الوداع

64 2 1
                                    

لم يعرف النوم طريق الى عيني بيدرو فقد جلس مكانه في غرفة المعيشه لم يتحرك كان تفكيره كله منصبا الى كيف يتصرف مع الوضع الذي هو فيه
حدث نفسه(لابد ان اجد طريقة لأنقذ ماتبقى من مشاعر بيننا)
.
.
وبما انه لم ينم خرج للعمل مبكرا ولم يوقظ خوخيه
.
كان يشعر بالسقم لايعرف ما الذي يؤلمه دخل الى مكتبه ورمى بنفسه على الصوفى وخطر بباله فكره
.
.
رفع هاتفه واتصل بديقوا
-صباح الخير اخي
-صباح الخير
-هل انت متفرغ اليوم
-اجل
-اريد ان احدثك
-اعرف سامرك بعد الظهر
-هذا جيد
-الى اللقاء
-الى اللقاء
.
. مر اليوم مملا جدا فبعد ان تناول الافطار مع الاولاد في الكافتيريا لم يعد للمكتب لم يستطع التركيز...
وقبل الظهر عاد الى الشركه ليخبر خورخيه انه سيخرج مع شقيقه
ولما جاء ديقوا دخل الى الكافتيريا يريد ان يرى ابنه كيف يعمل وجلس على احدى الطاولة وطلب ان يؤخذ طلبه وكانت مفجأة رائعه لدانيال عندما رأى والده هناك
.
-نعم سيدي ماذا تريد
-عصير برتقال مع قطعه من الكعك المحلى بالشوكلاه
-هل من شيء اخر
-اجل... انا فخور بك بني انك رائع
ابتسم دانيال بذلك الوجه اللطيف وعاد الى العمل.
.
نزل بيدرو ليرى ديقوا ينتظره وهو يتناول طعامه فقال
-ها جأت لتراقبه
-لا بل الفضول لكي ارى ابني في العمل
-انهم رائعون جدا
-بالفعل انهم رائعون . هيا فل نتحرك
.
.
.
وصلا الى مطعم وسط المدينه يديره صديق ديقوا يقدم فيه الطعام المكسكي التقلدي
وعندما دخلا ورأهم صاحب المطعم رحب بهم كثيرا فهو لم يرى ديقوا منذ مده
.
.
قال يخاطبهما
-ان حضوركما هنا اسعدني كما انه يوجب الاحتفال
قال ديقوا لصديقه
-لا لا دع الاحتفال في وقت آخر نحن هنا لتناول الغداء فقط واعدك ان احضر ومعي العائله ونحتفل
قال باتريك
-كم انت محبط ولكن لابأس مادمت وعدت بالعوده
-سافعل..والان طاوله هادئة لوسمحت
.
ادخلهم للجزء الداخلي من المطعم وبه طاولات محدوده تصلح لجو رومنسي
.
جلسا وطلبا كليهما التاكو بالهالبينو وكأسان كبيرين من الكولا
وعندما ابتعد باتريك قال ديقوا
-هيا هات ماعندك
-انك تعرف بداية الامر كانت تحيرني ومن ثم اصبحت تشغل تفكير وبالامس اصدم بانها تحبني او معجبة بي
-وكيف عرفت ذلك
-بالامس من خورخيه لقد اصبحا صديقين
بدت علامات التعجب على وجه ديقوا
-اجل لاتستغرب انه اقرب انسان لها الان
.
وبدء يقص عليه ما اخبره به خورخبه
زم ديقوا شفتيه ثم ضحك
-اذن لقد ارتاح قلبك
-لا ابدا
-ولما
-لقد عاملتها بسوء
-اعتذر
-كيف
واذا بالنادل قادم مع الطعام فصمتا حتى وضع الطعام على الطاوله وانصرف
.
قال ديقوا
-بيدرو انت لست جاهلا بهذه الامور اليس كذلك
-اجل ولكن مع هذه الفتاه كل شيء مختلف اقسم لك وكأني لأول مرة اقابل فتاه
-ههم انت مغرم فعلا
-يبدو ذلك
-والان انا لن اتدخل في شيء ابدا حل هذه المسأله لوحدك فأنت قادر على ذلك
-ديقوا ما الذي تقوله

.
.
نظر ديقوا الى شقيقه الصغير ثم الى ساعته وقال
-لقد انتهى وقت الغداء هيا سأعيدك للشركه
.
كنا يتناولان طعمها وهم يتحدثان كانت اطيب شطائر تاكوا على الاطلاق
واصر صديق ديقوا ان تكون وجبتهم على حساب المطعم ترحيبا بهم
.
.
.
كان بيدرو صامتا طوال الوقت  ولم يقطع ديقوا صمته وعند وصولهم للشركه نزل ولم يودع اخاه ايضا ...
.
.
صعد بيدرو لمكتبه في صمت تام وجلس على الصوفى واشعل سجاره انا الرفيق الطيب في هذا الوقت واخذ يفكر كيف يمكنه ان يعتذ لها وان يبدء من جديد ...
.
.
.
.
.
كانت جوليا ترهق نفسها كثيرا حتى لاتفكر في بيدرو ولا في اي شيء يتعلق به ..
كان تستيقظ من الصباح تبحث عن عمل حتى المساء تعود تتناول الطعام وتنام
حقا لاتريد تذكر ذلك الوجه الوسيم وذلك الصوت الرجولي الرنان
حدثت نفسها(اللعنه على قلبي الذي تعلق بوغد مثله)
.
.
وفي مساء اليوم التالي وهم على العشاء سألها والدها
-كيف تسير الامور في البحث عن العمل
-ليست جيده كما سبق واخبرتك كل شيء يعتمد على الخبره
-وماذا ستفعلين
-ان سمحت لي ساسافر لكاليفورنيا عند عمي وابحث هناك
.
شهقت الام وقالت
-اتردين الابتعاد عني يبنتي لماذا؟ لابد ان هناك عمل ما يناسبك هنا
.
ونظرت لزوجها وتابعت
-ساعدها تحدث لاحد اصدقائك كما فعلت في المرة الاولى
.
قالت جوليا بغضب
-امي ارجوك انا اريد ان استقل بنفسي وان اعتمد على نفسي ايضا وقد فعل ابي ذلك وما النتيجه كارثه ارجوكما لا اريد اي تدخل منكما
.
قال الاب
-لكي ذلك وسأعطيك المال الكافي لقضاء شهر كامل هناك ولكن ليس اكثر من ذلك بعدها ستعودين الى هنا ان لم تجدي عملا مناسبا وسأسعدك في البحث اتفقنا
.
صمتت قليلا ثم اجابت
-اتفقنا وان وجدت العمل المناسب فلا تتدخلان وساعيش حياتي
.
قالت الام
-انت قاسية جدا وماذا افعل انا
-تعالي معي
-ووالدك واخوتك
-امي ارجوك لاتعقدين الامور
.
قال الاب بحزم
-انتهى النقاش لقد عقدنا اتفقا وسنلتزم به
.
.
وبالفعل لم تضيع جوليا الفرصه حجزة طائرة بعد الظهر الى الولايات المتحده وفي الصباح قامت بحزم امتعتها وانتهت عن الساعه 11 واتصلت بخوخيه صديقها المقرب
.
.

-الو
-مرحبا
-كيف حالك خورخيه
-بخير كيف حالك انت
-انا بخير اريد ان اودعك قبل ان اغادر هل من الممكن ان نلتقي في المطعم القريب من الشركه بعد نصف ساعه
-تودعيني لماذا
-ساخبرك عندما نلتقي
.
.
اغلقت الهاتف ونزلت لتخبر والدتها انها ستذهب للقاء صديق ثم تعود
فوجدتها في حال يرثى لها كانت تبكي بشده
.
.تفطر قلب جوليا لرأية والدتها على هذه الحال
اقتربت منها وحضنتها
وقالت
-امي ارجوك لاتؤلمين قلبي انا اريد ان اتغير واستقل
-اعرف يابنتي ولكن ما يؤلمني هو بعدك عني
-اننا نستبق الاحداث فمن المكن ان لا احد عملا واعود لك
-لا ستجدين وتنجحين وسأزوك كثيرا
-هذا جيد والان اريني وجهك الجميل الذي يبعث على التفاؤل
وقبلت امها وخرجت..
.
.
.
وعندما دخلت الى المطعم رات خورخيه وقد سبقها وتجهت اليه وعندما راها وقف لياخذها بحضنه .
.
انه يحب هذه الفتاه وكأنها ابنته
قال
-اجلسي واخبريني ماذا تعنين بتلك الكلمة التي المتني
ابتسمت
-اجل جئت لاودعك فانا ذاهبه للولايات المتحده سأبحث عن عمل هناك واذا وجدت سأعيش هناك للابد ...
تغضن وجه خورخيه وبانت مسحت حزن في عينيه
ولو انها اطالت النظر اليها ستبكي ويبكي هو ايضا
لكنها ادارت وجهها واشارت للنادل
قال الرجل
-انك تهربين اليس كذلك
-اجل ..اجل انني اهرب تعبت تعبت من تحمل الالم..لما احمل نفسي مالا طاقت لها به ...
وهو حتى لايعرف ما اشعر به
بعدها لم تستطيع منع نفسها من البكاء بكت وبشده
وظل خورخيه صامتا ينظر اليها حتى هدئت واستجمعت قوها
كان قد طلب من النادل عصير ليمون بارد حتى يهدء اعصابها
ناولها العصير وقال
-لن تهربي ليس الان
-لماذا ما الفرق الان ام لاحقا انه لايشعر انه متغطرس ومعتد بنفسه اللعنه عليه
.
لم يتكلم فلقد جعله بيدرو يقسم بحياته ان لابخبرها شيء مما دار بينهم حتى يجد الحل المناسب.
قال
-ان والديك وحياتك هنا كل من يحبك موجود هنا
-لا تقل هذا لن تضعف عزيمتي عن السفر
-فكري
-لا مجال ان رحلتي بعد ساعه من الان لذلك جئت لاراك واطلب منك شيء
-اي شيء تفضلي
-لاتخبر احدا اني غادرة ساعود نهاية الاسبوع ربما وربما لا
-حسنا
-والان الوداعي ايها الصديق الرائع ساتصل بك حال مايستقر مقامي لن انساك ابدا
-ساقول الا اللقاء فأنا مؤمن بانك ستعودين الينا لاننا نحبك كثيرا
.
لم تعلق ابتسمت له وعانقته وخرجت  لتذهب في حالها والى حياتها الجديده
.
.
توقفت قليلا عند الشركه وودعت كل شيء جميل وغير ذلك حصل لها وودعت قلبها وروحها وغادرة
.
.
كان تسير ناحية الشارع وتذكرة بيدرو وكل ما حدث معه وماحدث بسببه فتوقفت وامسكت قلبها وحدثت نفسها
(وداعا يامن جعلتني اتالم)

احببت غريبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن