الجزء 19 ..

144 8 0
                                    

بدأت الأيام تمر على "ستيفن" و "هانا" داخل المنزل، لم يعودا يغادرانه كثيرا فقد بدأ ستيفن يتعب كلما تحرك، ولإخفاء ذلك عن والديه أصبحا يقضيان معظم اليوم داخل غرفته إما تقرأ له أحد الكتب أو يلعبان لعبة ما لا تجهده، أصبحت الأيام تمر أكثر صعوبة على كليهما لكنها حاولت جاهدة إخفاء ذلك عنه وكانت طول الوقت مبتسمة لا ترغب أن يشعر بحالها فيكفيه ما يعانيه..

كانا جالسين على سريره يلعبان الورق..

- لقد فقدت نصف مالي بسببك.. أنت تعرف أني لست جيدة بلعب الورق..

- لقد كنت من اقترح أن نلعب مقابل المال، لا تحلمي أن أعيد لك نقودك..

- لنتوقف عن اللعب ونفعل شيئا آخر..

اتكأ على رجليها: ماذا سنفعل إن كنت أحس بالتعب طول اليوم..؟! هل مللتي بقاءك بالغرفة معي..؟!

جرته من شعره: لقد اتفقنا ألا نتحدث عن الأمر مرة أخرى، أخبرتك أني لا أمل رفقتك..

نهض من مكانه: أعطني معطفي ولننزل للحديقة قليلا لابد أن أمي قلقة أيضا فهي لم تعد تأتي لغرفتي كالسابق..

- هل أنت متأكد من ذلك..!!

- لا أريد الاستمرار في الهرب هكذا فلابد من مواجهتهما عاجلا أم آجلا..

لكنه ما إن غادر سريره حتى ركض باتجاه الحمام ليستفرغ ما أكل ذلك الصباح، تبعته هانا تحمل منشفة بيديها..

أمسكت به من يديه وعادت به إلى السرير..

- أليس علينا رؤية الطبيب مرة أخرى..؟! ربما يصف لك دواء أقوى من سابقه إنني أرى تدهور المرض يتسارع أكثر كل يوم..

- لا أظن أن تلك الأدوية لها فائدة الآن..

- لا أريد أن أراك يائسا هكذا.. أكره أن أرى الاستسلام يملأ عينيك..

- لنخرج لنتمشى قليلا إن بقيت داخل هذه الغرفة سأفقد عقلي..

وضعت هانا ملابسه على طرف السرير وغادرت باتجاه غرفتها، عادت لتساعده في النزول للأسفل..

التقتهما إيميلي عند أسفل الدرج:

- لقد قررتما أخيرا مغادرة تلك الغرفة..

- أمي لقد كنا نستعيد أيام طفولتنا ونستمتع باللعب معا، سنغادر للخارج قليلا  وسنعود لن نتأخر..

غادرا المنزل باتجاه المدينة بسيارة ستيفن تقودها هانا، لم يكن يعرف إلى أين تتجه فقد كان متكئا ينظر للخارج دون أن يهتم لوجهتهما لكنه تفاجأ عندما رآها تتوقف عند باب المشفى..

- لما أحضرتنا لهنا..؟!

- لقد اتصلت بالطبيب وأخبرته أننا قادمان لندخل..

رضخ ستيفن لرغبتها بغضب، دخلا لعند الطبيب فأعطاه حقنة ووصف له أدوية مهدئة جديدة، وسمع منه ما كان يكره أن تلك الأدوية ليست أكثر من مهدئات تخفف من ألمه وتأخذه نحو النهاية بهدوء، نصحه من جديد أن يتمسك بذلك الأمل الضئيل ويجري تلك العملية التي نسبة نجاحها تقل عن خمسة بالمئة، ابتسم كعادته وغادر، كانت هانا تلحق به مسرعة لا تعرف ما أصابه..

عمر واحد لا يكفي(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن