" محتاج اطير وية الهوا
واوصل على بلادي..وية اذان الفجر
يا محلى بغدادي!..مشتاق للماي العذب
عطشان تعبني الدربوالقلب اه القلب
ظل باسمك ينادي..- مهند محسن -
#من_تراثنا_العراقي#
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(لوجين)
- لوجين؟!.. لوجين؟!.. حبيبتي؟!
فتحت عيناي التي بالكاد اغمضتهما حين بزغ الفجر على صوت رنا الثقيل الذي تصارع لأخارجه متماسكاً من غير ان تصرخ..
ما ان تعانقت عيناي بعيناها الباكية حتى اجهشت بالبكاء بدوري فضمتني فوراً اليها ونحن بالكاد قد توقفنا من البكاء ليلة البارحة..كانت ليلة من اسوأ الليالي.. لم يغمض لأحدنا جفن ولم تجف له دمعة ولم يسكن انيننا.. انها ليلة الوداع حيث لا يعلمون ما الذي يحضر لهم القدر تالياً.. وهل ساخرج من البلاد وانجو أم اعود لهم جثة مقطعة ان حصل اي خطأ؟..
نحن فقط سلمنا انفسنا لخطة تم وضعها خلال ساعة ولم يتم دراسة سلبياتها.. ليس لأننا لم ندرك سلبياتها بل لأننا مضطرون لتقبلها.. فنحن لا نملك خيار اخر!
مسحت رنا على شعري برفق وهي تقول:
- هيا.. سنذهب الى الصالون..
اغمضت عيناي وضممت جسدي بعضه الى بعض وانا ارتجف بما تحويه الكلمة من معنى.. لا اريد الخروج من المنزل، فخروجي بلا عودة اليه الى ابد غير معلوم.. ففي النهاية لم اكن تلك الفتاة المحظوظة التي تحقق لها كل شيء وعاشت بسعادة الى الابد.. هنالك دوماً حياة بعد الابد لم يرويها لنا المخرج ولم يصورها لنا.. حياة حيث تغدو الاحلام ليست كما تخيلناها، والسعادة ليست كما نرغب!
انهضتني رنا بصعوبة واسندت جسدي المتراخي لتصحبني نحو الحمام لتغسل لي وجهي وتمشط لي شعري.. انا بلا حول ولا قوة.. كل ما افعله هو ان استمر بالبكاء فقط..
قالت لي بترجي وهي تجفف لي وجهي:
- صلّ ركعتين قبل خروجكِ..
نظرت اليها باستغراب من طلبها هذا.. اصلي؟!.. لا اذكر إني صليت ذات مرة سوى مرات معدودة في صغري حين علمنا ابي انا ورنا الصلاة وبعدها هجرتها.. كنت ارى الصلاة شيء اكبر من ان اتحمله بهذا العمر الصغير .. كنت ارى انها مخصصة فقط للكبار والموشكين على الموت.. تلك الخمس دقائق التي اقضيها على سجادتي اتحدث الى الله كنت اجدها ستأخذ من وقتي الكثير.. وايضاً شابة مثلي ما الذي بينها وبين الله؟.. أليس من المفترض ان اخصص هذه الخمس دقائق للتحدث الى صديقاتي؟!.. استمتع والهو بها؟.. لا تزال الحياة امامي طويلة وسأتحدث لاحقاً الى الله..
ولكن الان فجأة تغير كل شيء.. شعرت بحاجتي الملحة للحديث اليه بدلاً من اي احد اخر.. فجميعهم تركوني بين يديه.. ألا يفعلون ذلك دوماً؟.. ألا يتخلون عني في محنتي لأنهم اضعف من ان يتحملوها معي؟.. ألم تكن مصلاتي دوماً في احدى زوايا الغرفة تنتظر مني ان افترشها واتحدث الى الله ولم افعل؟.. لما عساه ان يسمعني الان؟!.. لقد انتظرني وقتاً طويلاً.. ربما سأم انتظاري واغلق باب السمع بيني وبينه.. هجرني كما هجرته.. تجاهلني كما تجاهلته.. ربما لهذا السبب يحصل ما يحصل.. لأن الله غض بصره عني حين غضضت بصري عنه وتناسيت وجوده فتناسى وجودي بدوره...
أنت تقرأ
1999 (مكتملة) الاسم السابق لها(حب في الزمن البائد)
Storie d'amoreيا عزيزي القارى اللطيف.. انت تدخل الان قصة رومانسية..ولكنها ليست رومانسية عابرة كل ما اتناوله فيها هو رسائل الحب والمشاعر..انا هنا ادس لك من خلال رومانسية روايتي مشاكل المجتمع ومعاناته.. قصة سياسية مؤطرة بأحكام داخل حبكة رومانسية..لن تشعر بها سياسية...