| 22 |

8.5K 287 84
                                    

.
.

بينچامين تجاهل وجود ثور بالكامل، هذا أكثر ما آلمه، تمنى لو يعاقبه، لكن لا يتخذ ذلك الطريق القاسي، هو يكره التجاهل بشتى أنواعه، يعلم أنه مخطيء..كيف سيجد الفرصة للإعتذار و سيده لا يعبأ به..؟

زفر بعمق، دفن وجهه بالوسادة. هو سينام لأول مرة وحيداً في غرفة لم يرها من قبل، بأمر من سيده لهارفي، نوعاً ما يرغب بالبكاء..لكنه تحمل الكثير، لا بأس في تحمل القليل.

لم يستطع النوم رغم كونها تجاوزت الواحدة منتصف الليل، مازال يفكر في كلمات مادلين، و ماذا كانت تريد من سيده..؟ هل يتوجب عليه الإتصال برونغ لإخباره..؟

تذكر أن رونغ متعب بما يكفي، فلو علم قد تسوء حالته كثيراً، لذا..سيحاول التكتم على الوضع قدر الإمكان. نهض بهدوء حينما تيقن أنه لن يستطيع النوم، ليس الآن على الأقل، التقط شالاً و وضعه على كتفيه ثم خرج من غرفته يسير بخطوات حذرة خافتة لئلا يوقظ أحداً.

خرج من باب المطبخ للحديقة الخليفة، استلقى على إحدى الأرآئك البيضاء المريحة جداً بالنسبة إليه، ضم الشال لجسده أكثر، أغمض عينيه محاولاً منع جسده من الإرتجاف من فرط برودة الطقس.

تذكر كريستوفر، تسآءل عن حاله، كيف هو..؟ ماذا يفعل..؟ ربما هو بحاجة للعودة إليه، فعلى الأقل سيعيش بمنزله دون أن يكون عبئاً على الآخرين، حتى لو رفض أخيه أن يعطه شيئاً من ثروات أبيه، أو ينفق عليه، سيعاود العمل في البار. أخبره هيروشي ياباني الأصل صاحب البار أنه مرحب به في أي وقت.

عطسة خفية خرجت من بين شفتيه، قبل أن يتنشق أنفه بقوة، عقد حاجبيه حينما سمع رنين هاتفه، اعتدل جالساً و حدق بالمتصل ليجده إيروس.

رد بسرعة و هتف بقلق.
" إيروس، هل أنت بخير..؟ "

شهقات متقطعة سمعها، قبل أن يستمع لصوت إيروس المبحوح.
" لست كذلك ثور، لقد..رفضني. "

إزدرد ثور لعابه، تمنى لو ما بعقله غير صحيح.
" اسمعني، إهدأ الآن و احكِ لي كل شيء. "

بعد ثلاث دقائق تقريباً، شرع إيروس في سرد ما حصل لثور، ثم اختتم بقوله.
" أنا لم أعد أرغب بالبقاء معه، لن يمكنني رؤية وجهه بعد كل ما حدث، سأعود لمامي، لقد اتصلت بها و أخبرتني أنها ستأخذني غداً. "

توسعت عينا ثور بذهول و صرخ بحدة.
" هل جننت إيروس..؟ إنها ليست أمك، ستؤذيك!
لقد جعلتك تدمن المخدرات و دمرت حياة ريڤرشيرد و رونغ، و بينچامين!
ستقتلك لو ذهبت لهناك، و أنا أعنيها، إنها مختلة عقلياً. "

صرخ إيروس.
" يكفي! توقف! لا أرغب بسماع المزيد! "

تابع ثور غير عابيء بصراخه.
" الم تتسآءل كيف ستكون ردة فعل رونغ..؟ أو حتى والدك..؟
توقف عن كونك بهذه السفالة و عد لرشدك، لقد أتت اليوم لبينچامين و لا أعلم ما تريد، لكن حديثها لم يكن يبشر بالخير.
إيروس..سأوقولها للمرة الأخيرة، لو ذهبت لهناك فلن أعرفك بعد اليوم. "

نقص حيث تعيش القصص. اكتشف الآن