Lancaster Palace/9:00PM
إنتصب بجسده أمام مرآة جناحه الفاخر يجهز نفسه بتعابير خاوية, حيث كان قد إرتدى ثياباً أنيقة شبابية, عبارة عن جينز و تيشيرت منتهية بجاكيت جلدي ترابية
تاركاً شعره الكثيف نازلاً على وجهه حيث صففه بعناية حتى يخفي به معالم وجهه المعروفة كـ تمويه للفضوليين
كان منسجم لدرجة النسيان بأنه قد وضع هاتفه على الوضع الصامت, بحيث واتته عدة إتصالات من رافاييل و لم ينتبه
بعدما إنتهى من تضبيط هندامه، قام تفقد سلاحه الشخصي بصناعة روسية ذات لون رصاصي لامع
تآكد من مخزن الرصاص, عدل وضع مقبس الآمان ثم لم يلبث أن دسه قرب كعب قدمه ليسهل عليه إخراجه بحالة الطواريء
هم بإرتداء ساعة يده بهدوء و بينما يفعل هذا سمع طرق خفيف على الباب ليأذن للطارق بالدخول بينما يركز على ما بيده
فُتح الباب و دلف الضيف لصدر الغرفة يلوح بيد فيما الآخرى قد قام بدسها بجيب بنطاله الأسود
رفع إيفان رآسه يحملق بالشخص الذي دخل حيث سرعان ما لاحت إبتسامة جانبية حينما رآى إنعكاسه أمامه بالمرآة
كان ايان قد إرتدى بنطال جينز أسود فاحم و قميص أبيض مع سترة زرقاء
سرح شعره للخلف بحركة فوضوية أنيقة فـ لمع القرط النحاسي الذي يخرم أذنه اليمنى !
إتخذ مكانه قرب إيفان هاتفاً بإبتسامة واسعة
- ما كل هذه الأناقة يا رجل!, رفقاً بقلوب العذراوات
إنتهى إيفان من تعديل ساعته ليحدق بوجه الآخر يطلق ضحكات ساخرة
- بحقك!, من يسمعك سيظن بأن النساء هناك عذراوات و لسن عاهرات للمافيا, كما أن أخر همي جذب هذا الصنف الرخيص و الدنيء, لن يطئن حتى موضع قدمي
تنهد إيان بعمق يهز رأسه في إبتسامة لطيفة يدرك خبايا مقصد كلماته بينما دقق إيفان في شكله ليعلق مصفراً بحماس
-آوه هل علي قول ذات الشيء لك يا إيان يوجين لامار
غمز بطريقة عفوية جاعلاً من إيفان ينفجر ضاحكاً بإجفال
قام بالدوران حول نفسه بغرور يفترش بسمة ماكرة يرفع حاجبه في تحدي
-لن أدعك تحصل على الأضواء وحدك, لديك منافس قوي الأن يا إيفان سيزار لانكاستر
أومأ بإستخفاف و هز رأسه بقلة حيلة مع زفرة عالية و كأنه يصرح قائلاً
"عبثا تحاول, عفاريت الإنس أقرب لآناملك"
باغته إيان بسؤال غامض
-ما رأيكْ بكل ما يحصل؟, ألا تعتقد بأن الأمر أشبه بلعبة القط و الفأر
رد بنظرات مريبة ذات عمق مهيب
-ماذا تعني, أليست هذه الفطنة كما يقولون
غمغم بإستياء
-تدرك جيداً ما أقصده أيها المتذاكي, هناك شيء مريب حول كل هذا الهراء
رمى نظرة مظلمة للآخر ثم صمت لبرهة من الوقت ليعلق أخيراً ببرود غريب
-لستُ من هؤلاء المشعوذين الذين يدعون معرفة الغيبيات, فلا تسألني بما لا أدركه بعد, لذلك نحن عملنا و قبل كل شيء إنقاذ دانيال من براثن الفوهة التي تكاد تجذبه لعمقها, الباقي حاجيات ثانوية لا تهمني كثيراً
لم يترك مجال ليرد على حديثه بل إختطف نظارة ذات عدسات شفافة و مرر آخرى لإيان هاتفاً بجدية
-فقط حتى لا يتعرف عليكْ أي شخص, قم بإرتدائها
أخذها منه دون جدال و وضعها حول عينيه ثم وقف ملاصقاً للآخر حتى يرى شكلهما بالمرآة
و بمجرد أن حدقا لوجهيهما المعكوس معاً حتى ضحكا بقوة
صرح إيان بين ضحكاته الرنانة
-نبدو جانحين حمقى بهذا التنكر, كأنه قد تم طردنا من المدرسة بسبب الشغب
أضاف إيفان راسماً مبسمه بزاوية شفته برزانة
-فاتنا حقا أن نكون جانحين بفترات الدراسة, كان الأمر لـ يصبح ممتعاً, بئساً بل بالواقع كنا كذلك نوعاً ما, بالذات رافاييل كان أكبر مفتعل للمشاكل بالمدرسة كلها"
أيده على حديثه ليقوم إيفان بإلتقاط هاتفه ينظر فيه قليلاً بتعابير متجهمة إثر تنبهه لمكالمات راف
ثم حشره بالنهاية بجيبه متمتماً
-على اي حال دعنا نذهب, أقسم بشرفي أن يقتلنا رافاييل قبل أن تفعل المافيا هذه الخطوة
قال ما قاله لينتهي بهما الأمر خارجين من أسوار القصر متجهان لحيث المكان المتفق عليه
بالطريق كان إيفان محتاراً بشأن أعادة الإتصال برافاييل من عدمه
و بعد تفكير عقيم و مضني قرر ألا يفعل, لكي لا ينفجر بوجهه و تحدث مشادات كلامية بينهما
فهو لا يرغب إفساد مزاجه المنتعش و الهاديء, خاصه في هذه اللحظات المصيرية و الجادة.
أنت تقرأ
"روايـة الصِـراع"
Aksiyonتذكر جيداً كلماتِ حينما ترغب في دخول و إكتشاف عالم الجهل الأعظم، بأن تضع نصب أعينك أمرين،و حذاري التغافل و نسيانها فـ تندم حتى آخر نفس آحدها أن تتقبل كل الصدمات حتى لو هشمت جمجمتك قطعة قطعة، لا تفقد نفسك في لحظة ذعر مجفل و الأمر الآخر لا تندفع ف...
