#(رسلان)#
"ليحفظ الله القائد".."لينصر الرب الحزب".."ارواحنا لكم".."دمائنا تفديكم"...
ان كنت تعيش في العراق في حكم صدام حسين فعليك ان تحفظ هذه الكلمات جيداً منذ صغرك...فلتنسى الكلمات الساذجة مثل "جميعنا فداء للوطن"...القائد هو الوطن..هو الشعب.. هو الملك..لا ولاء لسواه ولا حب لغيره... هل نحن عبيد؟!...لا..اسوأ من ذلك... بل وحتى لسنا آلات...ما نعايشه لايوجد مسمى في قاموس الكلمات يطابقه... كل ماعلينا فعله هو العمل وابقاء افواهنا مغلقة وتمجيد النظام الفاسد من دون اعتراض...وعندما اقول من دون اعتراض فلا اعني بذلك "ثورة"..هذا شيء لن نجرؤ بسهولة على فعله.. بل لايجوز الاعتراض واستنكار مايحدث حتى بداخل عقولنا وباطن تفكيرنا... فأنت مجبور ان تقتنع بالنظام الذي تعايشه حتى مع نفسك...وبالفعل كنا راضين "بأجبار" من دون ان نشعر.. فالخوف قتل كل ما يسبب لنا المشاعر... فما نحن مؤمنين به منذ صغرنا ان "للجدران اذنين" ستوصل همسنا للحكومة...وان عرفت الحكومة بسخطك عليها فالثمن الذي ستدفعه زهيد جداً بالنسبة لهم وسينفذوه من دون تردد... انها رقبتك عزيزي!...هذا ان رحموك سيقطعوها لك فحسب من دون الترحيب بك لعدة ايام او اشهر في سجونهم العفنة!..كانت عيناي تراقب تلك التي تسبب لي هوس مدمن بها دون ان املك القدرة على التعافي...تلك التي تطفئ كل نيران غضبي بكلمة واحدة منها..تتسألون لما انا غاضب؟!...حسناً لسببين.. الاول اظنكم استنتجتموه وهو ركضها الابله الذي زجرتها عليه في الصباح وعادت لتكرره الان..ولكن هذا الغضب تلاشى فور ابطاء سرعتها..وعاد غضب اخر يتولد بداخلي ما ان ذكرت اسم "ابا عمار" من بين شفتيها.. فبالنسبة لي عائلة ابا عمار لاتعني سوى شخص واحد...يزن!!..
حسناً لابد انكم تتسألون لما علي ان اكرهه بهذا الشكل..رغم اني اجد كلمة "اكرهه" بسيطة جداً مقارنة بشعوري الفعلي اتجاهه ولكن لنكتفي ب"اكرهه" الان....فيزن "اللطيف" هذا ترك عباد الله اجمعين واختارني من بين الكل ليحدثني عن مشاعر الحب والاعجاب التي يكنها من اجل لوجين...بالله عليكم هل يمكنكم فقط ان تتخيلو ردة فعلي؟!.. حسناً اظن ان جوابي ورأي في هذا الامر قد وصل ليزن بصورة واضحة ومباشرة مع تلك اللكمة العنيفة التي وجهتها له فوق خده...من دون تعليق..من دون نقاش..من دون اي مقدمات...انا فقط وهبته لكمة قاسية وهددته ان يبتعد عنها وألا نال الكثير منها...ومن الجيد ان يزن لم يكن ذلك "الملاكم" البارع لذلك ضرباته لم تترك اثراً كالاثار التي تركتها في وجهه...ربما لهذا السبب تجنبني منذ ذلك اليوم ولم يجرؤ ويصارح لوجين بما اخبرني به...ربما خوفه على ملامح وجهه من التشوه بسبب لكماتي دفعه للصمت والتراجع!!...- يا احمق..ماالفاكهة التي لديكم؟!..
نظرت بحدة نحو تلك النبرة المتعجرفة التي تخاطبني...كامل محمود!..
وبالطبع "الزي الاخضر" جعلني اكتم كلماتي الغاضبة من الانطلاق وتحملت الاهانة...فحماقتي في الرد لن تؤثر بشكل سلبي علي فقط بل وحتى اسرتي ستتأثر بذلك...واظنكم تعرفون كم من الصعب على الرجل كتم غيضه ان تم التقليل من شأنه...ولكن في العراق علينا ذلك مع اصحاب الزي الاخضر الذي "يمثلون" صدام حسين..واي كلمة او تصرف لايعجبهم منا فالسجون مستعدة للترحيب بنا من دون حتى ان يتم عرضنا على محكمة..
اخذت نفساً عميقاً اثلج به صدري الملتهب وانا اقول بنبرة حاولت قدر الامكان ابقائها هادئة واعتيادية:
أنت تقرأ
1999 (مكتملة) الاسم السابق لها(حب في الزمن البائد)
Lãng mạnيا عزيزي القارى اللطيف.. انت تدخل الان قصة رومانسية..ولكنها ليست رومانسية عابرة كل ما اتناوله فيها هو رسائل الحب والمشاعر..انا هنا ادس لك من خلال رومانسية روايتي مشاكل المجتمع ومعاناته.. قصة سياسية مؤطرة بأحكام داخل حبكة رومانسية..لن تشعر بها سياسية...