~ فوضى وتناقضات ~

9.8K 717 534
                                    

" عندما تقدم لي اسباب لأكرهك... سأحبك اكثر حينها.."

(سارة ح.ش)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

(لوجين)

الهواء ينفذ.. عضلاتي تتشنج تارة وترتخي اخرى.. اقلب عيوني داخل عيون اسرتي الواحد تلو الاخر.. لا احد فيهم يعتريه القلق مثلي.. راقبت خطوات ابي الاعتيادية وهو ينهض من كرسيه بأتجاه الباب.. جزء بداخلي يريد منه الاسراع اكثر ليغتال قلقي هذا ويفتح الباب وان لايكونوا من اتوقعهم.. وجزء اخر يتمنى لو ان الطرقات تتوقف.. لو ان الباب يختفي.. لو ان الزمن ينتهي عند هذه اللحظة..
وما بين تزاحم الافكار هذه وصل ابي للباب وفتحه....وسكون..ولاشيء اخر!..

- كامل؟!..

قالها ابي بعد ثواني لأنهض من مكاني فوراً بفزع وكامل يدلف الى المنزل ويلقي التحية على ابي بأبتسامة صفراء كأصفرار وجهي... نهضت باقي الاسرة من مجالسهم وهم ينظرون بأستغراب نحو حضور كامل محمود غير المتوقع وغير المناسب في هذا الوقت من الليل!..
قلب كامل بصره ما بيننا وحين استقر علي ابتسم ابتسامة اقرب الى الانتصار لم افهم سببها!..

- أهناك خطب ما يا كامل؟!..

اجبره سؤال ابي على النظر اليه فتبسم بتبختر بينما يدلف اكثر الى المنزل من دون دعوة واقترب من مائدة طعامنا وهو يقول بينما يثبت ابصاره داخل عيناي الخائفة:

- أليس من المفترض ان ترحبوا بي وتدعوني للجلوس سيد عادل بدل ان تسألني عن الخطب عند باب الدخول؟!..

تنهد ابي بضيق وادرك انه لا مفر فأغلق الباب وهو يقول بمجاملة:

- اهلاً بك في اي وقت.. نحن فقط استغربنا وقت الزيارة غير المناسب!..

وقف كامل امامي مباشرةٍ وعيناه لاتزال تحمل ابتسامة امام عيوني الخائفة وكأنه يدرك مما انا خائفة بالضبط.. مد يده نحو المائدة وحمل زيتونة من صحني ومضغها بين اسنانه بينما يقول لي:

- مبروك على الطبية انسة لوجين!..

خانني صوتي من الخروج فأكتفيت بايماءة بسيطة من رأسي فقال بتهكم:

- ماذا؟!.. هل اكل القط لسانكِ يا لوجين؟!..

تقدم ابي الينا وهو يقول بشيء من الامتعاض:

- هل اتيت فقط من اجل التهنئة يا كامل؟!..

فقال كامل وعيناه لاتزال ثابتة داخل عيناي:

- لا... لوجين تدرك لما انا قادم!..

فنظر كل افراد اسرتي بأستغراب الي وانا لا ازال كالخرساء يمنعني خوفي من النطق بأي كلمة وشعرت بحرقة طفيفة داخل عيناي ستدفعني للبكاء قريباً ولكني ارفض تصديق الظنون المسيطرة على عقلي في هذه اللحظة... لا اريد حتى التفكير بالامر.. انا في الهاوية لا محالة!..

1999 (مكتملة) الاسم السابق لها(حب في الزمن البائد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن