| 18 |

10.7K 365 114
                                    

غُرفة رُونغ..⬆

،
،
،
،

جلس بينچامين مترأساً المائدة و على جانبه الأيمن جيس و الأيسر جميس، بينما ثور إتخذ مقعداً قُرب جيمس.

شرع بتناول الطعام بعد بدأ سيده و طفليه، الطعام كان لذيذ جداً، يتسآءل من الذي أعده..؟ هذا الطعام ذكره بالطعام الذي يطهوه رونغ.

إبتسامة خفيفة نمت على شفتيه حينما تذكر رونغ، قبل أن ينظف حُنجرحته.
" إسمح لي بالذهاب بعد هذا الغداء سيدي. "

إعترض جميس بقوة.
" لا يمكنك الرحيل ثور، ابقى معنا أرجوك. "

إلتفت جيس لوالده.
" لا تدعه يذهب بابا. "

بقي بينچامين يتناول طعامه بلا تعابير، منذ أن علم معرفة ثور الوثيقة برونغ ابن طليقته و هو يشعر بنوع من الضيق، كيف لها أن تفعل هذا بابنها..؟

تمتم بنبرة هادئة و هو يتابع طعامه.
" أتركا ثور يذهب، سيعود قريباً. "

عبسا كلاهما بعدم رضى، قبل أن يهتف ثور بنبرة توحي ببعض الحماس.
" أعدكما أني سأفعل! "

نظر إليه جيس بحزن.
" هل يمكنك البقاء حتى موعد العشاء و بعدها تذهب..؟ "

شعر ثور بالإحراج، هو لا يرغب بتحطيم قلبيهما الصغير، و بذات الوقت لا يريد التأخر على رونغ، الحقيقة أنه متأخر بالفعل عليه و قد إشتاق إليه كثيراً.

لاحظ بينچامين إضطراب ثور، قبل أن يتحدث بنبرة عميقة و هادئة.
" سيرحل ثور بعد الغداء.
إنتهى النقاش. "

أطرقا الطفلين رأسيهما بحزن، غير راغبين بإكمال الطعام لكونهما فقدا الشهية لرحيل ثور. لقد تعلقا به كثيراً جداً.

ثور لم يعجبه هذا العبوس، مما جعله يبتسم بهدوء و يهتف.
" سأزوركما بأيام عطلتكما، من طلعة النهار حتى المساء. "

رفعا وجهيهما له بسرعة و سألا صوتٍ واحدٍ سعيد.
" حقاً..؟ "

إتسعت إبتسامة ثور و أومأ رأسه بهدوء.
" نعم عزيزاي، متى أيام عطلتكما..؟ "

تحدث جيمس بحماس.
" يوم الأحد. "

عبس جيس و تمتم بصوت طفولي متذمر.
" لكن جيمس، الأحد نذهب للكنسية مع بابا. هل نسيت..؟ "

رفع ثور حاجبيه بقليل من التعجب، لم يتوقع أن يكون سيده بينچامين رجل متدين.

إبتسم بسخرية داخله حينما تسآءل عن آخر مرة ذهب فيها للكنيسة، ربما منذ خمس سنوات، كان قد إنقطع عنها تماماً بسبب تشدد والديه، و يجد بكلِ مرة حجة ليتهرب بها عن الذهاب إليها، حتى أخيراً إقتنع أنه لم يعد مرحب به من قِبل الرب.

نقص حيث تعيش القصص. اكتشف الآن