(لوجين)تماماً في عام 1999م داخل سوق "الكاظمية" المزدحم في الساعة التاسعة والنصف صباحاً..اخترقت المارة كسرعة البرق احاول الوصول بلهفة نحو منزلي ولكن ولسوء حظي المعتاد فأني قد دست فوق بقعة ماء صغيرة تجمع الطين في قعرها فنظرت نحو حذائي الاحمر المفضل خشية انه تلوث..سعادتي ولهفتي في الوصول للمنزل منعتني من التوقف للحظة جانباً لأتأكد من نظافته وقررت النظر اليه وانا اركض..وسط ذلك الازدحام..وسط ذلك العدد من الناس.. انا قد قررت انزالي ابصاري تاركة رؤية الطريق!!.. كلمة واحدة تناسب تفكيري هذا.."متهورة حمقاء"..
فجأة شيئاً ما اصطدم بيدي بقوة بينما كانت نظراتي مشغولة بتفحص حذائي...تناثر جميع التفاح ارضاً وسقط قرب صندوقه..شغلني التفاح بالنظر اليه تاركة صاحب التفاح الواقف امامي لايفصلنا عن بعضنا سوى ذلك الصندوق الملقى بيننا... حسناً لأصدقكم القول اردت قول "اسفة" والمضي في طريقي دون ان ابالي..ولكن.. عندما رفعت بصري بالصدفة ووقع داخل تلك العيون الخضراء المستائة دائماً لسبب لو لدونه فقدت اقدامي فوراً القدرة على المشي مجدداً وارتخت كادت ان تسقطني ارضاً...رسلان!!..
بقيت العن حظي السيء الذي لاينفك يظهر ابداعاتي في الغباء امام رسلان ابن صاحب محل البقالة السيد ايمن...رسلان هو الاخر لم يلحظ وجودي ولم يعرف انها انا بادئ الامر واستمر بالتحديق بالتفاح المنثور بيننا بحاجبين ملتحمين وعيون مستائة بينما يطرح زفرات التململ من انفه عدة مرات...وكأنه يلعن حظه السيء ايضاً مثلي..
ازدردت ريقي بصعوبة ومسحت بأرتباك حبات التعرق التي اصطفت فوق جبيني والتي ما تفتئ ان تظهر كلما رأيت رسلان!!..جثوت من فوري على ركبتاي اول مارأيته ينحني ليجمعه وبدأت اجمعه معه وانا اقول بتوتر:
ـ أأ أنا اسفة..لم اقصد..
وفجأة رفع رأسه نحوي دفعة واحدة كنائم افزعوه من حلم عميق وحرك عيناه اللامعة داخل عيناي بتفاجئ ولااعلم لماذا ولكنني احسست ببعض الارتباك يعتريه وتلك العيون المستائة تحولت فجأة للدهشة ووجهه المقتضب قد ارتخى فوراً..تمتمت شفتاه ببعض الحروف التي لم اسمع صوتها ورأيت الربيع يشرق فجأة فوق وجهه الوسيم مماشجعني ان امتلك الجرأة وابتسم له قائلة:
ـ مرحبا رسلان!..
وياليتني لم استبق الاحداث بسعادتي فغيوم الشتاء سرعان ماعادت لتخيم على وجهه مرة اخرى وعادا حاجبيه ليلتحما مجدداً بأقتضاب واطرق رأسه على الفور وسكت لثواني وهو يجمع التفاح.....يااللهي!..أحقاً سيسكت؟!..
ثواني قلية ثم قال بتردد وبنبرة بالكاد سمعتها وحروف صارعت كي تخرج من فمه:ـ أ..أهلاً..لوجين..
فليكن!..حتى وان كان متردداً وكارهاً قولها فلابأس..المهم انه اجابني ولايجعلني تبدو كالبلهاء اتحدث الى الفراغ!....
سرعان ماسحب الصندوق بعيداً عني مانعاً اياي من مساعدته وقال بجفاء دون حتى ان ينظر لي:
أنت تقرأ
1999 (مكتملة) الاسم السابق لها(حب في الزمن البائد)
عاطفيةيا عزيزي القارى اللطيف.. انت تدخل الان قصة رومانسية..ولكنها ليست رومانسية عابرة كل ما اتناوله فيها هو رسائل الحب والمشاعر..انا هنا ادس لك من خلال رومانسية روايتي مشاكل المجتمع ومعاناته.. قصة سياسية مؤطرة بأحكام داخل حبكة رومانسية..لن تشعر بها سياسية...