| 4 |

14.2K 542 122
                                    


.
.

تمتم رونغ بإنزعاج.
" لا أرغب، أبي.. أرجوك لا أرغب في مقابلة أحد "

حدق فيه ريڤرشيرد بجمود لفترة.
" لقد قُضي الأمر، ستقابله رغماً عنك "

إحمرت عينا رونغ معلنة حاجته للبكاء، عض شفته السفلى، لماذا مؤخراً أصبح لا يفهم والده..؟ أو والده يفهمه..؟ هو يعلم جيداً أنه يكره رؤية أحد، و الآن هو يجبره.

تمتم بصوت مختنق.
" فهمت، سأتجهز "

صعد لغرفته بخطوات سريعة وصولاً لخزانته، أخرج بنطالاً -برآمودا- أسود اللون، و سترة بنصف أكمام من ذات اللون -على الرغم من برودة الطقس-، دخل الحمام ليشرع في نزع ثيابه، و يدفن نفسه داخل المغطس يحدق في الماء بشرود.

.
.

" سيد جين، أنا خارج لبعض الوقت "

قالها ثور صارخاً بحماس و هو يركض من المطعم الذي يعمل به، بينما يرتدي معطفه البسيط أثناء ركضه في عجله من أمره، نظر للبطاقة التي بها العنوان، ثم عاد و وضعها بجيبه مجدداً، دفن كفيه داخل جيب معطفه، فالجو شبه بارد بالخارج، أو ربما.. هو الذي يشعر بالبرد لسببٍ يجهله..!

وصل للمنزل، تمنى لو كان يملك ساعة لمعرفة الوقت، يخشى أنه تأخر، أو تقدم على موعده، سحب نفساً عميقاً ثم زفره ببطء، حسم الأمر، و أخرج يده من جيبه ليطرق الباب بهدوء.

.
.

" تفضل هنا، ثور "

سار خلف ريڤرشيرد بتوتر، و قلب يكاد يخرج من مكانه، مطرق الرأس، جلس على الأريكة بغير راحة، و شرع في فرك كفيه ببعضهما في إرتباك دون أن يرفع رأسه، لمعرفته أن ريڤرشيرد يجلس أمامه بعد صناعة كوبين من القهوة.

تحدث بنبرة عميقة آمرة.
" تصرف على سجيتك ثور، و حدثني أكثر عنك "

إزدرد ثور لعابه و إرتشف القليل من القهوة، لتدفئة جسده، سحب نفساً عميقاً، ثم زفره ببطء.

" أعمل بمطعم بعيد نسبياً عن هنا، مع السيد جين، إنه شخص عطوف، يجعلني أقطن في مخزن المطعم، هو يمدني بالطعام و الشراب و فراش جيد و وثير، مازلت أدخر حتى تلك اللحظة راتبي لأشتري منزلاً صغيراً لي، لقد تركت والداي و أخي منذ ثلاث سنوات، لا يوجد بحياتي شيء يستحق الحديث عنه، و لا أملك أصدقاء "

إكتفى ريڤرشيرد بإيماءة رأسه، ثم مال بعينيه ناحية الدرج، و هو يرى رونغ يهبط بهدوء، ثم يجلس بقربه.

" مرحباً، أنا رونغ، هذا فقط "

رفع ثور بصره لينظر لمحدثه، شعور بالراحة سرى في كيانه حينما رأى رونغ، هيئته كانت غريبه، و بشرته شاحبة جداً، و صوته يمتلك بحة مميزة، كانت هذه المرة الأولى التي يرى فيها شخصاً كرونغ.

نقص حيث تعيش القصص. اكتشف الآن