"روايـة الصِـراع"

{77}

<الـــــساعة الثالثه فجراً \ روســــــيا \ سيبيـــــريا !>

كان أيفان يجلس بجناحه الخاص الذي يقبع في الطابق الثاني من القصر المرتكز بقمم الجبال

لم يخرج منه منذ شجاره مع أليكزاندر و صراخ جده جينوس فيهما و تحطيم النافذه بلحظه غضب

أخذت عيناه الزرقاء تتأملان سقف الغرفه دون هواده يفكر في حياته التي تقبع خلف الظلمات المجهوله

لا يعلم كيف سيكون وضعه وهو لا يذكر من ماضيه شيئاً حتى تاريخ مولده ولا يعلم سوا بضعة امور سطحية أخبره بها جده

هناك الكثير الذي يجهله حول نفسه و حول عائلته و الاهم إذا ما كان قد إتخذ صديقاً بحياته السابقه ..؟

لم يذكر له جده يوماً عن كونه يملك أصدقاء قبل فقدانه للذكراه بسبب سقوطه من الخيل

و كيف كان هو عندما عاش بإنجلترا قبل الحادثه ...!

اسأله كثيره أخذت تجوب و تتدفق بعقله فيما كان ممدد على السرير المزدوج بلونه الاسود و العاجي

هناك أمور غريبه تحدث و جده جينوس يخفي امور غامضه عنه

بدايةً بكونه يتهرب من الاجابات على تساؤلاته و إنتهاءً بحضور أولئك الضيوف المريبين

و الاكثر أهميه هو ذاك المدعو أليكزاندر بوفاتلي الذي لقبه بالشيطان الروسي

لم يرتح له و بدا أن الضغينه التي يكنها إتجاهه ليست عاديه و هناك سر خلف ذلك

رودريك الاسكتلندي و ذئبه قوست و كذلك إندار منفرديني الكولومبي و أخيراً الدب الروسي

أندريه شاتروفا الذي علم بأنه جده الخفي الاخر و الغير شقيق لجده جينوس لانكاستر

لازال محتار حول مصداقية هذه الحقيقه و لكن لم يبدو من جده أنه يكذب بخصوص ذلك بل كان واثقاً

هل يعقل أن هناك المزيد من هذه الاسرار تحيط بعائلته الروسيه !

لابد له من معرفة ما يحدث و عن ماضي جديه السيبيريين و الاهم حول نفسه هو و من يكون أيفان قبل أن ينسى

تآوه بآلم حين أخذت الافكار تنهش عقله الفارغ تطالبه بالتوقف عن محاوله التذكر

رفع نفسه جالساً ليتنهد بعمق يقلب عينيه ذات الاهداب الكثيفه حوله بضجر و سُئم

وقعت انظاره من فورها على تلك الصوره التي نحتت فوق الجدار بإطار ذهبي فاخر يلف حوافها برقه

تلك الصوره كانت تجمعه هو عندما كان بعمر السادسه مع والديه و جده العظيم جينوس

تأمل ملامح والديه و هما يطوقانه بين أحضانهما يبتسمان بسعادة غامره و كذلك بالنسبه إليه