{97}

3.3K 151 1K
                                    










"هل يمكنني البقاء ثابتاً دون حراك, وسط صراعات العوالم؟!"


.


إلتقط صورة قديمة موضوعة بعناية فوق الطاولة الخشبية, تقدم بضع خطوات ثقيلة يضم تلك الصورة لصدره بينما يقتاد قدميه بثبات ناحية الجناح الداخلي

الجناح المعزول و المغلق الخاص به، مكانه المقدس الذي يهاب اقرب المقربين إليه فكرة الدخول دون إذن

بمجرد أن دخل للجناح حتى أغلق الباب خلفه بهدوء رزين ليكشف بعدها عن تلك الغرفة العتيقة و القديمة

التي ظلت محافظة على شكلها الاخير منذ سنين طويلة، لم تعبث بها أي يد من بعد يد ملكة عمره

شريكة حياته و المرأة التي علمته جمال الحب و المشاعر الجياشة بعدما إختلط قلبه بسواد و عتمة اقداره

الوحيدة التي اعطته كل شيء بصدق و دون زيف، فكانت له معنى الزوجة المخلصة و العاشقة المتيمة

الأم و الاخت و حتى الصديقة، احتوته حتى اخر رمق عاشته لتموت تلك الرائعة بشكل بشع دون اي ذنب

ذنبها فقط أنها تزوجت برجل ينتمي للقياصر الروسيين، سلالة لانكاستر المهيبة و المرعبة بغموضها و هيمنتها

فما كان الثمن الذي دفعه و يستحق هذا الفقدان؟!

فتح الشباك سامحاً للهواء المنعش أن ينساب ليبدد خنقة الغرفة و معه قليلاً من اشواقه و حنينه الداخليه

أدار رأسه يتمعن التحديق في مقتنيات الغرفة الثمينة بصمت مطبق

كانت الغرفة مليئة بصوره مع زوجته بفترة حبهم العنيف و الهائم، ايام الشباب الذي ول عليه الدهر

وجوده معها كانت هي الفترة التي ادرك انه يقدر فيها على السعادة و الابتسام

الفترة الوحيدة التي عاشها كإنسان طبيعي, ايضاً بها صور سيزار لحظة ولادته قابعاً بين ذراعي زوجته ذات الابتسامة المتعبة

صور عائلته و عائلة ابنه و حتى اخوته و كل من كان له جزء من روحه الكهلة

تفقد كل شيء بأعينه القوية و الفاحصة, لِـ يلي ذلك توجهه نحو أحد الأركان، بالأخص لخزانة الثياب المغبرة

حيث أخرج منها أخر ثوب كانت ترتديه زوجته ليلة وفاتها مقتولة على ايدي المافيا

فلقد كان الثوب منقوع بلون دمائها الذي تشربه حتى لحظة خروج روحها وهي تحمي سيزار من الآذى

تذكرها لحظتها حينما هبطت من الاعلى ترتديه لكي تودعه حينما ذهب لحضور اجتماع خاص بالزعماء

كانت اخر لحظة يضمها بين ذراعيه و يتبادل معها قبلة وداع حميمية، لتنتهي تلك اللحظة ببسمتها الخجولة

"روايـة الصِـراع"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن