| 8 |

12.6K 404 64
                                    

.
.

" هل تشعر بالبرد..؟ "

همس ثور الذي يلاحظ إرتجافة جسد رونغ بين ذراعيه.

كانا مستلقيان على العشب في إحدى زوايا الحديقة، راغبين بالنوم، فلا يوجد لهما ملجأ بتلك اللحظة، و كلاهما ليسا نادمين!

" كثيراً، لكن لا يهم "

أجابه رونغ بصوت مرتجف، و هو يدفن جسده أكثر بجسد ثور.

أغمضا عينيهما في محاولة فاشلة للنوم، يعلمان جيداً أنهما لن يستطيعا؛ للطقس البارد، و أفكارهما المتضاربة.

كانت الحياة من جهة رونغ شديد السواد، حالكة الظلام، لا ملجأ له فيها، لدرجة أنه فكر مراراً فقد نفسه و الرحيل -لوالدته- التي لم يرها يوماً أو يسمع عنها شيئاً.

عقله يعجّ بالأفكار اللعينة، و التي تكاد لا تنتهي، إنه يفكر..و يفكر، لا يتوقف عن التفكير، و تأنيب نفسه، بل و سحقها بلا رحمة، ويكأنها بلا ثمن.

هو يؤمن أنه بلا ثمن، شخص له هيئة كهيئة الغراب من شدة قباحته، كيف يكون له ثمن..؟

ثور لم يكن يفكر فيما حدث، لم يكن يفكر حتى في الوقت الحالي، كان كل همه كيف يؤمن لرونغ حياة جيدة يستطيعان فيها البقاء معاً دون أن يفكرا في الخطوة التالية، أو دون أن يناما بإحدى الحدائق كالآن..؟

بعد تفكير طويل، و تخطيط، وجد أخيراً ما سيفعله، لا يهتم بعاقبته إن كان سيؤمن لهما الحياة الطبيعية لأي فرد من أفراد المجتمع.

كانت السادسة صباحاً حينما إضطر لإيقاظ رونغ، و الذي لم يكن نائماً هو الآخر، نهضا معاً و نفضا ثيابهما.

" دعنا نتناول شيئاً "

حمل رونغ حقيبته التي ناما عليها على ظهره، و فرك عينيه بكسل ثم تثآءب بنعاس، في تلك الأحيان شرع ثور في هندمة رونغ و ترتيبه، حتى فرغ.

أجابه رونغ بصوته المبحوح الممزوج بالنعاس.
" لا أملك ما يكفي لتناول الفطور "

قبّل ثور وجنته بعمق.
" لا عليك، مازلت أحتفظ بالأموال التي إدخرتها حينما كنت أعمل لدى السيد جون "

إبتسم ثور له و قبض على كف رونغ و سارا معاً لأقرب مقهى لتناول الفطور.

.
.

" سيد سيروس..؟ هنا من فضلك "

دعته الممرضة لدخول إحدى المكاتب، و لم يكن عصيباً عليه معرفة أن المكتب لرئيس المصحة النفسية.

نقص حيث تعيش القصص. اكتشف الآن