{69}

3.6K 183 881
                                    







رددُ معي أحبتي الغاليين

سبحان الله و بحمده ,سبحان الله العظيم

~~~~

<قصر لانكاستر مساءً>





في غرفه جينوس لانكاستر القيصر الروسي, باتت الساعة تشير نحو العاشرة مساءً

كان يجلس على طَرَف سريره المزدوج القابع وسط الغرفة الباهرة والكبيرة

يمسكْ بين يديه صورة لفتى صغير يبدو في السابعة أو الثامنة من عمره

أسود الشعر وأزرق العينان وبه من الشبه ما يجعل أي شخص يرى الصورة يجزمْ أنه نسخه عن القيصر

كانت تلكْ الصورة قد التقطت له في اليوم الذي اشترى فيه خيله الأسود والذي أسماه بالوهج

ابتسم القيصر شَبَح ابتسامه ووميض تلك الذكرى تعود لمخيلته بحذافيرها

يعيد فيها تقاسيم وجه نجله الفخور وسعادته


-عودة للماضي. . سنوات طويلة للخلف-


قبل سنوات وسنوات مرت إلا أنها قد حفرتْ في عمق جبال سيبيريا الشاهقة, التي يعيش بها ويحكمها أسيادها الجبابرة القساوة بطابعهم الروسي الخشن

صَهَلَ ذلك الخيل الضخم بلونه الأسود مزمجرًاًّ كالعفريت الهائج يعدوا بحوافره الفولاذية يحفر ويبسط الأرض دون كلل

يدور حول الإسطبل كالوحش الثائر فهو الخيل اَلْأَصِيل ذو العناد البري يرفض الخضوع لآي شخص مهما كان

ظِلّ يعدوا دون توقف وكأنه بِتِلْكَ الطريقة يخبرهم بأنه لن يركع أو ينحني مهما فعلوا به

لكن لا يدركْ بأن الوحوش الذين قد اقتنوه بأموالهم التي لا تنضبْ لا يصنفون من البشر إلا بالملامح فقط

أخذت أعين زرقاء حادتان تضيقان النظر نحو ذاك الخيل الثائر بينما ذراعيه المنتفخة بالعضلات المتناسقة

قد قام بلفها تطوق صدره العريض مبرزاً رجوليته اللامتناهية وقسوته المرعبة

ملامحه تختفي خلف قبعته, لا تظهر منها سوا حِدة عينيه التي تتأملان خيله الجديد والذي يمثل ترويضه تَحَدٍّ ممتع لرجل مثله

بِذَلِكَ الوقت خَرَجَ ذاك اَلنَّجْل من القصر الفخم يركض برشاقته نحو الرجل الواقف قرب سياج الخيول

جاء من خلفه مُتَسَلِّلاً بهدوء بطيء يحاول فيها مفاجأة القيصر الذي بقي وَاقِفًا قرب السياج بصمت

إلا أنه توقف من فوره يشهقْ بدهشة عندما سمع صوت والده الغليظ هاتفاً

-لا تفكرْ بذلكْ حتى يا سيزار, أمامكْ سنوات طويلة كي تقدر فيها على مفاجأتي فقط

&quot;روايـة الصِـراع&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن