~ لحظات لا تُنسى ~

10.7K 690 618
                                    

- انا حزينة..

- انتِ صغيرة جداً لتعرفي الحزن!!

- اجل.. ولكن يبدو ان الحزن لا يعرف ذلك بعد!

#سارة_ح_ش#

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

( رسلان)

أتعرف ما معنى أن يكون لديك امل؟!.. يعني أن تستيقظ كل يوم بلهفة لعله يكون اليوم المنشود الذي سيتحقق فيه حلمك..
يعني إنك ستصارع كل يوم أشباح بؤسك واكتئابك وستحقن نفسك بالتفاؤل وتفعم قلبك بالتمني فيكون لديك القدرة على عيش حياتك مهما كانت تعيسة أو صعبة... واملي كان عودتها فقط!

كنت - وبكل جنون - أبحث بعيناي بعيون الناس كلما خرجت من المنزل لعله في يوماً ما يقع عليها بالصدفة... ولكنها كانت كالرماد وسط عاصفة عاتية.. لم أجد لها أي أثر!
حتى أسرة يزن كانت قد هاجرت قبل خروجي ولا يملك الجيران الكثير من المعلومات سوى أنهم في تركيا ولا يعرفون كيف يتواصلون معهم.. ولا أعلم أن كانت لوجين معهم أو لا ولكن بالتأكيد يزن يزورهم.. ويزن يعني رنا ورنا لوجين... ولكن لا فائدة.. لليوم أنا أسأل وأتردد على منطقتهم كثيراً ولكن لا يوجد أي خبر عنهم!

خرجت من السجن بداية السقوط في 2003.. تعرفت هناك ألى رجل طيب القلب كثيراً يدعى أيوب محكوم عليه بالسجن المؤبد بسبب انتمائه السياسي ضد حزب البعث.. كان من المفترض أن يعدموه ولكن حتى هو كان يستغرب لِما لم يفعلوا ذلك؟.. أدركت حين خرجنا من السجن ان الله قد حفظ حياته من أجل يوم قدومي.. فبعد سقوط النظام وإعادة المفصولين السياسيين الى مناصبهم وحصولهم على ترقيات كان ايوب أول المستفيدين من ذلك حين عوضه الله عمّا أذاقه صدام له.. وعوضني معه!
ساعدني من أجل العودة نحو جامعتي لأكمل دراستي.. ولكن ومع الأسف مات بأزمة قلبية حين كنت في مرحلتي الثالثة.. وكأنه أدى وظيفته التي أبقاه الله من اجلها.. فلقد تغيرت حياتنا 180 درجة..

توظفت في مكتب هندسة محترم وتحسنت اوضاعنا أكثر.. أحياناً نفكر أنا وأسرتي إني لو لم أذهب مع لوجين في يومها وأدخل السجن ما كانت حياتي ستتغير بهذا الشكل ولربما لا أزال الى الأن أقف خلف منضدة البقالة بالكاد أتمكن من جمع مصروف يومنا... بالفعل خلف كل بلاء نعمة!

رن هاتفي قريب وصولي الى المنزل فتبسمت وأنا أجدها رهف..

- أهلاً "رهوف" !

فوصلني صوتها وهي تحاول جعله عصبي وما شابه وأنا أتخيلها بالكاد تكتم ضحكتها:

- ما هذا يا استاذ رسلان؟!.. من هذه الحسناء التي تواعدها سراً؟!

تبسمت وأنا أقول باستغراب:

- أي حسناء؟!

- التي جاءت لتسأل عنك اليوم!

- أحقاً؟!

- اجل أجل أدّعي إنك لا تعرفها... هيا اعترف فوراً !

1999 (مكتملة) الاسم السابق لها(حب في الزمن البائد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن