث دخانها بالهواء مضيفاً
-جيد, يمكنك الانصراف, و وافني بآخر المستجدات بعدها
إنحنى بإحترام و بعد ذلك غادر المكتب كـ شبح ينسل دون أي صوت, أكمل أندريه استنشاق سيجارته
بينما يهمس وهو يراقب الدخان يتشتت في الهواء و يتلاشى
-جيوفاني العزيز ها أنا قد فعلتها, أخيراً وجدتُ ما كنتُ أبحث عنه لسنوات, ألماسة شاتروفا الفاتنة التي سلبت مني, سوف أعيدها لأحضان الأم الروسية
ابتسم ابتسامه جانبيه غامضة بينما عيناه تنزلان لملف موضوع أمامه على المكتب

"روايـة الصِـراع"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن