"روايـة الصِـراع"

{91}

"حي نيوهــــام\ شقـــة رافاييل"

شرب القهوة التي أعدها بعقل فارغ, فيما أخذت قزحيتاه القاتمة تراقب الشارع المليء بالحيوية, من خلف نافذة الشرفة المتواضعة مرتدياً ثياب خفيفة

لكم حسد هؤلاء القوم على راحة بالهم و ضحكاتهم التي تخرج من صميم أرواحهم الهانئة

بات يبتسم بين الفينة و الأخرى شاعراً بالحنين للماضي الذي بات كحبل مشنقته في فترة من الفترات الحالكة

لمح مجموعة من الاصدقاء يسيرون بجانب بعضهم بمرح, فتذكر أيام الإحتفالات بالنصر لفريقهم بالإنتربول برفقة زوجته أنيتا و قائده بل صديقه الأوحد ريتشارد

لا ينتهي يومهم إلا بعد ثمالة تعجز فيها أقدامهم الصلبة على إسناد ثقل أجسادهم فيمسون مترنحين ضحوكين بلا عقول

أما الان فبات هذا من سابع المستحيلات و الماضي بات مندثراً في أعماق صدره المكبوت

أخفض رأسه منكساً إياه بشحوب متنهداً تنهيدة عميقة شعر فيها بالرغبة لإخراج روحه معها ليرتاح من كل هذا العذاب النفسي

خاصة بعدما حدث البارحة و أيقن أن من يقف خلف المافيا الروسية يكون أرعب رجل يمكن التورط معه

جينوس أدريانو لانكاستر القيصر و الذي كان من أكثر الرجال يُخاف من نطق إسمه ,كذلك عائلته التي تنتمي لآساس ملكي روسي

يصعب حتى تخيل كمية النفوذ بين راحة كفيه القاسيين و ما يكمن أيضاً مخفي خلف الظلام, فما إكتشفوه لم يكن سوا نقطة ببحر الغموض الذي لازال يلف الحقائق

أما بغرفة سيباستيان فلقد كان متمدداً على ظهره فوق السرير البسيط ذو الملائة الخضراء, مرتدياً منشفته الملفوفة حول خصره, فلقد تحمم قبل لحظات فلازال شعره مبللاً و رطباً

جالت حدقتيه الهائمة بلا هوادة تلتف يميناً و شمالاً, غير مستقرة على شيء البته و كأنها لا تسعى لذلك من الأساس

لازال يشعر بأن تلك الحقيقة التي وقعت على أسماعهم بعد قراءة ما كتبه سيزار لانكاستر لا يمكن أن يكون الواقع

يصعب تخيل أو تصور أن هناك حياة بائسة و مريعه حيث كانت مليئة بالقذارة و الاجرام كـ التي فرضت على والد إيفان منذ الأزل

لا الهرب ممكناً ولا محاولة التفكير بذلك حتى, من كان يتوقع من الأساس أن العصابة الاجرامية و المافيا الشيطانية التي قتلت رفيق عمره دانيال و اباه الروحي برنارد

بأبشع الطرق تكون خلفها أو الوجه المظلم منها تقبع تحت إسم أكثر عائلة مهيبة مرت على فجر التاريخ

هم ببساطة كانوا حمقى حتى هذه اللحظة و لم يكتشفوا الأمر إلا بفضل دانيال و بالصدفة أيضاً بعدما قرر هو فك رموز الورقة