كانت العلاقة شديدة الفتور بين ريڤرشيرد و ابنه في تلك الأيام، و التي قضاها رونغ جميعها داخل غرفته دون أن يخرج؛ إمتثالاً للعقاب الذي أنزله به والده.
الغريب أنه لم يفكر قط بتلك الأيام في كريستوفر، ويكأنه لم يكن في حياته يوماً، كان يكتفي بالتفكير في ثور، و كيف أصبحت علاقتهما متينة في بضعة أيام.
كان ثور يستيقظ قبله كالعادة، يترك طعامه على المنضدة و يخرج لعمله، يأتي، و يستحم، ثم يجلس أمام رونغ متربعاً و هو يحكي له عن كل الزبائن اللذين قابلهم، إكتشف أن ثور ثرثار، ثرثار جداً، و هذا يعجبه كثيراً.
كان ثور يشارك رونغ بكل شيء يعرفه، كل شيء سمعه، كل شيء شاهدته، ويكأنه يعوضه بذلك العالم الآخر الذي لم يخرج له منذ أيام، و لم يكن يعلم أن رونغ لم يكن مهتم حتى برؤيته أو الخروج من المنزل.
" إنتظر، لقد جلبت لك شيء "
قالها ثور بحماس، و نهض من مكانه ليفتش في جيب معطفه قليلاً، مخرجاً الكثير من قصاصات الورق الملونة، و زجاجة متوسطة الحجم بها الكثير من النجوم اليدوية بألوان مختلفة.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عاد ليجلس جواره هذه المرة، و وضع الزجاجة في يده بحذر ويكأنها شيء ثمين، يخشى أن تتهشم و تذورها رياح ديسمبر الباردة.
" تلك النجوم، أمنياتي، كلما كانت لدي أمنية، أصنع نجمة و أضعها هنا، و كلما تتحقق واحدة، أسحب نجمة و أحرقها ليلاً على ضوء النجوم"
إبتسم بوسع. " إنها لك "
توسعت عينا رونغ و تمتم. " لا..لا أستطيع ثور، هذا شيء ثمين للغاية و لا أستحقه "
" لا..أنت تستحقه جداً "
مال قليلاً ليضع الزجاجة على المنضدة التي قرب سرير رونغ، و إعتدل مرة أخرى.
" و تلك القصاصات، هي التي أصنع منها النجوم، إحتفظ بها، ربما ترغب بوضع أمنية جوار أمنياتي ! "