الجزء 5..
في الصباح كان "ستيفن" عند نهاية الشارع واقفا عند سيارته بانتظار ظهور "هانا"، تأخرت عدة دقائق بعد حلول الحادية عشر، لمحها قادمة باتجاهه فاعتدل في وقفته..
- آسفة قد استغرقت في النوم لقد تعودت أن أقضي يوم عطلتي نائمة حتى أستعيد نشاطي..
- لا داعي للأسف، أيمكننا الذهاب الآن..؟
ركبا السيارة واتجها نحو المشفى، ما لم يكن يعرفه "ستيفن" أنها تكره المستشفيات منذ الحادث الذي تعرضت له رفقة والديها، ومنذ ذلك الحين لم تطأ قدماها عتبة أي مشفى لكنها لم تستطع رفض طلبه بعد أن ساعدها الليلة الماضية..
وصلا إلى المشفى، وقفت "هانا" عند باب المشفى عاجزة عن تجاوزه، تذكرت ذلك اليوم عندما دخلت هذا المشفى رفقة والديها لكنها غادرته وحيدة فارتبكت مشاعرها وأحست بالخوف يسري في جسدها..
- هل ندخل الآن..؟!
أيقظها صوت "ستيفن" من أفكارها التي غرقت فيها، أدعنت لرغبته ودخلت المشفى رفقته بقدمين متثاقلتين كأنهما تخطوان على الجمر..
جلسا في الممر بانتظار أن يحين دور فحص "ستيفن"، التفت ناحيتها فرآها تتصبب عرقا وترتجف..
- "هانا" هل أنت بخير يبدو أنك متعبة؟ لما تتعرقين هكذا..؟!
أخرجت منديلا من جيبها: لست متعبة لكني أكره رائحة المستشفيات وأكره المجيء إليها..
- إن كنت كذلك لما لم ترفضي عندما طلبت منك ذلك الليلة الماضية..!!
- كيف أرفض طلبك بعد أن قمت بمساعدتي وإيصالي لمنزلي في ذلك الوقت المتأخر..
نادت الممرضة على اسم "ستيفن" ليدخل إلى الطبيب..
- هل تريدين مرافقتي أم ستنتظرينني بالخارج..؟!
- سأرافقك لا أحب البقاء بغرفة الانتظار، لنذهب..
دخلا إلى حجرة الطبيب..
- اليوم لم تأتي معك والدتك بل أحضرت صديقتك..
- أجل أنت تعرف أمي ما إن تدخل غرفتك حتى تبدأ بالبكاء دون توقف..
- من الجميل أن تقومي بدعمه في هذه الأوقات الصعبة، إنه بحاجة للاهتمام والدعم من كل المقربين منه..
- أنا...
وضع "ستيفن" يده فوق يدها: إنها حقا تقوم بدعمي فمع أنها تكره المستشفيات إلا أنها رافقتني هذا اليوم..
تحدث الطبيب مع "ستيفن" وأخبره عن تطور مرضه وأعطاه بعض المسكنات، وغادرا غرفته..
كانا يتمشيان في الممر المؤدي للباب الخارجي للمشفى:- هل أستطيع أن أسألك شيئا..؟!
- تفضلي..
- عندما كنت تتسلق المرتفع لقد كانت ثيابك متسخة بالتراب كأنك سقطت ألم يغمى عليك في مكان ما..؟!- لقد فقدت توازني للحظة فقط لم أفقد الوعي..
- لما لم تخبر الطبيب عندما سألك عن ذلك..؟!
- لقد أخبرتك أنه لم يغمى علي، إن علم والداي بذلك سيزداد قلقهما فقط وسيمنعانني من الخروج بمفردي..
دعينا نغادر المشفى ونجد مكانا نجلس به، لابد أنك تريدين مغادرة هذا المشفى أكثر مني..غادرا المشفى وتمشيا على قدميهما قليلا ليجلسا بأحد المقاهي..
- لما تكرهين المشتشفيات إلى ذلك الحد..؟!
- بسبب حادثة أحاول عدم تذكرها، الحادثة التي غيرت مجرى حياتي بالكامل..
عرف "ستيفن" عن أي حادثة كانت تتحدث "هانا" لذلك حاول تغيير الموضوع والحديث عن أشياء أخرى..
- علي العودة الآن للمنزل.. أتمنى أن تكون مرافقتي لك قد ساعدتك مع أني لم أقم بالكثير على أية حال..
- على العكس وجودك معي اليوم كان له فرق كبير، هل أستطيع أن أطلب منك مرافقتي مرة أخرى إن لم يكن ذلك يزعجك..؟!
- حسنا إن كنت أملك الوقت لما لا..
- إذا دعينا نتبادل أرقام هواتفنا لأستطيع الاتصال بك..تبادلا أرقام هواتفهما بعد ذلك غادرت "هانا" عائدة للمنزل لتنال قسطا من الراحة بانتظار الغد لتعود إلى دوامة العمل التي تعيش فيها..
ارتمت على سريرها دون أن تغير ملابسها لتنام لكن قبل أن تغمض عينيها رن هاتفها معلنا عن وصول رسالة..
- لابد أنها احدى رسائل الدعاية فأنا لا أملك أحدا سيراسلني..
نامت دون أن تنظر بهاتفها، فهي لم تعد تملك أصدقاء أو أشخاص مقربين منها قد يسألون عنها أو يرسلون لها رسائل..
استيقظت بعد أن حل الليل، نظرت في هاتفها فتفاجأت أن تلك الرسالة كانت من "ستيفن"
( أشكرك لمرافقتي اليوم للمشفى..)
لم تعرف إن كان يجب أن ترد على رسالته أم لا لكنها تركتها فقط دون أن تجيب، فقد قررت منذ زمن طويل أنها لن تحصل على أصدقاء أو أن تحاول أن تكون مقربة من أحد بعد تلك الخيانة التي تعرضت لها من أقرب شخصين لها..
إنه مجرد شخص قدم لها المساعدة فأعادت له الكرة هذا ما كانت هانا تحاول إقناع نفسها به تلك الليلة محاولة عدم التفكير في اعتباره صديقا بأي شكل فهي لا ينقصها الآن أن تهتم بغير نفسها التي تراها على شفير الهاوية..
يتبع
#عمر_واحد_لا_يكفي
#Rain_Drops
أنت تقرأ
عمر واحد لا يكفي(مكتملة)
Romanceقدر يفرق بينهما لكنه يعود ليجمعهما بعد مرور عدة سنوات لكن الموت يكون على وشك سرقة أحدهما من الآخر، هل يستطيعان تجاوز الصعوبات والظروف والموت الذي يتربص بهما ليكونا معا هل يتمكننان من إيجاد عمر آخر ليعيشاه معا تابعو القصة لتعرفوا 😉