{31}

4.5K 251 159
                                    








قام بتحرك القلم بين أنامله بشرود و عيناه بقيت تحدق بشاشة الحاسوب يتأمل المعلومات حول ذاك الشخص
بعد فترة أزاح بصره حيث آلمته مقلتيه من التحديق ليقوم بتدليك جبينه بإرهاق و ضيق
تأفف ثم تنهد بانزعاج, تمتم بعدها بتذمر
-لما علي أنا الذهاب لذلك المعتوه, اللعنة على هذا أخشى أن أفقد أعصابي عندما ألتقي به
أعاد رأسه على الكرسي ليبدأ بتأمل سقف مكتبه بتفكير عميق, عندها توسعت عيناه فجأة حينما تذكر شيئاً ما
عدل جلسته ليضغط على زر الاستدعاء
-أدم, تعال الى مكتبي حالاً
أقفل الخط دون أي ينبس بالمزيد بينما حملق أدم ناحية الجهاز بخوف شديد, فما لبث أن جالت بباله أفكار مرعبة بسبب استدعاء رافاييل له
ظن أن اتصاله صباحاً وإفساد نومه هو السبب الرئيسي, ارتعش جسده يخوف و تردد في الذهاب
هتفت ميكي بضحكة وهي تلمح شكله المضطرب و الشاحب
-ما بالك؟!, من الافضل أن تسرع فأكثر ما يكرهه القائد هو الإنتظار يا آدم
حملق نحوها قائلًا بارتباك وخوف
-هل سيقتلني لأنني اتصلت به صباحاً؟, رباه كان علي ألا أفعلها, لكنني خسرت في القرعة؟, سحقاً حظي اللعين هو السبب
قضمت شفتها تكتم ضحكاتها تردف ساخرة
-القائد ليس وحش لكي يقوم بقتلك, همم من المستحسن أن تذهب وإلا نالك عقاب عسير
كاد يحتج على ذلك لكن صوت صراخ رافاييل من الجهاز جعله ينتفض فزعاً ثم هرول لمكتبه دون تفكير
أخذت ميكي تقهقه بجنون على ردة فعله بينما تهز رأسها بقلة حيلة!
-فعلاً هذا الفتى أبله !

وقف أدم أمام الباب لثوان يلتقط فيها نفس عميق و يدعو داخله أن يكون قائده هادئ, طرق الباب بهدوء ليأتيه صوت رافاييل يسمح له بالدخول
ولج لصدر الغرفة ثم وقف أمام مكتبه باستقامة قائلاً و هو يحييه
-بما أخدمك أيها القائد الأعلى
ترك ما بيده ثم رفع بصره نحو أدم, انحنى بجذعه للامام واضعاً يديه تحت ذقنة
هتف بجدية
-إسمع أدم, أريدك أن تجمع لي معلومات مهمة, و أبقي الموضوع سر بيننا, إتفقنا ؟
ذهل أدم بكون قائده يطلب منه هذا شخصياً, فـ شعر بنوع من السعادة والحماس يتقد  بأوصاله
أجاب بعزم و مصداقية
-حاضر سيدي, سوف أفعل ذلك اعتمد علي
هز رأسه بخفه راضياً و على جانب شفتيه ابتسامه طفيفه
-جيد أدم, لا تخيب ظني بك, و الان إسمع أريدك أن ....! 
أخبره بما يريد منه أن يجمع المعلومات حوله فما لبث أن اندهش أدم ليقول بعدم تصديق
-لما تريد جمع المعلومات عن هذا سيدي؟, الأمر غريب فعلاً, هل تشك بشيء ما ؟!
أغمض رافاييل عيناه ليجيب بهدوء مريب
-أريد التأكد من شيء ما فقط, والآن توقف عن الثرثرة و إذهب لتنفيذ ما طلبته منك, و إياك أن تخبر أي شخص عن هذا, وإلا نالك غضبي و أنت تعرفني جيداً يا أدم
ابتلع أدم لعابه بتوتر وتمتم بانزعاج بنبرة خفيضة
-و من لا يعرفك أيها القائد, وحش بهيئة انسان
قطب حاجبه بتجهم و سخرية
-هل قلت شيء أدم ؟, بما تمتم به مع نفسك هاه!
هز رأسه سريعاً بخوف ليبتسم ببلاهة مضطربة
-لا فقط كنت أقول علي الذهاب فوراً, حتى لا أضيع الوقت أكثر من ذلك, كما تعرف الوقت من ذهب
همهم بتفهم كاذب يخفي شبح إبتسامة بزاوية شفته, استأذن منه أدم و غادر المكتب على مضض
و بمجرد أن غادر حدق رافاييل بساعته ليتمتم بهدوء
-يستحسن أن أعود للمنزل الان, يجب علي تعويض نومي السيء, الاطف إيميلي قليلاً فأنا لم أحملها منذ ولادتها, كذلك لابد لي من الجلوس مع هارلين و زوجها الأحمق الإيطالي
ضحك بخفة ثم  إستقام بعدها عن الكرسي ،ارتدى معطفه وأخذ أغراضه الشخصية ليضعها بجيبه و بعدها خرج من المكتب
انسل خارجاً من المبنى للشارع متوجهاً لسيارته حيث صعدها و كان هناك من يراقبه عن كثب وهو يجلس داخل سيارته السوداء
يسند مرفقيه بملل و السيجارة بين أصابعه تحترق شيئا فشيئا و تنذر بموتها القريب !
استنشق أخر نفس منها ورماها من نافذته المفتوحة
أخذ يرمق سيارة رافاييل التي غادرت المكان ليهمس بين شفتيه بإبتسامة صفراء
-سيكون أسوأ أيامك يا صديقي, ما ينتظرك بالمنزل و أيضاً ما سيحدث الأن, قلنا لك لن تحصل على أي خيط لعين قد يدلك علينا
جهز نفسه جيدا ثم خرج من السيارة, أخذ يتأمل البناء الزجاجي الشاهق التي تلتف حولها كاميرات المراقبة في كل جهة
ابتسم بمكر ليبدأ بعملية التسلل للبناء و تجاوز كاميرات المراقبة بمهارة كبيرة
كان يضع على كل كاميرا ورقة على شكل طير و كأن ذاك الطير هو من كان يحجب الرؤية حتى يمر
نيل بارع في التسلل دون أن يكتشف و يعتبر الرجل الأبرع في عمليات الاغتيال, ناهيك عن وجود يد خفية تمد له يد العون داخل أسوار المبنى
لهذا و بكل بساطه دخل للبناء و شرع لتنفيذ مهمته في مسح الرجال عن الوجود.

"روايـة الصِـراع"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن