{73}

3.7K 183 1K
                                    










صعد السلالم على مضضْ و غضب شديد أخذ يتأجج بأعماق قلبه و صدره

تخطى الممر للدور الثالث و ما أن وصلْ للغرفه القابعه في نهايته حتى فَتحْ الباب على مصراعيه بأنفاس حارقة

نظر بعينان زرقاوان ساخطتان للداخل حيث وقعتْ على الفور نحو ذاك الرجل الجالس خلف مكتبه

يقلبْ ملفاً ما بين يديه, فيما أخذ يتجرع من قهوته السوداء المسائيه دون أن يكلف نفسه عناء الالتفاف للشخص الذي فتح باب مكتبه البته

تصرفه الغير مبالي هذا دفع الاخر لآن يغلق الباب بقوة ليقتربْ من المكتبْ هاتفاً بثوران

-بحق الله لما فعلتْ هذا يا والدي !, لما تريد أن تسلبْ إبني مني, ألم أطلبْ منكْ قبل هذا أن تبتعد عنه ؟, حباً بالرب مالذي تنوي عليه بفعلتكْ اللعينه هذه , لقد كاد أن يُفتح محضر في الشرطه و التحقيق حول الموضوع, كاد أيفان أن يموت من النبيذ الذي جعلته يتجرع منه, ألا تمتلكْ بعض الرحمة بقلبكْ المُتحجر هذا !

أنزل الملف على المكتب أمامه ليميل بجسده للخلف قليلاً ناظراً لنجله الساخِط

تمتم مجيباً ببرود بلكنته الثخينه قائلاً ممعناً النظر إليه

-عندما فعلتها أنت كنتْ بمثل عمر إبنكْ, لم تمُت و ها أنت بكامل صحتكْ أمامي, دعْ عنكْ القلق و التهويل فأنا لن أسمحْ لحفيدي بأن يكون مدللاً, الرجال يفسدون بالدلال و هو يجبْ أن يكون رجلاً كما كل رجال لانكاستر, جسده سيكون قوياً يحتمل أشد السموم فتكاً و لن يثمل قطعاً

صمتْ يضَيقْ عينيه بحزم حيثُ أكمل بالروسيه البحته

-هل قلتْ ألا أقترب من حفيدي؟, أوه سيزار بدأت تنطق بالتُرهات كما أرى, أولاً دعني أخبركْ بأنني لستُ بأصغر أبنائك لتتحدث معي بهذه اللكنه اللعينة, ثانياً أنا لا أخذ الإذن منكْ حين أرغبْ بفعل شيء, تذكرْ أيفان هو حفيدي و سأفعل به ما أراه مناسباً له

أغمض سيزار عيناه للحظه يحاول فيها تمالك غضبه فيما أخذ يضغط على قبضته رويداً وريدا

لا يكاد يُصدقْ بأن والده وصلْ لهذه الحاله من عدم الإنسانيه ليجعل حفيده يتجرع زجاجه من الخمر الروسي القوي بسبب مفهوم لعين يؤمنون بمصداقيته منذ الأزل ...

فَتح عينيه بجدية ليتمتم بنظرات قوية لا تتزعزع رغم رعبْ والده

-لا أيها القيصر, أنت يمكنكْ أن تحكمني أنا لآنني إبنكْ, لكن أيفان لا سلطة لكْ عليه لآنه إبني أنا, أنت لن تعيد ماضييَ بإبني الوحيد, سأقتله بيدي قبل أن أسمحْ لكْ بوضع يدكْ الخبيثه على نجلي الغالي

وقف جينوس كالوحش الثائر بإنتفاضه ليتجه حيث يقف نجله يرمقه بنظراته تلك

ليردف بنوع من التهديد الغامض يواجهه بثبات

"روايـة الصِـراع"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن