ستعودين لي

73 2 2
                                    

كان الصباح في كاليفورنيا جميلا ومنعشا لكنه يخلوا من الدفئ والحميميه كما في المكسيك لا يوجد في البيت رائحة خبز ولا رائحة ازهار ولا شيء من هذا القبيل
.
.
سحبت نفسها الى الحمام لتستحم وتبدل ملابسها اختارت ان ترتدي فستنا قطنيا ابيض مع ورود خضراء وصندل من نفس اللون وجعلت شعرها منسدلا ونزلت لتجد عمتها فقط تتناول الفطور
-صباح الخير عمتي
-صباح الخير عزيزتي لما انت مبكرة هكذا لاتزال الكسندرا نائمه
-انا لا احب التاخر في النوم الصباح جميل والفطور مع العائله شيء رائع
ابتسمت العمه
-ليس لدينا هنا ما لديكم في المكسيك
-يبدو ذلك
-هل ترغبن في القهوه ام العصير
-في القهوه
-يوجد كوروسون وكعك محلى
-اريد ان اصنع فطوري بنفسي اذا لم يكن هناك مانع
-بالطبع تصرفي كانك في منزلك
.
.
.
.
كان بيدرو يتخبط كالمجنون لقد احرج من رؤيت بيرني له بهذه الحاله المحزنه فلقد اصطدم بالطاوله مرتين واخذ يتالم
.
ضحك خورخيه وقال
-اهدء مابك سيبقى ذلك سرا
-انه احراج
قالت بيرني وهي تربت على كتفه
-اجلس ان الفطور جاهز تناول الطعام ثم نذهب للعمل سويه
.
.
دخل الى الحمام واستحم وبدل ملابسه وخرج ليجد الطعام جاهز وهم بانتظاره
قال
-انكم تبدون رائعين معا
ردت بيرني
-حقا
-اجل
قال خورخيه
-وانت متى تريد ان تبدو رائعا مع احداهن
-ليس الان
-فيما بعد
.
.
كان يأكل ويتكلم والان قد انهى طعامه واستاذن منهم ليخرج قبلهم
وعندما وصل الى سيارته اخرج هاتفه ليتفقده ولم يجد شيء ولا حتى اتصال واحد.
.
.
تنهد وشغل السياره وغادر الى العمل
انه مضطرب كل مافيه غير طبيعي تفكيره مزاجه
كان سارحا بتفكيره عندما اصطدم بالسيارة التي أمامه
.
.
.
انه حادث بسيط ولكن تضرر بيدرو منه لانه كان سارحا ولم يكن يربط حزام الامان
.
. رفع راسه بالم لقد شج راسه فوق عينه اليمنى وشعر بالدوار
.
.
.من حسن حظه ان للسياره التي امامه كان فيها شاب اكثر حرصا منه ويربط الحزام فلم يتأذى خدشت سيارته من الخلف فقط اما سيارة بيدرو فقد انعوجة مقدمتها قليلا
.
.
.قال الشاب يخاطب بيدرو
-سنيور هل انت بخير هل اطلب الاسعاف
تأوه بيدرو
-لا داعي انه جرح بسيط
-لاسنيور لا يبدوا كذلك
.
.
اتصل الشاب بالاسعاف وفي هذا الوقت كانت الشرطة قد وصلت لتحقق في الحادث وتحمل بيدرو الخطأ كملا
.
.
نقل الى المستشفى وقطب جرحه ووضع على رقبته جبيرة مؤقته
ولاشيء اخر انه بخير تماما
ولكن غبائه جعله بهذه الحاله
عندما وصل للشركة كان الجميع قلق ولما دخل عليهم في الكافتيريا صاح الجميع مابك وتحلقوا حوله
قال خورخيه
-بيدرو ماذا هناك لما انت بهذه الحاله
.
.
كان قميصه ملطخ بالدم وعينه اليمنى مغطاه ورقبته يحيط بها الجبيره
قال
-انه حادث بسيط
قال اريك
-بسيط كيف وهناك غرز فوق عينك وجبيرة في رقبتك
.
كان دانيال ينظر بصمت وقد اغرورقت عيناه
-عمي هل انت بخير
.
ربت بيدرو على كتفه اجل بخير انا من ال الخاندرو
.
وضحك وقال
-كل واحد الى عمله بسرعه
.
ونهض وتوجه لمكتبه
كان يشعر بالدوار فستلقى على الاريكه وغط في النوم
دخل مايك ليجده بهذه الحاله فاتصل بخورخيه ليخبره فقال
-دعه كما هو وانجز انت العمل عنه انه مرهق وتعرض لحادث هل يمكنك القيام بالعمل
-اجل يمكنني وماذا عنه
-عند انتهاء العمل سأتي لاخذه للمنزل
-حسنا
.
.
.
كانت جوليا في المطبخ تصنع فطورها من سلطه الفواكه والبيض المقلي والخبز المحمص عندما نزلت الكسندرا ودخلت عليها وهي تصرخ
-يا الهي فطور منزلي كم هذا مشهي هلا صنعتي لي مثله
.
ابتسمت جولي لحماس ابنت عمها وقالت
-لقد فعلت
-انت رائعه وانا احبك
وطبعت على خدها قبله
-وانت ايضا احبك
.
وجلستا لتتناولا الفطور المتأخر نوعا ما
قالت كاسي
-جولي هل انت متحمسه لحفلت الليله لقد دعوت بيتر من اجلك فهو معجب بك دائما
-ان بيتر ليس معجبا بي انه معجب بمالي وانا لا احبه لماذا دعوته
-انك سيئة الظن انه يسأل عنك دائما ويتمنى لك الخير وفرح كثيرا عندما علم انك تعملين
-اجل لابد ان يفرح فلقد لصبحت كنزا لايعوض
-اف انك شريره
-انا لست كذلك
-وايضا دعوت ماثييو لقد عاد للتو من اسبانيا
.
توقف قلب جوليا عن النبض فتره ثم عاد ليضرب مثل الطبل
وارتبكت وهي تقول
-ولماذا كان هناك
-انه يباشر عمل والده هناك لقد تغير كثيرا اصبح اكثر وسامة واثاره من قبل
-حقا
-مابك انك تحمرين
-اخرسي
-اها حبك القديم
-كاسي قولت اسكتي
-لا لن افعل لقد تركك من اجل كاثرين ولا زلت تكنين له مشاعر
-لا لست كذلك ولا دخل لك في الموضوع وارجوك ان لاتتحدثي فيه مرة اخرى
.
.
. ودفعت الكرسي وخرجت من المطبخ مسرعه الى غرفتها فلقد ازعجتها كاسي كثيرا بفتح جراحها القديمه
.
دخلت وجلست على السرير وهي تشعر بثقل في صددرها
لقد احبت ماثيو من كل قلبها ولكنه لم يعرها انتباه وتبع تلك اللعينه كاثرين التى كانت تملك كل مقومات الاغراء
اذا من حقه ان يقع في حبائلها مقارنة بها وبسذجتها وعدم اهتمامها بنفسها ...
قالت تحدث نفسها( كم كنت غبيه )
قطع عليها رنين هتفها حبل افكارها ونظرة لتجد المتصل خورخيه
-الو
-الو صباح الخير جوليا
-صباح الخير
-كيف حالك
-بخير وانت
-لست كذلك فانا غاضب منك
-ولما
-لانك لم تتصلي ببيدرو
-فلت لك لا علاقة لي به ولا ارغب بان اتصل
-حسنا اذا من الان لن اخبرك عنه اي شيء مهما كان ومها حصل وحتى لومات
.
شهقت بقوة ووضعت يدها على قلبها
-هل حصل له مكروه
-لاشأن لك به بعد الان
-ارجوك اخبرني
-لن افعل .والان الى اللقاء
.
.
بقيت متجمده تنظر للهاتف ببلاه ماذا لو مات
تردد صدى هذه الكلمه في راسها
بيدرو يغيب عن الحياه
لا كيف ستعيش
لقد نسيت تماما ماثيو وكأنه لم يكن ابدا
وراح تفكيرها الى بيدرو
هل كان يتصل بها لانه يشعر بانه سيموت وانه ....؟
صرخت
-لا لا لا ارجوك يألهي انه لاتجعل مكروها يصيب بيدرو
.
ورفعت الهاتف واتصلت به فورا....
كان الهاتف يرن ولكن لا احابه وحولت مرة اخرى ونفس الشيء وفي الثالثه سمعت صوتا كان يبدو انه اتي من الاعماق
-الو.
.ابتلعت ريقها
-مرحبا
-اين انت
-هل انت بخير
-اين انت
-في كاليفورنيا. هل انت بخير
-لا لست بخير
-مابك
-هل ستعودين لي
-هل حالك سيء لهذه الدرجه
-هل ستعودين لي
.صاحت به وقت امتلأ صوتها بالحزن وعينها بالدموع
-هل من خطب
-انا اموت
وهنا انهارت وسارت تبكي واغلقت الهاتف
ظل بيدرو ممسكن بهاتفه ويخاطبه وكانه يخطبها
-ارجوك عودي فانا اتعذب كثيرا ارجوك عودي لي وهذا يكفي.
-

احببت غريبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن