~ خبايا ~

7.8K 665 639
                                    

" الله يخلقنا انقياء.. ومجتمعاتنا تلوثنا"

# سارة_ح_ش#
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

(لوجين)

كان صدى نباضتي في صدري هو يقيني الوحيد اني لا زلت حية.. الى الان على الاقل!
لم اجرؤ على البوح بمكنون مخاوفي لكامل الذي على ما يبدو من قيادته المتهورة انه قد فقد عقله.. اغمضت عيناي وتشبثت يدي بقوة بمسند الباب بينما شفتاي تتمتم بدعاء لا اعلم ان
كان الرب سيستجيبه، فالرب قد اودع العقل لدينا كي نتخذ خيارات صحيحة، وانا لا افعل شيء سوى اقحام نفسي بخضم المشاكل اكثر.. ولكن أتعلمون؟ لم اعد اشعر بالندم عما قلته.. ها هو كامل يتخطى حدود بغداد وانا لا ابالي.. يا ليته يأخذني ويقتلني!.. يا ليته يضعني بأحدى تلك المقابر الجماعية التي اسمع عنها من خالي وهو يصف شناعة ما يرتكبوه جيش صدام على رجال ونساء واطفال ابرياء.. يا ليته يرتكب هذ الشناعة معي ويغرقني تحت الارض لعلها ترأف بي!

فجأة توقفت السيارة بجانب طريق صحراوي مهجور على اطراف بغداد.. اصطكت اسناني ببعضها وانا اراقب بعيناي المذعورة جسد كامل وهو ينزل ويلتف من خلف السيارة بإتجاه مقعدي.
تشبثت بنفسي وانا اصرخ بينما يفتح الباب:

- كامل ارجوك لا تفعل، اتوسل اليك!

لم يأبه لتوسلاتي وسحبني بقسوة من شعري وانزلني قسراً فتعثرت قدماي ولكن هذا لم يمنعه ان يشد على شعري اكثر ليسحبني معه بعيداً عن سيارته وسيارة حراسه!
دفعني ارضاً وانا اغرق ببكائي وخوفي فجلس القرفصاء بجانب جسدي المطروح ارضاً ورفع رأسي من شعري مجدداً وهو يقول من بين اسنانه بينما يجحز بعينيه:

- يمكنني الان ان احفر قبركِ وادفنكِ دون ان يعرف مكانكِ احد او ان يحاسبني احد!

ثم اردف ووشاح خفيف من الحزن يطغى على عينيه وهو يقول:

- أتعلمين لما لا افعل ذلك يا لوجين؟!

بقيت احدق بعينياه من وسط دموعي وانا اعرف إجابة سؤاله ولكني اكتفيت بالصمت والبكاء فقط، فأردف هو بنبرة اضعف بينما يرخي قبضته على شعري الى ان افلته وجلس على الارض بقربي:

- انتِ لم تكوني الاجمل.. ولم تكوني الوحيدة.. بل كان فيكِ ما فقدته.

ثم نظر الي وانا احدق به بصدمة، فهي المرة الاولى التي اشاهد كامل بهذا الضعف، بل ولم اتخيل في يوم انه يملك دموعاً من الاساس، فادركت في لحظتها انه احضرني الي هذا المكان المعزول ليكشف النقاب عن ضعفه وليس ليطبق علي عقوبة الإعدام، وهذا نوعاً ما اراحني.
اكمل جملته فور ان التقت ابصارنا:

- أتذكرين متى اول مرة قابلتكِ يا لوجين؟!

رفعت جسدي ولملمت اشلائه المرتجفة لبعضها وانا اكتفي بصمتي المرتاع منه بينما اكمل هو:

1999 (مكتملة) الاسم السابق لها(حب في الزمن البائد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن